لا ظهور لكاسترو أو شقيقه بعد عملية تسليم السلطة في كوبا

هافانا: مظاهر الحياة الطبيعية تخفي تعبئة كبيرة في صفوف قوات الأمن

TT

كشفت شهادات جمعت في هافانا انه رغم مظاهر الحياة الطبيعية في كوبا، وضع النظام الكوبي بعدما سلم فيدل كاسترو السلطة مؤقتا لشقيقه راؤول لأسباب صحية، قواته في حال تأهب فعلية حتى ولو انها غير ظاهرة للعيان. وبعد مرور ثلاثة ايام تقريبا على عملية التسليم التاريخي للسلطة في كوبا لم يظهر الرئيس المريض فيدل كاسترو او شقيقه راؤول امام الشعب الكوبي الذي يساوره القلق. وقال شاب كوبي في الثانية والثلاثين طلب عدم كشف اسمه «لا نرى قوات أمن لكن نشعر وكأننا في حالة حرب».

وأفادت شهادات متطابقة ان تعلميات بتوخي اقصى درجات التيقظ اصدرت الى قوات الشرطة والجيش وقوات الاحتياط، ووحدات التدخل السريع، وجميع القوات الأمنية في البلاد التي وضعت في حال تأهب بطريقة او باخرى، في حين انتشرت لجان الدفاع عن الثورة بكثافة في كل مناطق البلاد. وامس كتبت صحيفة «غرانما» الرسمية على صفحتها الاولى ان «طموحات الحكومة الاميركية بارسال قوات تدخل سريع الى كوبا بعد رحيل كاسترو تندرج في خطط العدو» مذكرة بان «قائد الثورة حذرنا من هذا الخطر».

وتجمع الموظفون في المكاتب او المصانع للاستماع الى البيان الذي اعده قائد الثورة وتلاه مسؤولون في الحزب الشيوعي الكوبي مساء اول من امس على التلفزيون الكوبي عن حالة كاسترو الصحية. وما زال الشعب الكوبي، مع هذا الواقع الجديد، يعيش حياة طبيعية من دون ان يخفي قلقه العميق من مستقبل غير واضح المعالم. وتتكرر عبارة «الوضع خطير» على شفاه الكوبيين في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد.

وقال رجل في الاربعين من العمر يعمل في المجال الأمني ان «المشكلة هي انهم يريدون تجنب وقوع صدامات بين مؤيدي كاسترو ومعارضيه لان الشعب منقسم الى مؤيدين ومعارضين». وكان النظام الكوبي قام في يوليو (تموز) الماضي باختبار قوة عندما وضع «الالوية الكوبية للتدخل السريع» في حالة تأهب اثر حوادث بين انصار النظام الكوبي وعشرات المعارضين نزلوا الى الشارع في وسط العاصمة هافانا. ويقدر عديد القوات المسلحة الثورية بـ50 الف عنصر لكن الجيش الكوبي يملك مئات الالاف من جنود الاحتياط الى جانب قوات اخرى يمكن وضعها في حالة تأهب بين ليلة وضحاها.

وراؤول كاسترو، الذي يتولى حقيبة الدفاع، هو مهندس القوات المسلحة الكوبية الموضوعة تحت امرته منذ تأسيس النظام الكوبي في 1959. ومنذ اعلان نبأ تخلي فيدل كاسترو مساء الاثنين الماضي للمرة الاولى عن منصبه، الذي يتولاه بلا منازع منذ 48 سنة، تلقت قوات الشرطة في احياء هافانا تعليمات تقضي بـ«مراقبة الشارع الكوبي من دون ان يكون وجودها طاغيا» بحسب الشهادات التي تم جمعها.

ولم تنشر اي صور او تبث لقطات تلفزيونية لكاسترو، 79 عاما، منذ خضوعه للجراحة كما لم يظهر ايضا راؤول، 75 عاما، وزير الدفاع وخلف كاسترو المكلف. ودعت جماعة كوبية في المنفى بميامي المسؤولين العسكريين والمدنيين لتشكيل حكومة مؤقتة «لانهاء ديكتاتورية عائلة كاسترو».