السنيورة في رسالة متلفزة إلى القمة الإسلامية: لا تستطيع حكومة أن تبقى على أنقاض شعبها

TT

وجه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة رسالة متلفزة الى قمة منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقدة في ماليزيا، بثت مباشرة في ختام الجلسة الافتتاحية، وقد اكد فيها ضرورة دعم المطلب اللبناني بوقف النار فوراً، محذراً من ان «لا حكومة تستطيع ان تبقى على انقاض شعبها وخرائبه».

وقال السنيورة في رسالته: «ان الهجوم الاسرائيلي الحالي هو السابع ضمن الحروب التي شنتها اسرائيل على لبنان، في خروج على كل القوانين والاعراف الاخلاقية والانسانية والدولية. وقد كلفت هذه الحرب الظالمة لبنان الكثير في حياة ابنائه وفي بنيته الاساسية، وفي التهجير الذي طاول ثلث المواطنين. نعم فقدنا ما يقارب تسعمائة قتيل ثلثهم من الاطفال تحت سن الثانية عشرة. وهناك ذلك التخريب الهائل للمنازل والمستشفيات والجسور والمخازن والمصانع ومقرات الامم المتحدة والمراكز الأمنية والبريد والدفاع المدني وهوائيات وسائل الاتصال والهاتف. نحن محاصرون في لبنان ليس بالجيش الاسرائيلي في البر والبحر والجو فقط، بل وبتلوث البيئة، وبالخراب الذي نشره العدوان على مساحة البلاد»، معتبرا «ان هذا الاحتقار للحياة الانسانية وللمعالم الحضارية لا تعليل له. ولا يمكن ان يقبله احد تحت شتى الظروف. وليس بهذه الطريقة يكافأ لبنان الانفتاح والتسامح والحريات والتعدد والديمقراطية». وافاد السنيورة: «لا تستطيع حكومة ان تبقى على انقاض شعبها وخرائبه. في الاسبوع الماضي خاطبت مؤتمر مساعدة لبنان الذي اقامه الاتحاد الاوروبي بروما، وتقدمت الى الحاضرين بخطة شاملة لانهاء الحرب، ولقد لقيت الخطة صدى ايجابيا واسعا، اذ اجمعت عليها الحكومة اللبنانية، والقمة الدينية المنعقدة بمقر البطريركية المارونية ببكركي في لبنان. ونحن نحتاج التأييد الكامل من جانب دول المؤتمر الاسلامي، وكل الدول المحبة للسلام للخطة الداعية الى وقف شامل ودائم للنار، من اجل انهاء المذابح ومكافحة الدمار والعودة بلبنان الى وضعه الطبيعي بصفته منارة للحرية والديمقراطية وحكم القانون».

وختم قائلا: «نحن محتاجون فعلا الى المساعدات الاغاثية العاجلة والاعمارية في المدى الطويل، لمواجهة التحديات العاصفة التي ضربت بلادنا ومواطنينا، وبناء الحياة والعمران للمرة الثامنة من جديد. ان الالة الحربية الاسرائيلية التي ضربت مدننا وقرانا وبنيتنا الاساسية وانساننا واطفالنا ونساءنا، ما كانت لتنال من عزيمتنا ومن اصرارنا على الحرية والاستقلال والكرامة. بعد حوالي الستين عاما، وبعد قتل مئات الالوف من الفلسطينيين واللبنانيين في مذابح موصوفة بدير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا وغزة وجنين وبنت جبيل، ثم قانا ثانية، ما تعلم الاسرائيليون انهم لن يستطيعوا تدمير ارادة الحياة والحرية فينا. ان الممانعة جزء اساسي في ضمير الانسان وطبيعته. وبمساعدتكم ان شاء الله سنتجاوز العمل الوحشي الاخير، وستأتون الى لبنان فتجدونه باسما مرحبا بكم».