قوات الاحتلال تتوغل مجددا جنوب غزة وتقتل ثمانية فلسطينيين

TT

في حلقة جديدة من حلقات حملة «أمطار الصيف»، التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، واصل جيش الاحتلال امس عدوانه، هذه المرة على منطقة رفح جنوب غزة، فقتل ثمانية فلسطينيين، وأصاب العشرات بعضهم في حالة الخطر الشديد.

وهذه ثالث عملية توغل تقوم بها القوات الاسرائيلية داخل التجمعات السكانية الفلسطينية في القطاع في غضون اسبوعين. ونقل عن شهود عيان القول إن المئات من عناصر لواء المشاة «جفعاتي»، احد ألوية الصفوة في الجيش الإسرائيلي توغلوا فجرا في تخوم بلدة «الشوكة»، جنوب شرقي المدينة تقلهم العشرات من دبابات «ميركافا ثلاثة»، وتحت تغطية مباشرة من طائرات الهليكوبتر من طراز «أباتشي» العسكرية الأميركية الصنع، وعدد من طائرات الاستطلاع من دون طيار التي قامت برصد المنطقة قبل الاقتحام بأربع وعشرين ساعة.

وكما في عمليات التوغل الأخيرة، فقد اتبعت قيادة المنطقة الجنوبية التكتيك الذي تطلق عليه «الشفط»، أي استدراج المقاومين والمدنيين الفلسطينيين الى المناطق المفتوحة بغية استهدافهم بشكل مباشر، وفي نفس الوقت عدم المخاطرة بتحرك الدبابات في قلب الاحياء السكنية ذات الكثافة السكانية العالية.

وقال شهود عيان إن العشرات من المقاومين والمدنيين الذين دفعهم الفضول خرجوا للتصدي للقوات المقتحمة، الأمر الذي جعلهم هدفاً لطائرات الاستطلاع. وأكد شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية أن معظم القتلى والجرحى في عملية التوغل هذه سقطوا بفعل الصواريخ التي اطلقتها هذه الطائرات. واشارت المصادر الطبية إلى أنه تكررت طبيعة الاصابات التي تسببها صواريخ طائرات الاستطلاع حيث يضطر الأطباء الى بتر أطراف الكثيرين من الذين أصيبوا بها، لاحتوائها على اجزاء حادة تؤدي الى عملية البتر. وأوضح الدكتور علي موسى مدير مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في مدينة رفح أن القتلى هم: زياد سليمان شيخ العيد، 23 عاماً، وعدنان غسان أبو لبد، 22 عاماً، ووائل عطية يونس، 24 عاماً، ومحمود أنور كلاب، 21 عاماً، والطفل أنيس سالم أبو عواد، 10 سنوات، ويوسف أبو مر، 22 عاماً، وعبد الرحمن أبو سنيمة، 20 عاماً، وسليمان محمود الرميلات، 55 عاماً.

وقالت مصادر فلسطينية إن شيخ العيد وابو لبد هما من عناصر «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وقد قتلا بعدما قامت طائرة الاستطلاع بقصف تجمع للمقاومين في الحي، الأمر الذي أدى الى اصابة شخصين آخرين بجراح بالغة. واضافت المصادر ان يونس وكلاب اللذين ينتميان الى كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة «حماس»، قتلا في غارة ثانية شنتها طائرة استطلاع على تجمع آخر للمقاتلين، بينما قتل الطفل ابو عواد، جراء قصف مدفعي لمنزل عائلته، الامر الذي ادى الى اصابة العديد من افراد عائلته. وقام العديد من القناصة الإسرائيليين الذين تمركزوا على اسطح العديد من البنايات باطلاق النار على سيارات الاسعاف التي حاولت انقاذ حياة الجرحى الذين تركوا لساعات طويلة تنزف دماؤهم، الأمر الذي تسبب في وفاة العديد منهم.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان جنود الاحتلال حولوا مطار غزة الدولي الى قاعدة عسكرية كبيرة تنطلق منها قواتها في عمليات التوغل جنوب قطاع غزة. وأبدت المصادر تخوفها من قيام قوات الاحتلال مجدداً بقطع شارع صلاح الدين، الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، مجدداً بعد ان اقتربت دبابات الاحتلال كثيراً منه.

واستنكر زهدي القدرة، محافظ رفح، العدوان الإسرائيلي الجديد على مدينته، متهما اسرائيل باستخدام أسلحة جديدة وفتاكة، ضد المدنيين والمواطنين الفلسطينيين العزل. وفي تصريحات صحافية، أكد القدرة أن هذه الاسلحة ادت الى التسبب في حدوث تشوهات وحروق كبيرة بين المصابين. وأوضح أن العدوان المستمر على بلدة الشوكة تسبب في نزوح عشرات الأسر هرباً وخوفاًَ من القصف العشوائي الذي يستهدف منازل المواطنين ويهدد حياتهم. وحث القدرة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل العاجل لوقف الجرائم والمذابح الاسرائيلية، وتقديم مرتكبيها إلى المحاكم الدولية.