رامسفيلد يواجه أسئلة صعبة حول العراق في الكونغرس.. وهيلاري كلينتون تطالب بإقالته

الديمقراطيون اتهموه بـ«عدم الكفاءة» ورسم «سيناريوهات وردية»

TT

واجه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الخميس، جلسة استجواب عاصفة في الكونغرس، حيث هاجمه برلمانيون بسبب ما اعتبروه فشل وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في التعامل مع الوضع في العراق، فيما طالبت السناتورة الديمقراطية هيلاري كلينتون باستقالته.

ومثل رامسفيلد امام لجنة قوات الجيش في مجلس الشيوخ اول من امس. وكانت كلينتون من اعنف الذين طرحوا اسئلة على وزير الدفاع منتقدة «سجله في عدم الكفاءة» في اداء عمله. وقالت هيلاري كلينتون لرامسفيلد «نسمع الكثير من الاحاديث السارة والسيناريوهات الوردية، لكن وبسبب اخطاء الادارة الاستراتيجية وبسبب عدم الكفاءة القياسية في التنفيذ، فانك تقود سياسة فاشلة». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رد رامسفيلد بالقول «التاريخ هو الذين سيحكم على سوء التقديرات والاخطاء». وقال «هل هناك نكسات؟ نعم. هل حصلت امور غير متوقعة؟ نعم. هل يتمتع العدو بالذكاء ويواصل القيام بتعديلات على الارض تتطلب من قواتنا مواصلة القيام بتعديلات؟ بالطبع. هل سيتواصل ذلك؟ اعتقد ذلك». وتابع «هل ستحل قريبا هذه المشكلة حول الصراع الطويل ضد التطرف العنيف؟ لا اعتقد ان ذلك سيستغرق وقتا». من جهتها افادت وكالة رويترز بأن كلينتون دعت رامسفيلد الى الاستقالة. وأكد المتحدث باسم كلينتون أنها قالت انه يجب على الرئيس جورج بوش أن يقبل استقالة رامسفيلد.

وانتقد كارل ليفين عضو الكونغرس الديمقراطي، تصاعد العنف الطائفي في العراق رغم الوجود العسكري الكثيف في العراق. وقال ان «العنف الطائفي لا يتصاعد فحسب، بل وطغى على التمرد السني وارهاب تنظيم القاعدة في العراق».

وحاول رامسفيلد تجنب المثول امام اللجنة اول من امس، وتحجج بانشغاله الا انه اضطر الى الاستجابة الى دعوات اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، الذين اصروا على ضرورة حضوره لتفسير سياسته في العراق.

كما انتقد السناتور الديمقراطي تيد كينيدي، رامسفيلد. وقال «نحن موجودون في العراق منذ اربعين شهرا و13 يوما ونملك افضل جيش على الاطلاق في وضع عسكري من الدرجة الثالثة». ورد رامسفيلد على كينيدي بالقول ان «العراقيين سيعالجون العنف الطائفي في العراق، كما ستعالجه قوات الأمن العراقية كجزء من الحل. الا انه سيتم التعامل معه من خلال عملية مصالحة وعملية سياسية».

وحث رامسفيلد اعضاء الكونغرس على عدم الدعوة الى الانسحاب من العراق بشكل مبكر جدا، معتبرا ان ذلك لن يؤدي سوى الى تقوية المتطرفين وانسحاب القوات الاميركية من الشرق الاوسط. واضاف «إما ان نواصل العمل في العراق او ننسحب بشكل مبكر حتى يجبرونا على مقاتلتهم قرب اراضينا». وقال رامسفيلد «صحيح ان هناك اشخاصا يحاولون منع الحكومة من النجاح وهؤلاء هم الاشخاص الذين يفجرون المباني ويقتلون النساء والرجال والاطفال الابرياء ويقطعون الرؤوس على شاشات التلفزيون. وفكرة ان يحققوا نجاحا غير مقبولة».

ووجه عدد اخر من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لرامسفيلد اسئلة صعبة، لكنها كانت اقل حدة من اسئلة الديمقراطيين. واكد السناتور جون ماكين انه يشعر بخيبة الامل من التطورات في العراق. وقال ان «الامر مزعج جدا واذا كان الامر كله عائدا للجيش العراقي (...) فانني اتساءل لماذا علينا ان ننقل القوات الى بغداد للتدخل في العنف الطائفي». وقال ماكين الذي شارك في حرب فيتنام واسر خلالها، ان خطة جديدة لاعادة نشر بعض القوات الاميركية في العراق هي محاولة لكبح العنف الطائفي في منطقة ليظهر في منطقة اخرى.

من جهته، قال رامسفيلد والجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان المشتركة، ان وزارة الدفاع (البنتاغون) تحتاج الى مزيد من الاموال لاصلاح واحلال المعدات، لكنه نفى تلميحات بأن الجيش ليس مستعدا للقتال. وقال الجنرال بيتر بيس ان نتائج نظام الابلاغ عن درجة الاستعداد، التي أظهرت ان ثلثي الجيش ليس مستعدا للقتال دقيقة. لكنه قال ان «الرياضيات المحضة» المستخدمة في نظام الابلاغ أعطت صورة غير دقيقة، حسبما افادت به وكالة رويترز.

ووفقا لبيس ورامسفيلد، فانه بينما معظم وحدات الجيش قد تصنف على انها غير مستعدة فانها أفضل تجهيزا الان مما كانت عليه في عام 2001. وقال بيس «قدرة الجيش على شن حرب أعظم بكثير مما كانت عليه، رغم ان نظام الابلاغ عن الاستعداد المستخدم يسلط الضوء على الاماكن التي نحتاج لان نضع فيها مزيدا من الاموال».

وكان قد تحدث في نفس الجلسة الجنرال جون ابي زيد، قائد القيادة الوسطى الاميركية، الذي حذر من انه «اذا لم يتوقف العنف الطائفي الذي رأيته في العراق وتحديدا في بغداد، فان البلد سينزلق نحو حرب أهلية لا محالة». كما تحدث الجنرال بيتر بيس، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الذي رأى أن «الحل يكمن في أن يحرص الشيعة والسنة على أبنائهم أكثر من كرههم لبعضهما بعضاً، وهذا ما يحتاج أن يعرفه العراقيون وحكومتهم»، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو تعقيبا على هذه التصريحات «إن القادة العسكريين يكررون الشيء الذي نتوقعه وطالما حذرنا منه، لذلك نقوم بإرسال عدد أكبر من قواتنا إلى بغداد»، وأضاف سنو «لا تتعارض وجهة نظر الرئيس بوش مع الرؤية الشخصية لقادته العسكريين».