إسرائيل تبلغ لبنان رفض وقف عملياتها قبل إبعاد «حزب الله» عن حدودها وتأمين «البديل»

مصدر حكومي: معارضة إيران وسورية ولحود للقوة الدولية تعرقل الحلول

TT

تعرقلت المساعي الدبلوماسية والسياسية الرامية الى ايجاد حل للأزمة القائمة والتوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان بعد تمسك اسرائيل بالقوة الدولية كشرط اساسي لوقف عملياتها، ورفض ايران وسورية والرئيس اللبناني اميل لحود لهذه القوة، كما اكد مصدر حكومي لبناني لـ«الشرق الاوسط» امس.

وقال المصدر ان اسرائيل ابلغت لبنان صراحة، عبر القنوات الدولية، انها ليست في وارد وقف عملياتها حتى تأمين البديل الذي يبعد «حزب الله» عن حدودها. واشار المصدر الى تحرك عربي لدى لحود وسورية لاقناعهما بمبدأ القوة الدولية، ترجم بزيارتين قام بهما وزيرا خارجية مصر والاردن للحود وبقية المسؤولين اللبنانيين. فيما استمرت الحركة الدبلوماسية الدولية على خط «المساعدات الانسانية» وابداء التعاطف مع لبنان.

وتسلم لحود من وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط رسالة من الرئيس حسني مبارك. وقال ابو الغيط انه نقل الى لحود «رسالة قوية من المساندة والدعم من الرئيس حسني مبارك الى شعب لبنان وحكومته، تؤكد الوقوف الى جانب لبنان والسعي الى وقف لاطلاق النار». واضاف: «سوف نعمل في اطار الامم المتحدة ومجلس الأمن مع كل القوى المؤثرة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والصين وكل القوى العظمى لكي نحقق وقف اطلاق النار الفوري». واشار الى ان مصر «تتحدث مع الاطراف كافة وتتشاور معها. ولنا العديد من الرسائل والاتصالات. ونسعى للتوصل الى توافق دولي مقبول لبنانياً في اطار التوافق اللبناني للوصول ليس الى وقف اطلاق النار فحسب، ولكن الى قوة حفظ السلام الدولية المقترح توسيعها او اقامتها».

وافاد ابو الغيط رداً على سؤال حول وجود نية لعقد قمة عربية في القريب العاجل: «هذا الامر مطروح وتدور حوله مشاورات. المسألة في كيفية الاعداد لهذه القمة وماذا يصدر عن القمة. يصدر عن القمة دعم ومساندة ودعوة الى وقف اطلاق النار والعودة بلبنان مرة اخرى الى الوضع السابق. نحن نسعى الى هذه القمة ونأمل بأن تعقد».

وذكر ان الرئيس مبارك كلفه بعد 4 ساعات من عملية حزب الله الذهاب لمقابلة الرئيس السوري بشار الاسد للبحث في الشأن اللبناني. وقال: «منذ اللحظة الاولى ومصر وعلى وتيرة عالية جداً وايقاع عال في السعي الى وقف اطلاق النار. ومصر سعت منذ البداية لوقف العملية وعدم اعطاء الفرصة لهذه الحرب. وكان لنا الكثير من الاتصالات مع الجانب الاميركي والاوروبي وايضاً مع الجانب الاسرائيلي».

ونفى ابو الغيط بشدة وجود «تغطية مصرية – سعودية – اردنية للعدوان على لبنان» متسائلاً: «هل العقل العربي يمكن ان يصدق هذا الكلام؟ هذا اقل ما يمكن وصفه انه هزل». وامل في «ان يجتمع مجلس الأمن غداً (اليوم) او بعد غد (غداً) ويقرر وقف اطلاق نار مؤكداً ان «هذا طلب عربي ومصري ودولي، وطلب من الاتحاد الاوروبي، وطلب الامم المتحدة والامين العام للامم المتحدة. هناك بعض القوى التي تعارض هذا الجهد. ولكن آمل ان يصل الجميع في وقت قريب الى قرار بوقف اطلاق النار والدعوة الى وقف اطلاق النار. وعند صدور هذه الدعوة يجب ان يلتزمها الجميع». وزار ابو الغيط ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة.

