تدميرُ 4 جسور على ساحل كسروان يعزل بيروت عن الشمال والشرق والجنوب

اليوم الـ24: 150 غارة على الجنوب و مجزرة جديدة في بلدة بقاعية حصيلتها 60 قتيلا وجريحا

TT

في اليوم الرابع والعشرين لحرب اسرائيل على لبنان، ارتكبت طائراتها الحربية مجزرة جديدة في سهل البقاع ذهب ضحيتها 30 قتيلا و30 جريحا من العمال السوريين الأكراد الذين كانوا يعملون في ورشة لتوضيب الخضر والفاكهة في شاحنات مبردة لتصديرها الى البلدان العربية.

وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على اربعة جسور رئيسية على «الأوتوستراد» الساحلي بين بيروت وطرابلس، فدمرها وتسبب في عزل العاصمة اللبنانية عن شمال البلاد. وعزلت العمليات الحربية الاسرائيلية بيروت عن الجنوب والشرق ايضا نتيجة غارات تجددت امس واستهدفت الطريق الجبلية المؤدية الى البقاع في منطقة فاريا ـ عيون السيمان وطريق افقا ـ طاريا وعلى منطقة المصنع، بوابة الحدود الرئيسية مع سورية.

وسقط نتيجة الغارات على جسور المعاملتين والكازينو وحالات ـ الفيدار والمدفون خمسة شهداء وعشرات الجرحى اضيفوا الى قائمة ضحايا الحرب الاسرائيلية على لبنان. وكان الطيران الاسرائيلي قد نفذ خلال ليل الخميس ـ الجمعة 26 غارة على منطقة الأوزاعي وثلاثة احياء في ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة مطار بيروت تسببت في مقتل مجند من الجيش اللبناني وجرح خمسة من رفاقه.

وفي الجنوب، نفذ الطيران الاسرائيلي 150 غارة على البلدات والقرى، في وقت تواصل فيه القتال الضاري بين قوات الاحتلال والمقاومين اللبنانيين. وأعلن «حزب الله» عن قتل خمسة جنود اسرائيليين وتدمير عدد من الدبابات في اشتباكات عنيفة دارت على محاور مركبا ـ الطيبة، يارون ـ مارون الراس وعيتا الشعب، حيث ذكر ان القتال دار من منزل الى منزل. وفي حين تحدثت القوات الاسرائيلية عن اقتطاعها منطقة تضم 20 قرية على عمق يراوح بين ستة وسبعة كيلومترات داخل حدود لبنان، اشارت التقارير الميدانية الى ان قتال المواجهة مع رجال «المقاومة الاسلامية» ما زال يدور في نقاط حدودية على مسافة مئات الامتار من «الخط الازرق» الحدودي.

وبالنسبة الى المجزرة في منطقة البقاع، افادت المعلومات ان 60 عاملا من الاكراد السوريين كانوا في بستان في خراج بلدة القاع (شمال بعلبك) حيث يعملون في مشروع ناصر الجبالي وطوني شديد لشراء المحاصيل الزراعية، على تعبئة ثمار الدراق في شاحنة ـ براد. وفجأة تعرضوا لإطلاق صواريخ من طائرة استطلاع «إم ـ ك»، فهرع عدد من العمال لنجدة زملائهم، لكن الغارة الثانية كانت اسرع واطلقت الصواريخ على الخيم التي كان العمال يحتمون بها مما ادى الى وقوع 30 قتيلا و30 جريحا.

وعلى ساحل كسروان، بدأت الغارات الاسرائيلية على الجسور قرابة السابعة إلا ربعا صباحا. ودمرت الغارة الاولى جسر المعاملتين ـ غزير. وبعد ساعة، دمرت غارة ثانية جسر الكازينو ـ مفرق ادما على مسافة 500 متر من الجسر الاول. وفي وقت لاحق، استهدف الطيران الاسرائيلي جسر الفيدار في حالات، مما ادى الى تدميره بالكامل. وقتل المواطن جوزيف مخايل باسيل الذي كان يقوم برياضة المشي. كما قتل سائق صهريج مازوت كان يمر مصادفة في المكان، ويدعى محمد قاسم البعريني.

وتسببت الغارة الاسرائيلية على جسر المدفون، النقطة الفاصلة بين محافظتي الشمال وجبل لبنان، باستشهاد ثلاثة لبنانيين؛ هم الرقيب الاول في الجيش اللبناني نزيه خالد محمد والمواطنان عمر احمد الشامي وزياد دمعة (ناشط في «التيار الوطني الحر» من بلدة انفه) الذي سقط بسيارته في الحفرة التي احدثتها الصواريخ الاسرائيلية في الجسر.

وفي التاسعة صباحاً، شن الطيران الاسرائيلي غارة على طريق فاريا ـ عيون السيمان التي تربط منطقة كسروان بحدث بعلبك في البقاع. وكان اغار قبل ذلك على طريق طاريا ـ افقا التي تصل منطقة البقاع بجرد قضاء جبيل. وفي منطقة البقاع، اغار الطيران الاسرائيلي فجر امس على نقطة الحدود اللبنانية ـ السورية في محلة المصنع.

وكان الطيران الاسرائيلي قد بدأ قرابة الواحدة والنصف من بعد منتصف ليل الخميس ـ الجمعة سلسلة غارات على شاطئ الاوزاعي والضاحية الجنوبية لبيروت، قالت مصادر أمنية انها بلغت 26 غارة واستهدفت نقاطاً لم تعرف طبيعتها في حارة حريك وبئر العبد والرويس. واشارت المصادر الى تدمير مجمع ديني ومرفأ لصيادي السمك في الاوزاعي. وسبق الغارات تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع من دون طيار فوق بيروت والضاحية.

