ميامي.. معقل الكوبيين الأميركيين

TT

أنباء مرض الزعيم الكوبي فيديل كاسترو وتنازله عن السلطة لشقيقه راؤول أثارت الاسبوع الماضي الكثير من الترقب والتكهنات في ميامي، حيث تعيش أعداد كبيرة من المنفيين الكوبيين، وسرت عقب هذه الأنباء مشاعر الحنين الى الجزيرة وسط المنفيين الذين تركوها قبل سنوات طويلة. طبقا لتقارير «سي بي اس نيوز» يقدر عدد أفراد الجالية الكوبية ـ الاميركية في جنوب فلوريدا حاليا بحوالي ثمانمائة الف نسمة، حيث تنتشر محلات القهوة الكوبية ويعلو صوت الموسيقى، كما يقيم ايضا المنتج الموسيقي الكوبي ايميليو استيفان والممثل آندي غارسيا والموسيقي آلبيتا. وفي معظم الأحياء السكنية يمكن ان تتجول طوال اليوم ولا تسمع كلمة واحدة باللغة الانجليزية. وقال مسؤولون فيدراليون ومسؤولون في سلطات الولايات انهم يجرون استعدادات لوقف أي هجرة جماعية من كوبا باتجاه الولايات المتحدة. وكان مسؤولون في فلوريدا وعلى مستوى السلطات الفيدرالية عملوا على وضع خطط لتحاشي أي نزوح جماعي من كوبا، في حال فتح حدودها، كما ان هناك مخاوف من احتمال محاولة المنفيين الكوبيين عبور المضيق باتجاه الجزيرة سعيا للعودة الى الوطن او لنقل أفراد اسرهم. وقال حاكم فلوريدا، جيب بوش (وهو شقيق الرئيس الأميركي) ان الخطة تتركز حول منع أي حركة جماعية من المحتمل ان تتسبب في «صعوبات كبيرة ومخاطر على حياة البعض». وقال بوش انه لا يؤيد رفع الحظر الاميركي على كوبا في حال وفاة كاسترو، مؤكدا ان رفع الحظر سيحدث فقط في حال كفالة كوبا الحريات الدينية وحرية تكوين نقابات العمال وتسمح للمعارضين بالعمل. وتشير نتائج استطلاع اجري في الآونة الاخيرة، الى ان نسبة الكوبيين الذين يعتزمون العودة الى الجزيرة في حال سقوط كاسترو حوالي 20 بالمائة او أقل بحسب صحيفة واشنطن بوست. وفي ظل هذا العدد الكبير من أفراد الجالية الكوبية ـ الاميركية لم يكن مستغربا ان تؤسس وكالة أنباء كوبية مستقلة في ميامي تمول من قبل الاصدقاء وافراد الجالية. وتدير نانسي بيريز ـ كريسبو هذه الوكالة التي تعرف باسم «نيوفا برنسا» وتعتمد على شبكة من 21 صحافيا مستقلا داخل كوبا. وقالت نانسي لـ«نيويورك تايمز» هذا الاسبوع ان الاوضاع التي افرزتها ظروف مرض الزعيم الكوبي ادت الى عدم ورود تقارير من داخل الجزيرة. وحاول خوان مانويل بيريز ـ كريسمبو، الذي يعمل في نفس الوكالة، الاتصال هاتفيا بواحد من مراسليها في سانتياغو الكوبية، إلا انه ابلغ بأن كل التقارير تفيد بأن «هناك هدوء وصمتا وتحركا للقوات الكوبية». وكانت الحكومة الكوبية قد استنكرت تكوين جمعيات ومؤسسات، مثل وكالة «نيوفا برنسا»، واصفة صحافييها بالـ«مرتزقة والخونة». وقد اعتقل عدد كبير من الصحافيين خلال السنوات الماضية بتهمة التعامل مع «اعداء النظام»، ويبقى حاليا 25 صحافيا مسجونا لفترات تصل الى 27 عاما بحسب معلومات هيئة حماية الصحافيين، التي تصنف كوبا ثاني اسوأ دولة لجهة حبس الصحافيين.. بعد الصين.