سعود الفيصل: استخدام النفظ سيؤذي المواطن.. وليس لدينا ما نعتذر عنه فضميرنا مرتاح

قال: إن قطر كانت تتمنى استشارتها قبل مؤتمر روما فهل استشاروا أحدا عندما انشأوا علاقة مع إسرائيل

TT

استبعد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي استخدام أي من الدول العربية لسلاح النفط للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف تجاه الوضع في لبنان، وقال «السلاح معروف والامكانات الاقتصادية معروفه، ولايمكن الخلط بين النفط والامكانيات الاقتصادية التي تحتاجها الدوله والوضع العربي عموما للقيام بواجباته تجاه مواطنية واستحقاقاتهم، ولا يجوز ان نخلط بين الرأي العام العربي بحيث يرى ان هناك مصلحة بالتأثير على شي هو داعم».

وأضاف «اذا تجاهلنا هذا الواقع وبدأنا نلعب بمقومات حياتنا ونغامر مغامرات غير محسوبه فان اول من سيتأذى من ذلك المواطن وهذا ما لا نرضاه ولا ترضاه أي حكومة».

وبين وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر الأسبوعي له، ان صفقات السلاح التي ابرمتها السعودية أخيرا تعود لخطورة المنطقة وأمن البلاد، وقال «بالنسبة للتسلح فالمنطقة خطرة، وأمن البلاد مسؤولية الدولة، وكل الاجراءات تتخذ لتقوية امكانيات الدولة لمواجهة أي مخاوف».

وقال وزير الخارجية السعودي، في معرض كلمته الافتتاحية للمؤتمر، إنه والأمير بندر بن سلطان الأمين العام للمجلس الوطني قاما بنقل رسائل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى قادة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وذلك خلال جولتهم الخارجية أواخر يوليو (تموز) الماضي.

وأوضح الفيصل أن جملة الاتصالات والمشاورات التي جمعت الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، تناولت سبل احتواء الأزمة الجارية في منطقة الشرق الأوسط.

وحول مشاركة السعودية في مؤتمر روما، تحدث قائلاً «شاركت المملكة في مؤتمر روما كانت لمؤازرة لبنان، وبالتنسيق معه، وقد كان للموقف اللبناني، وبمؤازرة الدول العربية المشاركة، قدرة على إقناع الغالبية العظمى بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ودعم سلطة لبنان الشرعية وبسط سيادتها على كامل أراضيه».

وبين الأمير سعود الفيصل أن حكومة بلاده مازالت تنظر للتحرك الدولي الجاري لاحتواء الأزمة على أنه قاصر عن تحقيق أهدافه، مرجعاً ذلك إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية البشعة، ضد لبنان والأراضي الفلسطينية والنتائج الكارثية الناجمة عنها.

واعتبر ما تعرض له أهالي وسكان قرية قانا في جنوب لبنان من استهداف عسكري إسرائيلي أدى إلى مقتل العشرات جلهم من النساء والأطفال شاهداً مأساويا لما يمكن أن تفضي إليه الأمور ما لم يتم إيقاف فوري وحاسم لإطلاق النار وكافة العمليات العسكرية. مضيفاً «والشروع في إيصال المساعدات الإنسانية الماسة للشعب اللبناني لإعانتهم على تحمل قساوة الظروف المعيشية التي يواجهونها، وتهيئة السبل للحلول السياسية للأزمة عبر المفاوضات والحوار بين الأطراف المعنية».

وطالب وزير الخارجية الدول الساعية لحل الأزمة بين لبنان وسورية إلى ضرورة التركيز على استقلال لبنان وسيادته وبسط سلطة حكومته الشرعية على كافة أراضيه، وذلك وفقا لاتفاق الطائف الذي أقر ووافق عليه من الشعب اللبناني وكافة طوائفه وفئاته وبدعم دولي من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالاتفاق.

وشدد الفيصل على وجوب تعامل المجتمع الدولي بجدية وحسم مع مأساة الشعب الفلسطيني والتعامل مع جذور النزاع وحلها، واصفاً الحلول الجزئية التي اتخذت في المراحل السابقة بـ«عدم فعاليتها» كونها لم توجد حلا منصفا وشاملا أو تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأكد الأمير سعود الفيصل فشل الحلول المطروحة، لحل الأزمة، في الحفاظ على وحدة الصفين اللبناني والفلسطيني، وكذلك وحدة الأمة العربية في التعامل مع القضية والتحدث باسمها بلغة واحدة على الساحات الدولية في الأمم المتحدة.

