رياضيون تألقوا عراقيا وعربيا يصبحون جنودا وأفراد حماية

شكوا في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» من التهميش والإقصاء

TT

في الوقت الذي تتسابق فيه الحكومات والجهات المسؤولة عن الرياضة في بلدان العالم المختلفة لتكريم ابطالها من الرياضيين وخصوصا اولئك الذين حملوا ورفعوا رايات بلدانهم في المحافل الدولية واستطاعوا تحقيق انجازات وانتصارات كبيرة على مدى مشوارهم الرياضي فان في العراق الامر مختلف فالحكومات منشغلة بالمشاكل والمصاعب العديدة التي تواجهها، والجهات المسؤولة عن الرياضة مختفية عن الانظار بسبب ضعفها وملاحقة البعض لها لكي يستولي على مكانها.

وبين هذا السبب وذاك يعاني الرياضيون العراقيون من سياسات التهميش والاقصاء وعدم الاهتمام بهم من قبل الاتحادات الرياضية والقائمين عليها بعد ما قدموه للرياضة ولبلدهم من انجازات وبطولات على الصعيدين المحلي والعربي.

ثلاثة رياضيين ابطال في ألعاب مختلفة وعلى المستوى المحلي والعربي التقت بهم «الشرق الاوسط» وتحدثوا لها عن الواقع المرير الذي يعيشونه نتيجة الاهمال المتعمد من قبل بعض المحسوبين على الرياضة العراقية والمحسوبية والجهوية التي حدثت في هذا القطاع.

سعيد موسى، 38 عاما، لاعب في المنتخب الوطني السابق لكرة الطاولة قال «لقد قدمت للرياضة واللعبة هذه بالذات جل سنين عمري، فقد مارستها منذ نعومة اظافري في مراكز الشباب والاندية المختلفة التي لعبت لها الى ان اصبحت احد ابطال اللعبة في البلد ، وبعدها مثلت العراق في البطولات العربية والعالمية وحصلت على العديد من الاوسمة والكؤوس ورفعت راية العراق في مختلف المحافل الدولية ، لكن كل هذه الانجازات لم يقابلها اي اهتمام او اخذها بعين الاعتبار سواء في العهد السابق الذي سيطر فيه المتملقون والمنافقون على مجال الرياضة واللعبة بالخصوص، او في الوقت الحاضر الذي تخبط فيه الواقع الرياضي بالدخلاء والانتهازيين البعيدين كل البعد عن المجال الرياضي».

واضاف موسى الذي كان في يوم من الايام بطلا للعراق والعرب بلعبة كرة الطاولة «انا حاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية قسم التدريب، والشهادات التدريبية والخبرة التي اتمتع بها في مجال اللعبة، اضافة الى كوني بطلا فيها، كل هذه الامتيازات لم استطع من خلالها الحصول على مركز او موقع في اتحاد اللعبة او حتى مدربا لكي اساعد في تربية وتعليم الاجيال القادمة فنون اللعبة وتطويرها خصوصا ان الجيل الذي انتمي اليه هم من خيرة ابطال اللعبة في الوطن العربي وفي قارة اسيا ايضا، فدائما كنا نحصل على المراكز الاولى في البطولات العربية والاقليمية والقارية، والآن انا احد افراد الجيش العراقي وقد تعرضت لاصابة خطيرة اثناء تأديتي الواجب وكدت افقد حياتي نتيجتها».

من جانبه اكد احمد كاظم،33 عاما، بطل العراق والعرب في الملاكمة على ان مستقبل اللعبة واللاعبين في العراق انتهى بعد ان اصبح البلد مأوى للجماعات الارهابية والجهات الخارجية التي لا تريد الخير والتقدم للبلد في كافة الاصعدة ومنها الرياضة وخير دليل على هذا الكلام هو ما حصل لفريق التايكوندا العراقي الذي كان يمثل العراق في بطولة اقليمية وتعرضه لعملية اختطاف في مدينة الرمادي واختفاء كامل الفريق ولم يتم العثور عليهم لغاية الان، وانصراف غالبية هواة وابطال اللعبة الى البحث عن اعمال اخرى تساعدهم في اعالة عوائلهم في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اغلب الرياضيين العراقيين، كما هو الحال بالنسبة للكثيرين وانا واحد منهم.

وأشار كاظم الذي شارك في دورتين عربيتين في دمشق وعمان ويعمل الان في حماية المنشآت الحكومية، الى انه لم يعد هناك طموح رياضي كما في السابق، فبالرغم من المضايقات والعقوبات التي كان يتعرض لها اللاعبون في العهد السابق الا انهم كانوا يحصدون الاوسمة والمداليات الذهبية والبرونزية والفضية في اي بطولة يشاركون فيها، اما في هذا الوقت فلم نر اي انجاز يذكر لأي بطل عراقي في أي لعبة فردية أثناء مشاركتهم في البطولات العربية والاقليمية والقارية.

وزاد نصير محمد ، 36 ، عاما بطل العراق والعرب في العاب الساحة والميدان وبالذات سباقات (200م – 400م) على ما قاله زميلاه ، فقال «لا يوجد اي اهتمام من قبل المسؤولين سواء في اللجنة الاولمبية او وزارة الشباب والرياضة او الاتحادات الرياضية بالكفاءات والابطال الرياضيين، فبعد ان تأملنا خيرا بعهد رياضي جديد بعد سقوط النظام السابق، الا اننا تفاجأنا بنفس الاشخاص والرموز التي كانت تسيطر على مفاصل الحياة الرياضية تسيطر مرة اخرى على واقع الرياضة في البلاد، مع اختلاف بسيط في هوية وانتماءات اولئك الاشخاص، اضافة الى ربط الرياضة بالسياسة من خلال التدخلات التي تبديها بعض الشخصيات والمسؤولين السياسيين في هذا المجال، وكما هو واضح فان وزراء الشباب والرياضة في الحكومات السابقة والحالية اغلبهم بعيدون عن الرياضة وقطاع الشباب ويتم ايصالهم الى هذا المنصب عن طريق الاحزاب السياسية التي ينتمون اليها وما آلت اليه العملية السياسية في البلاد من تقسيم ومحاصصة للمناصب على اساس طائفي وحزبي».

واضاف محمد الذي بدأ ممارسة هذه اللعبة منذ ايامه الاولى في مدرسته الابتدائية واصبح بطلا لألعاب الساحة والميدان بفضل مدرسه ومدربه بنفس الوقت والذي كان احد ابطال اللعبة في زمن السبعينات من القرن الماضي «بعد ان اكتشفني الاستاذ علي العطار عندما كنت طالبا في المدرسة وبدأ بالعمل على تطوير موهبتي الى ان اصبحت بطلا في سباقات ميدانية مختلفة وبطولات محلية وعربية، والآن انا اعمل في احدى شركات الحماية الامنية في بغداد ، ولم اعد امتلك ادنى اهتمام بالرياضة في الوقت الحاضر وذلك لعدم وجود وقت فراغ استطيع من خلاله ممارسة الالعاب الرياضية او حتى مشاهدة البرامج الرياضية من شاشة التلفاز».