كاسترو يقول إنه في حالة مستقرة و«كل شيء على ما يرام»

واشنطن تضع خططا لدعم المنشقين الكوبيين في حال وفاته

TT

أعلنت الولايات المتحدة امس عن إعداد خطط لمساعدة المنشقين الكوبيين المناوئين لنظام الرئيس فيدل كاسترو للسيطرة على البلاد في حال وفاة الأخير الذي خضع لعملية جراحية في وقت سابق أثارت العديد من التكهنات حول حالته الصحية.

وفي نفس الوقت، أبلغ كاسترو شعبه بأنه في حالة معنوية جيدة وفي حالة مستقرة بعد الجراحة التي أثارت تكهنات بأن مرضه قد يكون بداية نهاية حكمه الذي استمر 47 عاما. وقبل ايام من عيد ميلاده الثمانين، أصدر كاسترو بيانا أمس قلل فيه من شأن الحديث عن انه ربما كان على أعتاب الموت بعد جراحة لايقاف نزف في المعدة. وقال مذيع بالتلفزيون الحكومي انه تحدث لتوه الى كاسترو. وذكر له ان الامور في الجزيرة تسير على ما يرام في غيابه.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية في بيان لها انه في حال حدوث انتقال للسلطة في كوبا، فان الولايات المتحدة «سوف تفعل كل ما بوسعها للوقوف الى جانب الشعب الكوبي في طموحه الى الديمقراطية». بدوره، قال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو ان الولايات المتحدة «تقف متأهبة لمساعدة الشعب الكوبي للسير نحو الديمقراطية»، مشيرا الى ان اللجنة الأميركية المختصة بالمساعدة في «تحرير كوبا»، قامت بطرح خطط لمساعدة الكوبيين بتقديم مساعدات انسانية واقتصادية بعد تخلصهم من «الحكم الاستبدادي».

واضاف سنو ان «قيام ديكتاتور مثل فيدل كاسترو بتسليم السلطة الى شقيقه الذي كان بمثابة السجان في كوبا لا يعد تغييرا في الوضع هناك». وكانت لجنة أميركية رئاسية قد طلبت، الشهر الماضي، تخصيص 80 مليون دولار لتنفيذ برنامج يستهدف الإسراع بالتحول من الشيوعية الى الديمقراطية في كوبا عقب نهاية حكم كاسترو.

يذكر ان كاسترو ذا التوجهات الشيوعية يحكم كوبا منذ عام 1959 ويعد من المناوئين للولايات المتحدة، ومن ثم قامت واشنطن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلاده بعد عامين من توليه السلطة كما فرضت حظرا اقتصاديا طويلا على كوبا.

وفي أعقاب تواتر الأنباء عن مرض كاسترو، عمت الفرحة أرجاء ولاية فلوريدا الأميركية التي توجد بها اعداد كبيرة من المهاجرين الكوبيين الذين نزلوا الى الشوارع للاحتفال بنبأ مرضه.

واعتبر السيناتور الجمهوري عن فلوريدا ميل مارتينيز، وهو من اصل كوبي أن اعدادا كبيرة من الأميركيين من اصل كوبي يعيشون في منفى بالولايات المتحدة وينتظرون اليوم الذي يتنازل فيه كاسترو عن السلطة.

وقال مارتينيز في تصريح للصحافيين انه «خلال اكثر من 47 عاما انتظر الكثير منا اليوم الذي يتخلص فيه الكوبيون من كاسترو، وهو ما يحدث الآن حتى ولو بشكل مؤقت». وأضاف ان لجنة «التحول لتحرير كوبا» التي يترأسها بنفسه مع وزير الخارجية السابق كولن باول قامت باعداد خطط لمساعدة كوبا في حال نقل السلطة من كاسترو.

وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وهو صديق قديم لكاسترو في برازيليا ان الكوبيين وحدهم هم الذين يجب ان يقرروا الخليفة المحتمل للرئاسة.

وقال لولا للصحافيين «عملية الخلافة قرار يجب ان يتخذه الشعب الكوبي»، مضيفا ان كاسترو قد يشفى، وإن «الموقف قد لا يكون سيئا مثلما يبدو». ويعتقد بعض الكوبيين رغم انهم قلقون بشأن صحة كاسترو انه تجري عملية خلافة تم التخطيط لها جيدا تحت رعاية الحزب الشيوعي الحاكم. وقال ارماندو دياز، وهو زعيم محلي بالحزب في هافانا «راؤول زعيم ثوري بدون شك والثورة آمنة معه»، حسب تقرير لرويترز.

وولد سبعة من بين كل عشرة كوبيين بعد ثورة كاسترو ولا يعرفون أي نظام آخر غير دولة الحزب الشيوعي الواحد التي أقامها على اعتاب الولايات المتحدة. ومن الصعب قياس الرأي العام في مجتمع يتم التحكم فيه بصرامة مثل كوبا.

وما زال كثيرون هناك يعانون من الحرمان الاقتصادي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي حليف كاسترو عام 1991، وهم مشغولون بتدبير احتياجات الحياة اليومية حتى انهم لا يفكرون بشأن المستقبل.

وسعى رئيس الجمعية الوطنية ريكاردو الاركون الى تهدئة القلق من ان موت كاسترو أصبح وشيكا. وقد نجا الرئيس الكوبي من محاولات اغتيال عديدة. وقال الاركون «الزعيم الكوبي سيقاتل دائما حتى اللحظة الاخيرة. لكن اللحظة الاخيرة بعيدة جدا».