4 جنود أميركيين أمام القضاء العسكري اليوم حول «فضيحة المحمودية»

يواجهون عقوبة الإعدام إذا ثبتت إدانتهم باغتصاب وقتل شابة عراقية وعائلتها

TT

أعلنت مصادر عسكرية أميركية، أن المدعين العامين في الجيش الاميركي سيبدأون اليوم النظر في قضية اربعة جنود اميركيين متهمين بالتورط في اغتصاب فتاة عراقية، ثم قتلها مع ثلاثة من أفراد عائلتها، قرب المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) في العراق في مارس (آذار) الماضي.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فان الإجراء الذي سوف يعتمده القضاة العسكريون المسؤولون، والمعروف بالمادة 32، سيدوم اربعة ايام، ويتعلق في ما اذا كانت هناك أدلة كافية لإحضار الجنود الى المحكمة، للاستماع الى التهم الموجهة اليهم بشأن عملية الاغتصاب والقتل، والنظر في احتمال إحالتهم الى محكمة عسكرية أو مدنية.

وقضية الاغتصاب تأتي كآخر قضية في سلسلة الفضائح، التي لطخت سمعة القوات الاميركية المنتشرة في العراق، والبالغ عددها قرابة 130 ألف جندي، في الوقت الذي تحارب هذه القوات المتمردين، بدعم الحكومة العراقية في هذا البلد. والجندي الأميركي السابق ستيفن غرين، 21 عاما، الذي يشتبه في أنه اغتصب الفتاة ثم قتلها، تم طرده من الجيش بسبب «اضطرابات نفسية»، وسوف تجري محاكمته، بصورة منفصلة، في محكمة مدنية في الولايات المتحدة.

ومن الممكن ان يواجه كل من الجنود الاربعة، بول كارتيز وجيمس بيكر وجيس سبيلمان وبراين هاورد عقوبة الاعدام، اذا ما أدينوا في المشاركة بعملية الاغتصاب والقتل. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن الادعاء العام الاميركي في معسكر «فيكتوري» الاميركي القريب من مطار بغداد الدولي، وجه اتهاما الى الجندي غرين بإطلاق النار على والدي الفتاة، بالإضافة الى قتل شقيقتها البالغة من العمر خمسة اعوام، قبل توجيه الاتهام بالاغتصاب وقتل فتاة وإحراق منزلها بعد ذلك لإخفاء الجريمة. وتم تحضير مطالعة القضية التي تتهم رفاقه بمساعدته في تنفيذ خطته وإخفاء آثار الضحايا ورمي الضحايا في قناة، وإحراق ملابسهم التي حملت آثار دماء. وتشير الصور التي التقطت في وقت لاحق في المنزل، الى انهم حاولوا ايضا إحراق جثة الشابة التي تعرضت للاغتصاب. ويعتقد المدعي العام الاميركي الان ان اثنين من رفاق غرين قاما بعملية اغتصاب الفتاة قبل ان يفعل ذلك الاول، بحسب ما افادت به صحيفة «نيويورك تايمز» امس.

يذكر ان المشتبه فيهما خدما مع غرين في اللواء 506 التابع للفرقة 101 المجوقلة، التي كانت تنتشر في بلدة المحمودية في 12 مارس الماضي، اي في وقت وقوع عملية الاغتصاب والقتل. ودفع غرين ببراءته من قضية الاغتصاب والقتل امام المحكمة الفدرالية المدنية في اميركا.

وطبقا للمادة 32، يتوقع ان تستمر الجلسات هذه لمدة اربعة ايام بحضور محامي الدفاع، والاستماع الى مطالعة المدعي العام، وعلى هذا الاساس سيقرر القضاة العسكريون إبلاغ قائد الفرقة 101 التي ينتمي اليها الجنود بإحالتهم الى محكمة عسكرية.

وفي الاسبوع الماضي، قال جندي اميركي سابق متهم باغتصاب وقتل فتاة عراقية، في مقابلة أجريت معه قبل شهر من ارتكابه الجريمة، ان قتل الناس في العراق يشبه «سحق نملة». وكتب الصحافي اندرو تيلغمان المراسل السابق للصحيفة العسكرية الاميركية «ستارز اند سترايبس» في صحيفة «واشنطن بوست» الأحد، انه أجرى مقابلات عدة مع غرين في فبراير (شباط) في جنوب بغداد. ونقل الصحافي عن غرين قوله في احدى المقابلات «اتيت الى هنا لأنني اردت ان أقتل الناس».

وأضاف غرين «الحقيقة ان الأمر لم يكن كما كنت اتوقع (...) أعني انني كنت اعتقد ان قتل شخص سيكون تجربة تغير حياة الانسان (...) لكنني قتلت شخصا ولم أشعر بشيء». وتابع «قتلت شخصا رفض التوقف أثناء وجودنا عند نقطة تفتيش ولم أشعر بشيء». وأوضح «هناك، قتل انسان يشبه سحق نملة (...) اعني انك تقتل شخصا ثم تقول: حسنا لنذهب لتناول البيتزا».

وقال تيلغمان ان «الخطر كان في كل مكان» في المنطقة التي كانت تتمركز فيها وحدة غرين. وكانت كتيبته تفقد في المعدل جنديا واحدا في الاسبوع. وأكد تيلغمان انه وغرين يعتقدان ان الحرب في العراق ليس لها مبرر. ونقل عن غرين قوله «أريد ان أعود الى بلادي سالما (...) هذه الحرب مختلفة عن كل الحروب التي خاضها آباؤنا وأجدادنا الذين كان لحروبهم هدف. لكن هذه الحرب ليس لها هدف».

وعناصر المارينز متهمون أيضا بقتل 24 مدنيا بينهم نساء وأطفال في الهجوم على بلدة حديثة الواقعة في وادي الفرات غرب العراق بعد مقتل احد رفاقهم في انفجار عبوة ناسفة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005. وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الاربعاء ان «التحقيق الجنائي يتواصل في المجزرة التي اتهم مشاة البحرية الأميركية بارتكابها في مدينة حديثة (العراق) بحق مدنيين عراقيين في نوفمبر 2005». وأدى اتهام جنديين اميركيين بقتل مدني عراقي أعزل خارج منزله قبل اربعة اشهر في الحمدانية (العراق)، الى كشف انتهاكات أخرى أدت الى اتهام ستة جنود بالاعتداء.