وفي الجنوب، تواصلت طوال ليل الخميس ـ الجمعة ونهار امس الاشتباكات بين المقاومين اللبنانيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي على المحاور الحدودية، من الطيبة ـ العديسة ـ مركبا في منطقة مرجعيون الى محاور عيناتا ـ وشيحين ومارون الراس ـ يارون في القطاع الغربي (منطقة بنت جبيل).

وبعد ظهر امس، صدر عن المقاومة الاسلامية (الذراع العسكرية لحزب الله) بيان جاء فيه: «يواصل مجاهدو المقاومة الاسلامية توجيه ضرباتهم الى قوات الاحتلال الغازية ودباباته التي تدمر الواحدة تلو الاخرى بصواريخ المقاومة. فقد هاجم المجاهدون عند الساعة الواحدة تجمعاً لآليات العدو اثناء تحركه على محور يارون ـ مارون الراس بالصواريخ المضادة للدروع وبمختلف انواع الاسلحة، مما ادى الى تدمير دبابة «ميركافا» واندلاع النيران فيها ووقوع افراد طاقمها بين قتيل وجريح. ولدى محاولة العدو الوصول الى الدبابة المدمرة لإجلاء المصابين تصدى له المجاهدون ودارت مواجهات عنيفة لم يتمكن على اثرها من إجلاء اصاباته».

واشارت «المقاومة الاسلامية» في بيان آخر الى ان قتالاً من منزل الى منزل دار في بلدة عيتا الشعب. كما جرت مواجهات في بلدة الطيبة، وفي بلدة مركبا، حيث خاض المقاومون اللبنانيون قتالا شرسا مع قوة مشاة اسرائيلية حاولت عند منتصف ليل الخميس ـ الجمعة التسلل الى تلال مركبا. وادت غارة اسرائيلية على منازل البلدة الى مقتل احد المواطنين.

وذكرت التقارير الميدانية ان رجال المقاومة الاسلامية اشتبكوا مع قوة اسرائيلية في مشروع الطيبة ودمروا دبابة هي السادسة التي تدمرها المقاومة على هذا المحور. وقصفت المقاومة تجمعا لآليات الاحتلال في مشروع الطيبة ودمرت دبابة اخرى وجرافة. واصاب المقاومون ناقلة جند مدرعة على طريق رب ثلاثين.

واعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيانات لاحقة ان مشروع الطيبة حوله المجاهدون الى «مقبرة لدبابات الميركافا» بعد تدمير سبع منها سقط افراد طواقمها بين قتيل وجريح.

واطلقت «المقاومة الاسلامية» دفعات من الصواريخ على موقع افيطال للانذار المبكر ومستعمرات الكوش، كرمائيل، معالوت، كريات، موتسقن، افين، مناحيم وشومرة. وكانت قد استهدفت قبل ذلك مستعمرات شرياشوف وكرم بن زمرة وصفد ونسوريت وتسفاعون وبقعين وهداثا.

ونقلت وكالة «رويترز» عن تقارير ميدانية ان مقاتلي «حزب الله» قتلوا خمسة جنود اسرائيليين في معارك ضارية امس فيما تحاول القوات الاسرائيلية توسيع نطاق سيطرتها تحت ستار من القصف الشديد.

واشارت مصادر أمنية الى ان الطيران الإسرائيلي نفذ حتى ظهر امس اكثر من 150 غارة على مختلف مناطق الجنوب ولاسيما البلدات والقرى القريبة من الشريط الحدودي حيث تحاول قوات الاحتلال تحقيق اختراقات للسيطرة على تلال استراتيجية تمكنها من متابعة خطة التقدم نحو وادي الليطاني.

وغطت القوات الاسرائيلية هجماتها بغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي مركّز على بلدات ومناطق حولا، مركبا، طلوسة، الخيام، المحمودية، سهل الخيام، كفركلا، عدشيت، القصير، الطيبة، بني حيان، بيت ياحون، كونين، السلطانية، صفد البطيخ، الجميجمة، كفرا، ياطر، عيتا الشعب، رامية، القوزح، مجدل سلم، تبنين، عين المزراب.

وفي المحاور الخلفية، استهدفت الغارات الإسرائيلية مدينة النبطية وبلدات وقرى منطقتها. وألقت الطائرات مناشير تدعو سكانها الى إخلاء قراهم والتوجه شمالا. وجاء في المناشير: «يعرض حياته للخطر كل من يوجد في المنطقة».

وطالت الغارات وسط النبطية. ودمر مبنى في المدخل الغربي للمدينة. واغارت الطائرات على بستان عسيران في القصيبة، وعلى طريق الزرارية ـ انصار، ومثلث عبا ـ حاروف ـ الدوير، وعلى محيط الدوير ووادي الكفور وطريق عبا ـ الزرارية وصير الغربية والزرارية ـ الخريب.

وفي مناطق شرق صور، تركزت الغارات الاسرائيلية وقصف البوارج على بلدات صريفا، دير كيفا، معروب، باريش، دير قانون النهر، طير فلسيه، بدياس، البازورية، طير دبا، مجدل زون، المنصوري، مزرعة بيوت السياد، الحنية، العزية، قانا، محيط دير قانون النهر، راس العين وباتوليه. كذلك شنت غارات وهمية فوق مدينة صور. وتعرضت بلدات الجبين وشيحين وطير حرفا لقصف مدفعي. وحلقت المروحيات الاسرائيلية فوق مجرى الليطاني والاودية المجاورة لبلدتي بدياس وبرج رحال حيث عملت على تمشيط المنطقة بالاسلحة الرشاشة.