واشنطن تعتبر الصراع في لبنان «أوسَعَ» بسبب الدور الإيراني فيه

سفير طهران في باريس: «حزب الله» ليس بإمرة إيران

TT

حملت الولايات المتحدة، الجمعة، مجدداً على سورية وايران واتهمتهما بالوقوف وراء حزب الله الشيعي اللبناني، معتبرة ان الأزمة الحالية «ليست نزاعا حدوديا وانما نزاع اوسع» بسبب دور طهران فيه. إلا ان السفير الايراني لدى فرنسا، علي أهاني، أكد ان بلاده لا تدعم حزب الله مادياً وانما معنوياً. وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «سي ان ان»، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز ان «المهم هو ان نفهم ما يجري». واضاف ان «ايران أوجدت حزب الله عام 1982 ومولت حزب الله وزودته بصواريخ بعيدة المدى تسقط حالياً على شمال اسرائيل».

وتابع: «علينا النظر لهذا النزاع ليس على انه نزاع بين حزب الله واسرائيل أو أنه نزاع حدودي، انه نزاع اوسع لأن ايران تعمل بشكل مخالف لتطلعاتنا جميعاً الى الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط».

ورأى بيرنز ان «ايران وسورية دفعتا حزب الله الى شن هذا الهجوم» على اسرائيل. من جهته، أكد اهاني سفير ايران لدى فرنسا ان حزب الله اللبناني «ليس بإمرة ايران»، داعياً الى «وقف إطلاق نار فوري» و«وقف عمليات القصف الدامية» في لبنان، في مقابلة نشرها صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس. وكرر اهاني موقف بلاده التقليدي من حزب الله امس، قائلاً «ان علاقاتنا (مع حزب الله) لطالما كانت علاقات عاطفية وروحية، انه ليس بامرة ايران». وعن الدعم العسكري الايراني لحزب الله، قال: «هذا من ضمن الاتهامات الاميركية. ان حزب الله يملك قنوات عدة للحصول على ما يحتاج اليه». وشدد السفير قائلا «لا نرغب اطلاقاً في سيناريو عسكري على المستوى الاقليمي. ان تقديم الدعم لحزب الله لا يعني ان في وسع الاسرائيليين ان يسمحوا لأنفسهم بالتحرك ضد سورية او ايران. واذا ارادت اسرائيل اثارة حرب عالمية ثالثة، دعونا نرى ما إذا كان الاميركيون سيسمحون لها بذلك». وطالبت ايران أمس بفتح تحقيق دولي حول «الجرائم الصهيونية ضد الانسانية» جراء القصف الاسرائيلي للبنان، وفقاً لما صرح به الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس. وقال آصفي: «تطلب ايران تشكيل لجنة تحقيق دولية حول الفظاعات التي ارتكبها النظام الصهيوني في لبنان، بهدف ملاحقة المسؤولين عن هذه الكوارث».

واتهم آصفي مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بإعطاء «ضوء اخضر» للحملة العسكرية الاسرائيلية.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، قد صرحت مساء اول من امس ان قراراً في الامم المتحدة يهدف الى وقف النزاع في لبنان يمكن ان يعتمد «خلال ايام»، مع تسارع التحركات الدبلوماسية في عطلة نهاية الاسبوع. وقالت: «نتحرك حالياً بفاعلية مع الفرنسيين وغيرهم في الأمم المتحدة باتجاه وقف الأعمال الحربية».

وعبر الرئيس الاميركي جورج بوش خلال اتصال هاتفي مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن « قلقه حيال استمرار العنف في لبنان واسرائيل« ، حسب ما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو من كراوفورد (تكساس، جنوب) حيث يمضي الرئيس الاميركي عطلته. وقال سنو ان بوش وانان « بحثا ايضاً وضع المحادثات الدبلوماسية حول قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي (يهدف الى وضع حد للمعارك في لبنان) والجهود الدبلوماسية التي تبذل لتوفير شروط التقدم« .