بلير: قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار سيصدر «خلال أيام قليلة»

أبدى دعمه لخطة رئيس الحكومة اللبنانية في خطاب روما

TT

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، ان مجلس الأمن سيناقش ويصدر قراراً لوقف اطلاق النار في لبنان في «الايام القليلة المقبلة». وشدد بلير على انه بعد وقف اطلاق النار في لبنان وتهدئة الازمة الحالية، سيُعمَل على حل للنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي مبنيٍّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفي حال فشل في ذلك سيعتبره «فشلاً شخصياً» له. وأكد بلير أمس انه لا توجد أية نية لمهاجمة ايران، إلا انه وجه انتقادات شديدة لتصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ضد اسرائيل.

وشرح بلير في مؤتمره الصحافي الشهري ان القرار الدولي المنتظر سيدعو إلى «وقف اطلاق نار فوري وتهيئة الشروط لنشر قوات دولية، ومن ثم تبدأ عملية ليست فقط للوصول الى وقف اطلاق نار بل للتطرق الى الامور التي اشار اليها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في خطته ولتثبيت الاستقرار في المنطقة».

وابدى بلير دعمه لخطة رئيس الوزراء اللبناني التي أعلن عنها في مؤتمر روما، قائلاً انها «محاولة حقيقية للتوصل الى حل صادق لهذه الازمة». واضاف ان قرار مجلس الأمن على وشك الاكتمال، وان الخلافات المتبقية «بسيطة للغاية»، مُظهراً حرصه على التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف المعنية في الازمة اللبنانية على نص قرار مجلس الأمن قبل تبنيه.

وتابع بلير «ينبغي ان يوافق الطرفان على وقف اطلاق النار ليكون فعليا»، لكن «تهدئة الامور مؤقتاً لن تفيد في شيء اذا لم يتم التوصل الى حل على المدى الطويل»، مشدداً على ضرورة «ان تتمكن الحكومة اللبنانية من السيطرة على كل اراضيها». ولفت بلير الى ان المشاورات الدولية مستمرة من اجل الاتفاق على نص قرار لمجلس الأمن يرضي جميع الجهات المعنية. وفي سياق هذه التشاورات، قال بلير انه أجرى اتصالا بالرئيس الاميركي جورج بوش وبالسنيورة صباح أمس. وحذر بلير من ان «هناك خطرا من ان الضرر على المدى القصير سيجعل التوصل الى حل على المدى البعيد صعبا جداً، ولذا علينا التوصل الى وقف لاطلاق النار في اسرع وقت ممكن». إلا انه رفض الدعوة الى اطلاق نار فوري. وشرح بلير السبب فقال: «بإمكاني المطالبة بوقف اطلاق نار فوري ولكن يجب ان يكون ذلك من الجانبين وباتفاق الجانبين».

وقال بلير: «يجب ان يكون وقف اطلاق النار بموافقة اسرائيل وكل اعضاء الحكومة اللبنانية»، في ما بدا اشارة الى حزب الله. وعبر عن «تضامنه مع الشعب اللبناني والأبرياء من الاسرائيليين الذين قتلوا»، داعياً المجتمع الدولي الى «تعهده مجدداً بإعادة اعمار لبنان بجميع الوسائل المتاحة». وعن التقارير الصحافية حول الانقسامات في الحكومة البريطانية وداخل وزارة الخارجية حول الموقف البريطاني من الازمة اللبنانية، قال بلير: «الكلام عن اختلاف بيني وبين (وزيرة الخارجية) مارغريت بيكيت هُراء تامٌ». إلا انه اعترف بـ«انه من غير المفاجئ أن يكون هناك من يختلف مع سياستنا فهذا وضع صعب جداً جداً وفظيع، وأحترم ما يقولونه ولكنني احاول انهاء هذه الازمة من خلال وقف اطلاق نار دائم من الجانبين». وربط بلير بين دعم ايران لحزب الله ودعمها لمجموعات تهاجم القوات البريطانية في العراق، قائلاً: «ايران تدعم حزب الله؛ والصواريخ التي تسقط في اسرائيل مشابهة للاسلحة التي تستهدف جنودنا جنوب العراق».

وعن العلاقات مع سورية وايران، قال بلير: «كلا البلدين لديهما خيارات، لا نريد علاقات سيئة مع سورية أو ايران، اذا يريدان التعاون مع المجتمع الدولي يستطيعان فعل ذلك ولكن يجب ألا يُصدِّرا الارهاب الى المنطقة. وألا تسعى ايران الى تطوير اسلحة نووية». وانتهز رئيس الوزراء البريطاني فرصة الحديث عن اوضاع الشرق الاوسط أمس للتشديد على ايمانه بأن حل الازمات في المنطقة يعتمد على حل نهائي للقضية الفلسطينية. وقال: «فور تهدئة الازمة الحالية علينا العودة الى الشؤون الاساسية في المنطقة، وعلى رأسها اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط بين فلسطين واسرائيل». وأضاف: «سيكون فشلاً شخصياً لي اذا لم تكن هناك اعادة لإطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط».