خادم الحرمين الشريفين: سأبذل كل جهدي لتحقيق الأمن ورفاهية الشعب واستئصال الإرهاب

الأمير سلطان للملك عبد الله: ما زلتم العين الساهرة على أمن هذه البلاد وكافة التحديات واجهتموها بصبر وعزيمة لا تلين

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، المضي قدما في بذل كل ما يستطيعه من جهد لخدمة الدين وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاه للشعب والعمل على إقرار السلام في المنطقة ـ على الرغم من كل التحديات ـ واستئصال شأفة الارهاب والفساد والوقوف في وجه كل منحرف ضال يحاول العبث بأمن البلاد واستقرارها. وعلى تحمل المسؤولية، التي شدد على أنها «مسؤولية ضخمة وأمانة ثقيلة أمام الله سبحانه وأمام الشعب والوطن».

جاء ذلك في برقية جوابية وجهها الملك عبد الله إلى الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، ونقلتها وكالة الأنباء السعودية أمس، وفيما يلي نصها:

«أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز.. حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرجو لسموكم موفور الصحة والعافية. فقد تلقينا برقية سموكم المورخة في 26/6/1427هـ شاكرين ومقدرين ما تضمنته من مشاعر أخوية فياضة ومعان كريمة ودعوات صادقة بمناسبة مرور عام على تولينا مقاليد الحكم بعد وفاة أخينا الملك فهد تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، وهي ولا شك مسؤولية ضخمة وأمانة ثقيلة أمام الله سبحانه وأمام شعبنا ووطنا، ندعو الله جل وعلا أن يعيننا على تحملها وعلى السير على نهج مؤسس هذه الدولة جلالة الملك عبد العزيز تغمده الله برحمته ورضوانه.

ولقد عاهدنا الله جل وعلا على أن نبذل كل ما نستطيعه من جهد لخدمة ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاه لشعبنا، والعمل على إقرار السلام في المنطقة، رغم كل التحديات التي تواجهنا، واستئصال شأفة الإرهاب والفساد، والوقوف في وجه كل منحرف ضال يحاول العبث بأمن هذه البلاد واستقرارها، مستمدين من الله العون وسائلينه التوفيق لكل ما فيه خير بلادنا ورفعتها وراحة شعبنا ورفاهه وإعلاء شأن الاسلام والمسلمين».

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد رفع برقية لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة ذكرى مرور عام على توليه مقاليد الحكم في ما، يلي نصها: «سيدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. أيده الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، فلقد اقتضت إرادة الله المولى عز وجل أن يختار إلى جواره قبل عام أخاكم وصديق عمركم الملك فهد أسبغ الله عليه شآبيب رحمته، وبايعكم أبناء شعبكم الوفي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مجددين لكم عهد الولاء والوفاء في السراء والضراء، فتوليتم المسؤولية التاريخية والأمانة العظيمة، حاملين هموم شعبكم وآماله، وتوجهتم الى الباري عز وجل سائلينه جلت قدرته أن يمنحكم القوة على مواصلة السير في نهج جلالة الملك المؤسس عبد العزيز، تغمده الله بواسع رحمته، وعاهدتم الله ثم شعبكم على أن تتخذوا القرآن الكريم دستورا والإسلام منهجا وأن تجعلوا هدفكم إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة، فاستجاب المولى لدعواتكم النابعة من قلب صادق وصدر واسع رحب لا مكان فيه إلا للخير ولا هم له إلا أرضاء المولى وخدمة دينه، ثم الارتقاء بهذا الوطن العزيز».

واضاف ولي العهد السعودي: «لقد آليتم على نفسكم يا سيدي أن تبذلوا كل غال ونفيس في سبيل أمن ووحدة واستقرار هذا الوطن العزيز ورفاهية مواطنيه، وأعلنتم أن شفيعكم في ما تقومون به أمام الخالق جل جلاله أن عملكم هو اجتهاد المحب لاهله، الحريص عليهم أكثر من حرصه على نفسه، ووعدت فوفيت، وبنيت خلال هذا العام ما يتطلب سنوات طويلة لتشييده، وبدأتم أعمالكم الخيرة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بإعلانكم، حفظكم الله، عن استكمال المشاريع المتبقية فيها، وتليتم ذلك بتفقدكم لشؤون مواطنيكم فأمرتم بزيادة رواتب العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين، واتخذتم قراراتكم الرامية لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتخفيف الأعباء المادية عليهم».

واضاف «وكنتم يا سيدي وما زلتم العين الساهرة على أمن هذه البلاد، وواجهتم كافة التحديات بصبر وعزيمة لا تلين، وأعلنتم عن أنه لا تهاون في العقيدة والوطن، وأنه لا مكان في بلاد الحرمين للتطرف ولا تسامح مع كل من يريد الإفساد في الارض وشملتم بفضائلكم كل من رجع الى الصواب بعد أن حاد عن الطريق فأصدرتم عفوكم الشامل لهم، فوقف أبناء شعبك صفا واحدا مع جنودك رجال الأمن البواسل في وجه كل من عميت بصيرته وسعى الى الهدم، ومضيتم في مسيرة التطوير والبناء وجاءت بشائر الخير على أياديكم، فمن الله على الدولة بأضخم ميزانية في تاريخها ووجهتم بصرفها في كل ما يعود بالنفع للوطن والمواطن في جميع المجالات، بما في ذلك قطاع الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، ووضعتم الاسس الراسخة بإذن الله لنقل المملكة العربية السعودية الى مصاف الدول المتقدمة صناعيا».

ومضى الأمير سلطان بالقول: «ولم يصرفكم ذلك كله عن قضايا الأمتين العربية والاسلامية، التي حملتم همومها، فتقدمتم بمبادرة للسلام لم تحز على تبني الأمتين العربية والاسلامية لها فحسب، بل أيدتها جميع دول العالم المحبة للسلام، وها أنتم كعادتكم تواصلون جهودكم الحثيثة مع قادة دول العالم لوقف الاعتداءات السافرة التي يتعرض لها الشعبان اللبناني والفلسطيني، فله سبحانه وحده الحمد والمنة الذي أنعم على هذه البلاد بقيادتكم الحكمية، وله جل جلاله الشكر على توفيقه لكم في أعمالكم العظيمة».

واختتم ولي العهد برقيته قائلا «لا أريد أن أطيل عليكم يا سيدي فالكلمات تعجز عن التعبير عما يجيش في الصدور، ويختلج في القلوب، ولا يسعني إلا أن أتوجه لله بالدعاء أن يحفظكم ويرعاكم ويمد في عمركم، وأن يجزيكم خير الجزاء على ما قدمتموه وتقدمونه لشعبكم ولامتكم العربية والاسلامية وأسأله سبحانه أن يديم على هذا الوطن العزيز أمنه واستقراره، وأن يبقيكم ذخرا لهذه البلاد وللإسلام والمسلمين».