هذا، وتسلم الرئيس لحود رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني نقلها اليه وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب اكد فيها «تضامن الاردن، ملكاً وحكومة وشعباً مع لبنان في الظروف الراهنة التي يمر بها». وافاد الخطيب ان الملك عبد الله الثاني «اعطى توجيهاته للحكومة الاردنية بتأمين المساعدات العاجلة الى لبنان من خلال الجسر الجوي الذي اقيم بين العاصمة الاردنية ومطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت». واشار الى ان الاردن سيرسل كميات من البنزين بسبب النقص الذي يعاني منه لبنان حالياً.

وقال الخطيب رداً على سؤال حول رفض ايران وسورية للنقاط السبع التي طرحها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتأثير ذلك على الحل السياسي: «نحن ندعم الموقف الذي عبر عنه لبنان. وهو ما حاز على مصادقة مجلس الوزراء اللبناني. وهذا موقف وطني لبناني يشكل الاساس في دعمنا لجهود لبنان لوقف اطلاق النار والعدوان. .. والاولوية يجب ان تكون لوقف ما يتعرض له لبنان بصورة فورية ومطلقة». وتلقى السنيورة اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري حسني مبارك اطلعه خلاله على آخر المستجدات نتيجة الاتصالات التي يقوم بها لوقف اطلاق النار. وكرر موقفه الداعم للمواقف التي صدرت عن الحكومة اللبنانية وخصوصاً البرنامج الذي تقدم به الرئيس السنيورة وحاز على اجماع الحكومة اللبنانية. وبدوره شكر الرئيس السنيورة للرئيس مبارك مواقفه الداعمة للبنان واطلعه على آخر الاتصالات لوقف العدوان.

وكان الخطيب نقل للرئيس السنيورة «تأكيد الملك عبد الله الثاني على الدعم الاردني الكامل لموقف الحكومة اللبنانية لجهودها الهادفة الى التوصل لوقف فوري لاطلاق النار ووقف العدوان الذي ندينه جميعاً».

وتلقى السنيورة ايضاً اتصالاً هاتفياً من نظيره السوري ناجي عطري ابلغه فيه «تضامن سورية مع لبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم». وقد شكر الرئيس السنيورة للعطري «هذا التضامن والمساعدات والتسهيلات التي تقدمها سورية للنازحين اللبنانيين». وشدد على ان لبنان يعتبر ان الحل لاسباب هذه الازمة هو الاساس والذي يتمثل بالنقاط السبع التي طرحها في خطابه في روما والتي اجمع عليها اللبنانيون عبر مجلس الوزراء وعبر القمة الدينية التي انعقدت اول من امس.

في المقابل، استمرت الزيارات التضامنية الاوروبية الى لبنان. وفي هذا الاطار، وصل الى بيروت امس وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس الذي قال عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ان بلاده تدعم النقاط السبع لخطة رئيس الحكومة اللبنانية. وكان موراتينوس وصل ظهر امس الى بيروت على متن طائرة عسكرية اسبانية، على رأس وفد من وزارة الخارجية الاسبانية ووفد اعلامي. وحملت الطائرة على متنها مساعدات اسبانية للبنان. وقد دعا جميع الاطراف الى «احترام الشرعية الدولية للتوصل الى وقف فوري للنار سواء من حزب الله او اسرائيل».

وكان بري التقى السفير البريطاني في بيروت جيمس واط الذي قال عقب اللقاء انه ابلغ بري «ان الصورة عن السياسة البريطانية التي تنقل في وسائل الاعلام هي في معظم الاحيان مشوشة للغاية وبعيدة عن الحقيقة». واضاف: «قلت للرئيس بري ان بريطانيا ملتزمة تماماً بأسرع حل ممكن للقتال في لبنان. الحل بالطبع هو وقف لاطلاق النار لكنه وقف نار دائم ومستمر ولا يخرق بسرعة ويؤدي الى مفاوضات واتفاق يبني سلاماً واستقراراً».