اشتباكات ضارية قرب الحدود .. و«حزب الله» يعاود قصف الشمال الإسرائيلي بالصواريخ

اليوم الـ 23 للحرب: غارات جوية مكثفة ومعارك برية

TT

في اليوم الثالث والعشرين لحرب اسرائيل على لبنان تواصلت، لليوم الثالث على التوالي، المعارك الضارية بين رجال المقاومة اللبنانية وآلاف الجنود الاسرائيليين من قوات المظليين والمدرعات الذين يهاجمون على امتداد محاور «الخط الازرق» الحدودي من الخيام ـ مرجعيون شرقا الى عيتا الشعب والقوزح وشيحين غربا، في محاولة لإحداث اختراقات باتجاه التلال الاستراتيجية بما يمكّن قوات الاحتلال من اقامة «حزام أمني» بعرض ثمانية كيلومترات يبعد عنه مقاتلي «حزب الله»، حسب الخطة المعلنة للحكومة الاسرائيلية.

لكن هذه المحاولات المتنقلة من محور الى اخر ما زالت تتعثر بعد مرور ثلاثة اسابيع على بدء الحرب الاسرائيلية التي غطت بغارات الطيران الحربي لبنان من جنوبه حتى اقصى شماله وشرقه. وامس منيت القوات الاسرائيلية بالمزيد من الخسائر البشرية، اذ اعترفت مصادرها بـ 15 اصابة على محور القوزح ـ عيتا الشعب. فيما اعلنت «المقاومة الاسلامية» انها دمرت خمس دبابات وجرافة ثقيلة. وذكرت وكالة «رويترز» ان جنديين اسرائيليين قتلا في المواجهات مع مقاتلي حزب الله.

وكعادتها في الايام السابقة امطرت الطائرات الاسرائيلية كل محاور الجنوب اللبناني بصواريخها. وعاودت فجر امس الاغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد توقف لعدة ايام.

وافادت سلسلة بيانات لحزب الله ان المقاومين هاجموا عند السابعة من صباح امس «القوة الصهيونية الموجودة في مشروع الطيبة (محور رب ثلاثين ـ الطيبة ـ العديسة) وتمكنوا من تدمير جرافة ثانية بعدما كانوا قد دمروا جرافة اولى في اشتباك سابق. وقصفوا مقر قيادة الكتيبة الاسرائيلية في ثكنة مارغليوت».

وفي السابعة صباحا هاجم المقاومون تجمعا لمشاة وآليات القوات الاسرائيلية في مثلث القوزح ـ عيتا الشعب ـ تلة وردة. وحققوا فيه اصابات مؤكدة. وفي العاشرة من قبل الظهر عاودت المقاومة مهاجمة قوات الاحتلال في المحور نفسه. وتمكن المقاومون من تدمير دبابة «ميركافا» سقط افراد طاقمها بين قتيل وجريح.

والى الغرب من عيتا ـ القوزح، تمكن المقاومون في اشتباك مع قوات الاحتلال بعد ظهر امس على محور شيحين من تدمير دبابتين من طراز «ميركافا». وعند الرابعة حاولت قوة اسرائيلية سحب الدبابتين المعطوبتين فاشتبك معها المقاومون اللبنانيون واجبروها على التراجع. وعصر امس اعلنت المقاومة عن اطلاق موجات من الصواريخ على مستوطنات شمال اسرائيل.

واوضحت مصادر أمنية ان القوات الاسرائيلية في محاور القتال لجأت الى عمليات الالتفاف على اهدافها في المناطق الحدودية بعدما عجزت عن اختراق خطوط الدفاع التي اقامها مقاتلو حزب الله. وهو ما جرى على محور العديسة ـ كفركلا، اذ اخترقت الشريط الحدودي من ناحية هونين عبر واد يفصل بين الطيبة والعديسة واتجهت نحو تلة مشروع الطيبة حيث تتمركز قوة مظليين بعدما عجزت عن الالتفاف على تلة العويضة الاستراتيجية التي تسيطر على مجرى الليطاني من الخردلي جنوباً حتى علمان ـ الشومرية وجسر القعقعية غرباً.

وعلى محور عيتا الشعب ـ القوزح حيث منيت القوات الاسرائيلية بخسائر كبيرة اول من امس عمدت امس الى التسلل عبر حرج صنوبر عند اطراف بلدة برعشيت لتلتف على عيتا الشعب. لكن المقاومين تصدوا لهذه المحاولة. وحاولت القوات الاسرائيلية فتح محور جديد غرب بلدة الخيام في منطقة المحامص فتصدى لها المقاومون ومنعوها من التقدم.

