شهود: جنود أميركيون متهمون بقتل 3 عراقيين ابتسموا قبل ارتكاب جريمتهم

دراسة: العائدون إلى أميركا بعد الخدمة في العراق يعانون من مشاكل صحية

TT

قال شهود في محكمة عسكرية، أمس، إن جنودا اميركيين متهمين بقتل ثلاثة معتقلين في العراق، ابتسموا قبل قيامهم بإطلاق النار، وهددوا بقتل جندي آخر إذا أبلغ عنهم. وقال شاهد الاثبات الجندي برادلي ميسون، إن واحدا من بين المتهمين هو السارجنت رايموند جيروارد، أبلغه بأنه اذا حدث واعتقل فانه سيحاول الخروج لأسباب طبية لأنه مصاب باضطرابات. وقال ميسون «لقد ابتسموا فحسب». وأضاف «أبلغته (جيروارد) بأنني لا أوافق على ذلك. إنه قتل».

وينتمي الجنود كوري كلاجيت ووليام هونسيكر وجيروارد الى الفرقة 101 المحمولة جوا ومقرهم في سامراء شمال بغداد. وقالوا ان الرجال الثلاثة الذين قتلوا كانوا يحاولون الفرار أثناء اطلاق الرصاص. وحسب وكالة رويترز، فان من التهم الموجهة الى المتهمين القتل مع سبق الاصرار والشروع في القتل والتآمر وعرقلة العدالة في حوادث القتل في التاسع من مايو (أيار) شمال بغداد. والإدانة في جريمة القتل مع سبق الاصرار يمكن ان تحمل عقوبة الاعدام وفقا للقانون العسكري الاميركي.

وتعقد الجلسة بموجب المادة 32 لتحديد ما اذا كانوا سيواجهون محاكم عسكرية في تكريت التي تبعد 175 كيلومترا شمال العاصمة. وتأتي في توقيت حساس يحقق فيه الجيش في قضايا اخرى بشأن انتهاكات مزعومة تشمل قتل 24 مدنيا غير مسلحين في بلدة حديثة العام الماضي بواسطة مشاة البحرية، وهو الحادث الذي أثار غضب العراقيين.

الى ذلك، قال باحثون إن فحوصات أجريت لجنود اميركيين بعد عودتهم من الخدمة في العراق، أظهرت شيوع الاحساس بالارتباك بينهم وصعوبات في التركيز وفقدانا مؤقتا للذاكرة.

وقارنت الدراسة بين الحالتين الذهنية والعاطفية للجنود قبل وبعد الخدمة في العراق، وأظهرت انه في حين أن غالبية الجنود ربما لم يتأثروا باسترجاع الذكريات والأحوال المزاجية السيئة المرتبطة بالتوتر في مرحلة ما بعد الصدمة، إلا ان تغيرات نفسية غير مريحة قد حدثت لدى الكثير من الجنود العائدين.

واكتشفت الدراسة التي نشرت في دورية الجمعية الأميركية الطبية، عدة تغيرات «مبهمة» في الوظائف الذهنية في عينة شملت 654 من قدامى المحاربين بالجيش الأميركي. وكان المشاركون في الدراسة قد تم نشرهم لمدة عام في العراق. وقال جميعهم تقريبا انهم تعرضوا لإطلاق نار عليهم، بينما قال الثلثان انهم رأوا أناسا يصابون او يقتلون. وقالت جنيفر فاسترلينج من كلية الطب بجامعة تولان «تشير النتائج التي توصلنا اليها، الى ان نشر الجنود في العراق كان له آثار على التركيز والتعلم والذاكرة، لا يمكن ان يعزى الى مشكلة طبية قبل السفر الى العراق». وظهر على الكثيرين منهم زيادة في سرعة رد فعلهم عما كانوا عليه قبل نشرهم. وكان تصرفهم سريعا عن 307 جنود آخرين لم يتم نشرهم. ووصف باحثون رد الفعل السريع بأنه يعزى الى قاعدة «اهرب أو قاتل» التي تتسم بها الحرب.

وقال تقرير لمكتب المحاسبة الحكومي الأميركي صدر في مايو (ايار)، ان اكثر من ستة في المائة من جنود الجيش الذين خدموا في العراق او افغانستان، يعتبرون معرضين لخطر الاصابة باضطراب توتر ما بعد الصدمة، لكن 22 في المائة فقط من هؤلاء الاشخاص يتم تقييم حالاتهم.

وقالت دراسة اخرى نشرت هذا العام في نفس الدورية، ان واحدا تقريبا بين كل عشرة جنود أميركيين خدموا في العراق، يعاني من توتر ما بعد الصدمة، وهو اضطراب يمكن ان يؤدي الى كوابيس واجترار الذكريات وتفكير مشوش.

وأوضحت الدراسة الحالية أن ثلاثة بين كل 10، قالوا إنهم شعروا بتشوش ذهني بعد نشر القوات مقارنة مع اثنين بين كل عشرة من قبل. وشعر ثلاثة بين كل عشرة جنود بمشاكل في الانتباه وقدرات التعلم اللفظية والذاكرة بعد نشرهم في العراق. وعانى أكثر من واحد بين كل اربعة من الجنود من الاكتئاب. وقالت فاسترلينج «حتى التدهور البسيط في القدرة على تركيز الانتباه والتعلم وتذكر المعلومات الجديدة، قد يعكس مشكلة عصبية مبهمة، مما يؤدي الى مشاكل تحدث في الحياة اليومية وتؤثر على الأداء في المواقف التي تزداد فيها الضغوط».