وألمح الفيصل، إلى وجود توجه إيديولوجي يسعى إلى العبث بالوحدة والأمن القومي العربي، من أجل تفجير المنطقة وإذكاء أسباب الفرقة والانقسام داخل دولها، كما هو حاصل في العراق وفلسطين المحتلة ولبنان الشقيق في الوقت الراهن.

وعن تباين مواقف الدول حول الوقف الفوري لاطلاق النار قال «ان المجهودات المبذولة لوقف اطلاق النار قاصرة عن تحقيق الهدف المنشود، واسرائيل لا تريد وقف اطلاق النار لان هذه سياستها وتسعى لاهداف مشبوهة في لبنان، وتطلب وقتا اطول لاستكمال اغراضها واهدافها، والمزعج في الأمر ان يكون هناك من يتغاضى عن ذلك.

واضاف «اننا نختلف والسياسة الأميركية في هذا الاطار، اذ اننا نقدر ان الولايات المتحدة هي الدولة العظمى وقادرة على ان تسعى الى وقف فورى للنار، وهذا ما نامله، وان تغيير موقفها الى موقف يطالب بايقاف اطلاق النار فورا».

وحول تهديد سورية قال «نحن في البيان الذي صدر منذ ايام عن السعودية انذرنا من خطورة انتشار هذا النزاع اذا ما استمر، وبطبيعة الحال اي تهديد لسورية وهي عضو في الجامعة العربية، سيجعل الدول العربية تقف ضد اي عدوان على اي بلد عربي».

وبين «ان الآلية التي ستنتهج لتحويل المواقف العربية الى واقع تطبيقى بان كل الجهود التي تقوم بها المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين هي محاولة لترجمة المواقف الى واقع، وهناك اتصالات على اعلى المستويات بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وعدد من الرؤساء، وستبذل المملكة المزيد من الجهود في هذا الاطار».

وعن التشكيك في موقف المملكة تجاه لبنان قال «كل إنسان حر في رأيه، ولكن نحن ضميرنا مرتاح بأننا نقوم بواجبنا في هذا الإطار، وهذا ما يؤكده اللبنانيون أنفسهم، وبالتالي نحن ليس لدينا من نعتذر له في هذا الإطار». وأكد الفيصل انه كان هناك تداول حول عقد القمة واتفق الرأي على أنه يجب أن يهيأ لها، فيكون هناك خطة محددة مرسومة لهذه القمة، ومنذ فترة وجيزة كان هناك اجتماع للجامعة العربية على مستوى الوزراء، ومنظورنا ان القمه اذا تقرر انعقادها، سيطلب من الاجتماع الوزراي ان ينعقد لإعداد خطة عمل تعرض على القمة، وطلبنا ان توضع هذه الخطه في ذلك المؤتمر ولم يتم شيء، فاذا كان هناك قمه ستعقد يجب التشاور حولها، ويجب الاعداد لها، ويجب ان يكون هناك شيء واضح ان تقوم به القمة.

وعن انتقاد بعض المسؤولين العرب للمشاركة في اجتماع روما وعدم التشاور معهم قال «سمعت ان وزير خارجية قطر قال انه كان يتمنى ان الدول التي شاركت في مؤتمر روما انها استشارت الدول العربية، وكان يمكن للوزير ان يسألنا مباشرة، فقطر عضو في مجلس التعاون وعضو في الجامعة العربية، ولكن لم اسمع منه استفسارا في هذا الاطار، ويقول في نفس الوقت انهم أنشأوا علاقات مع اسرائيل ومستعدون ان يأخذوا موقفا جماعيا في هذا الاطار، فهل استشاروا احدا عندما انشأوا هذه العلاقات، ولكن على أي حال الموقف ليس مواتيا للاجابة على مثل هذه الاسئلة، فهناك كارثة حقيقية تقع وهناك موقف جماعي عربي يجب ان يلتئم، وان نتحدث بنفس اللغة وبنفس الاسلوب بالنسبة لتسلح المنطقه، فالمنطقه خطرة وأمن البلاد مسؤولية الدوله، وكل ما ترى من اجراءات تتخذ لتقوية امكانياتها لمواجهة أي مخاطر تقوم.

