تعتيم رسمي حول صحة الرئيس الكوبي.. وهافانا تصف الوضع العام بـ«الهادئ»

شقيقة كاسترو: أخي مريض للغاية.. ولا تزال علاقتنا العائلية قوية رغم الاختلاف السياسي

TT

فيما يجهل الكوبيون الوضع الصحي الحقيقي لزعيمهم، فيدل كاسترو، الذي اعلن خضوعه لعملية جراحية مساء الاثنين الماضي، حيث يحاط الموضوع بسرية رسمية تامة، ذكرت خوانيتا كاسترو، شقيقة الرئيس الكوبي التي فرت إلى الولايات المتحدة قبل أكثر من 4 عقود، ان شقيقها «مريض للغاية»، مضيفة للصحافيين الذين التقوها في الصيدلية التي تديرها في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، انها لا تعلم اكثر من ذلك. واعتبرت خوانيتا انه «بالرغم من الخلافات السياسية والآيديولوجية فإنها لا تزال على علاقة عائلية مع شقيقها». وفي هافانا، لم يصدر أي تصريح جديد حول الوضع الصحي للرئيس الكوبي، إلا أن صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم ذكرت ان راؤول كاسترو، الشقيق الأصغر للرئيس الكوبي الذي تسلم السلطة مؤقتا، «لديه قبضة محكمة على البلاد والقوات المسلحة»، واصفة الوضع العام بأنه «هادئ». وردت الصحيفة على دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش يوم الخميس الماضي للشعب الكوبي بـ«الانتقال الى حكومة ديمقراطية متعددة الأحزاب»، بقولها «كلمة انتقال لا وجود لها في القاموس الكوبي». هذا فيما تحدثت ابنة فيدل كاسترو، الينا فرناندز، لقناة سي إن إن لتقول ان عمها ليس بمكانة أبيها (قياديا)، كما انها ترى انه لا يسعى لأن يكون كذلك. وأضافت «إلا انه (راؤول كاسترو) يتمتع بدعم أقوى مؤسسة في البلاد وهي الجيش». وعما اذا كانت تولي اهمية اكبر للجيش من عمها قالت إلينا «ربما.. ولكنه هو (راؤول) من أسسه قبل نحو 50 عاما». وبالعودة الى ميامي يدخل اليوم اجتماع «مؤسسة دراسة الاقتصاد الكوبي» السنوي الـ16 يومه الثالث، وتناقش في الاجتماع الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد خصوصا في ظل تدهور صحة الرئيس أخيرا.

إلا أن المشاكل الاقتصادية على الأرجح هي آخر ما على بال راؤول كاسترو، شقيق فيدل الأصغر ووزير الدفاع الكوبي الذي تسلم السلطة في بلاده مؤقتا ريثما يخضع شقيقه الأكبر للعلاج. وبحسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» فإن السبب في ذلك يرجع بشكل كبير لما يوصف بـ«انبوب الحياة» الذي مده الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، مستخدما الاحتياط النفطي الكبير الذي تملكه بلاده لمساندة حكومة كاسترو ومواجهة سياسة ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش في أميركا اللاتينية. ويقدم شافيز الذي اعتاد على لقاء كاسترو بانتظام، 100 ألف برميل نفط يوميا بأقل من سعر السوق. وكذلك تقدم كراكارس لهافانا برامج مساعدات مختلفة، وتدفع رواتب 20 ألف طبيب كوبي يقدمون خدماتهم لفقراء فنزويلا. وقد ارتفع حجم الصادرات من كوبا الى فنزويلا مما قيمته 25 مليون دولار عام 2002 إلى 300 مليون دولار عام 2004. ووصفت «نيويورك تايمز» الاقتصاد في كوبا، التي تعد من الدول الشيوعية القليلة المتبقية في العالم بأنه «بعيد عن كونه صحيا»، لكنها ذكرت في نفس الوقت انه (الاقتصاد الكوبي) استطاع تجاوز ازمات اكبر، كان ابرزها انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي كان المعيل الأكبر لهافانا، مطلع التسعينات. وبحسب ما قال خبير الاقتصاد الكوبي في معهد ليكسنغتون بفرجينيا، فيليب بيترز، لـ«نيويورك تايمز»، فإن السؤال في مطلع التسعينات «هل ستتجاوز كوبا هذه الأزمة؟». أما الآن فيعتبر بيترز انه في حال بروز حكومة جديدة بعد كاسترو، خصوصا إن تولاها شقيقه راؤول، فإن السؤال سيكون «هل ستشهد البلاد انفتاحا اقتصاديا اكبر؟». يذكر أن راؤول، بالاضافة الى توليه لحقيبة الدفاع، فهو المسؤول عن القطاع السياحي في البلاد، والذي كان حقل التجارب الأول لكوبا في مجال التحرر الاقتصادي، وهو يدر اليوم نحو ملياري دولار. وتقدر الحكومة الكوبية حجم نموها الاقتصادي بـ 10% وهو ما يشكك فيه عدد كبير من الاقتصاديين، فيما تقدر وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه) حجم النمو بـ 8%.