وواكبت الطائرات الحربية بغاراتها محاولات تقدم قوات المظليين والمدرعات. وشنت غارات مكثفة على كل محاور الجنوب اللبناني وصولاً الى مناطق النبطية واقليم التفاح. وتوزعت الغارات والقصف المدفعي على بلدات الجرمق، المحمودية، الدمشقية، الجبل الرفيع، صربا، مجرى الليطاني. وطاولت الغارات ايضاً محيط عربصاليم ومجرى نهر الزهراني ووادي انصار ـ الزرارية. كما تعرضت الزرارية لغارات عدة.

وفي منطقة جنوب الليطاني وصور، استهدفت الغارات والقصف المدفعي الاسرائيلي بلدات برعشيت، عيناتا، بيت ياحون، كونين، عيترون، بليدا، ميس الجبل، الطيبة، مركبا، محيط بنت جبيل، رب ثلاثين، دبين، بلاط، القنطرة.

وفي القطاع الغربي استهدف الطيران الاسرائيلي منذ الصباح الباكر مناطق المعلية، العزية، الحمرا، المنصوري، الحنية، البياضة، العامرية، طيرحرفا، مجدل زون، القليلة، جبال البطم، زبقين، صريفا، ديركيفا، معروب، باريش، الحلوسية، طيرفلسيه، محيط العباسية وديرقانون النهر.

وفي منطقة النبطية، استهدفت الغارات والقصف المدفعي بلدات زبدين، الجبل الاحمر، شوكين وادي الكفور، يحمر، ارنون، زوطر الغربية والشرقية، كفررمان، كفرصير، القصيبة، وصير الغربية. كما تعرضت مدينة النبطية لقصف مدفعي مركز استمر من الخامسة فجراً حتى الثامنة صباحاً، ما ألحق دماراً واسعاً بالمحلات والمنازل في حي البياض وطريق عام النبطية ـ دير الزهراني. وناشد اهالي بلدة الطيبة الصليب الاحمر العمل على انتشال جثث افراد عائلة قضوا تحت ركام منزلهم الذي دمرته غارة اسرائيلية، ولإجلاء عدد من العجز والمسنين عن البلدة.

وكان الطيران الاسرائيلي عاود في وقت مبكر من فجر امس الاغارة على ضاحية بيروت الجنوبية. ونفذ اربع غارات وسط تحليق كثيف لطائرات الاستطلاع على علو مخفوض. واستهدفت الغارات حارة حريك وبئر العبد. كما نفذت الطائرات المهاجمة غارات وهمية فوق الضاحية والعاصمة ثم اغارت مجدداً على هدف في الضاحية الجنوبية.

وفي البقاع وشمال لبنان لم تغب طائرات الاستطلاع الاسرائيلية «M.K» عن الاجواء. وعند الرابعة فجراً اغارت على طريق راشيا ـ كفرمشكي (جنوب سهل البقاع) وعلى طريق بيادر العدس وطريق بكا ـ ينطا وبكا ـ كفرقوق.

وكان الطيران الاسرائيلي اغار منتصف ليل الاربعاء ـ الخميس على منطقة الهرمل ودمر جسر نهر العاصي بشكل كامل. كما اغار على طريق بعلبك ـ الهرمل عند مفترق رأس بعلبك. وقصف الطريق الجبلية التي تربط الهرمل بالضنية في محافظة الشمال. وهكذا تم عزل الهرمل من الجهات كافة.

وفي عكار، استهدف الطيران الاسرائيلي مجددا فجر امس جسر عرقة الذي دمر في غارات سابقة. واحدثت الصواريخ تصدعات في دعائم الجسر وحطمت اعمدة الكهرباء القريبة فانقطع التيار عن معظم مناطق عكار. واستهدفت احدى الغارات الاسرائيلية ظهر امس جبل الملاح في بلدة الطيبة جنوب شرق بعلبك.

وقد نعت «المقاومة الاسلامية» اربعة من رجالها في بيان اصدرته امس. وهم محمد حسين عطوي «حمزة» (مواليد بلدة حاروف عام 1985)، جمال عصام ابو خليل «علاء» (مواليد بلدة القليلة عام 1975)، محمد علي سويدان (مواليد بلدة ياطر عام 1985)، حسن محمد علي كريم (مواليد بلدة ياطر 1982).