وعن موقف الولايات المتحدة من الوضع اللبناني قال «الجميع في حيرة من هذا الموقف ولا نعتقد ان الموقف الذي اتخذ من الولايات المتحدة يعبر عن السياسات الاصيلة التي ترتكز عليها سياسة الولايات المتحدة، ونأمل أن يركز على هذه المبادئ فيما يتعلق بقضية لبنان، لأن لبنان دولة ديمقراطية هجمت عليها اسرائيل هجمة شعواء بدون مبرر، لا الدولة اللبنانية مسؤولة عما حدث، ولكن تلقت هذا الهجوم غير المبرر وغير الانساني في نفس الوقت، ولكن املنا كبير ان تعود الولايات المتحدة الى اصالة مبادئها في هذا الموضوع، اما الدول العربية فهي تأخذ الاجراءات وفق قراراتها واستراتيجيتها في هذا الاطار، وهي تسعى الان بكل جهدها ليس فقط للتصدي للهجمات ولكن لحشد طاقات لتقوية امكانات التصدي، وعلى ما اعتقد في قراءة البيان الذي صدر عن المملكة العربية السعودية منذ ايام الاشارة الواضحة لما علينا ان نقوم به في هذه الظروف والتوقعات لاستشراء هذا الشر في منطقتنا وضرورة الالتفاف لمواجهته.

وتابع «لم اسمع ان الولايات المتحدة مؤيدة لضرب لبنان وسورية وايران، إلا أن المأخذ على الولايات المتحدة انها لم تتخذ موقفا يمنع اسرائيل من ضرب لبنان، ونأمل من باب اولى انه ان كان هناك نية لاسرائيل للتحرش بسورية ان يكون هناك موقف أميركي رادع، فمسؤولية أميركا تقع فيما هي تمد اسرائيل بكل انواع الاسلحة، وبالتالي هناك واجب معنوي عليها الا تستخدم هذه الاسلحة لقتل الابرياء، وهناك قوانين أميركية تمنع ذلك فنأمل ان تتماشى مع هذه الانظمة».

وعن زيارة خادم الحرمين المبرمجة قال هناك زيارات على مدار السنة متبادلة بيننا وبين الدول وهذه تحكمها ظروف الوضع في المنطقة، وانا متأكد انه ستراعى في أي برمجة لهذه الزيارات الظروف السائدة في المنطقة.

وعن تضمين الموقف العربي جوانب اقتصادية قال «ما تقدمه المملكة لمساعدة لبنان يعبر عن موقفها بطريقة ابلغ مما استطيع ان اقوله بكلمات، أما عن التعاون الاقتصادي، ففي القمة اتخذت قرارات لانشاء اتحاد عربي، والسعي لوضع برنامج، واعتقد انه يلبي هذا الجانب من العمل العربي المشترك».

وعن الرسالة التي حملها للرئيس الأميركي من خادم الحرمين قال «الرسالة كانت لعدة امور اولاً وقف القتال في لبنان لان الامر ملح وان جميع الازمات التي يتعرض لها الشرق الاوسط ناجمة بشكل او اخر عن المشكلة الاساس وهي الصراع الاسرائيلي العربي، والولايات المتحدة لها دور اساسي في الوصول الى حل سلمي، والدول العربية متوجهة الى الحل السلمي ومقررة ان تتجه نحو هذا الحل السلمي، ولكن كما ذكر البيان الذي صدر منذ ايام ان للصبر حدوداً والدول العربية انتظرت طوال هذه السنين واجتهدت وقدمت مقترحات ولكن قوبلت كلها بالرفض الاسرائيلي، مما يتطلب ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته اذا اراد الى هذه المنطقة الحساسة في العالم الا يستشري فيها الصراع، ويكون ذلك ليس فقط على حساب دول المنطقة ولكن سيشمل بشروره العالم باسره».

وبين الفيصل «انه ليس هناك ما يمنع ونحن نتشاور الان في التوجه نحو عقد مجلس الجامعة في لبنان وليس فقط زيارة فردية لان اجتماع مجلس الجامعة في لبنان لتأييد ومؤازرة لبنان. والتعبير عن وقوف الجامعة العربية الى جانب لبنان».