القتال في سري لانكا يؤدي إلى مقتل 152 متمردا من نمور التاميل

TT

كولومبو ـ أ.ف.ب: أعلنت وزارة الدفاع السري لانكية امس مقتل 152 متمردا من التاميل على الاقل في معارك عنيفة مع الجيش جرت اول من امس في شمال شرقي البلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة اوبالي راجاباكسي «حسب ارقامنا قتل حوالي 152 من نمور التاميل وجرح 124 آخرون معظمهم في غارات جوية على قواعدهم الاستراتيجية في فاول بوينت». واضاف «لم يقتل الا بضعة بحارة من بين صفوفنا». ولم يصدر رد فوري للمتمردين على الارقام الصادرة امس عن الحكومة.

وقد اطلق الجيش السري لانكي هجوما واسعا بعد ظهر اول من امس على مواقع التمرد في بلدة موتور ذات الاغلبية المسلمة ومحيطها، في منطقة ترينكومالي شمال شرقي البلاد.

وبلدة موتور قريبة من قناة الري مافيلارو المسدودة التي يتنازع الجيش وحركة نمور تحرير ايلام تاميل الانفصالية السيطرة عليها في معركة دامية بدأت في 26 يوليو (تموز) الماضي ودفعت 15 الف مدني على الاقل الى النزوح.

وقالت المسؤولة الادارية المحلية اتش كا كاروناواتي «لدينا قائمة من 14380 شخصا نزحوا». واضافت ان «هناك آخرين كثرا لم يتم احصاؤهم بعد وهم من الجاليات السنهالية والمسلمة والتاميل».

واعربت وكالات الاغاثة التي لم تتمكن من دخول منطقة القتال حتى الان عن «قلقها الشديد» ازاء الوضع الحالي.

واشارت في بيان الى ان «موتور تعاني كثيرا من القصف ولا يمكن الوصول الى سكانها عبر طرق مما عرقل امكانياتنا في توفير المساعدة اللازمة للمدنيين الذين يحتاجون لها بشكل طارئ».

ويتبادل الجيش وحركة نمور تحرير ايلام تاميل التي تقاتل من اجل الحصول على استقلال واسع للمنطقة الشمالية الشرقية ذات الاغلبية التاميل في بلد ذات غالبية سنهالية، اتهامات بمسؤولية مقتل 27 مدنيا منذ الخميس في المعارك.

ويبعد التصعيد في اعمال العنف يوما بعد يوم امال تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في فبراير (شباط) 2002 فيما وصل المبعوث الخاص من النرويج الدولة الوسيطة في النزاع الى جزيرة سري لانكا.

وافاد مسؤولون في الحكومة ان جون هانسن ـ باور الذي التقى اول من امس رئيس الوزراء راتناسيري ويكريماناياكي، التقي امس زعماء التمرد في «العاصمة» السياسية لنمور التاميل كيلينوشي الشمالية. وقتل اكثر من ستين الف شخصا منذ بدء النزاع في 1972.

ومن جهة اخرى اعلنت جبهة نمور تحرير تاميل ايلام امس وقف الهجوم على بلدة موتور التي تسيطر عليها القوات الحكومية بشرق سري لانكا والعودة لمواقعها الاصلية ورد الجيش السري لانكي انه سيعلن وقف اطلاق النار اذا التزم المتمردون بتعهدهم. وتبادل الجانبان القصف المدفعي وقذائف المورتر لعدة ايام حول بلدة موتور التي تسلل اليها متمردو الجبهة لتدور معارك بين الجانبين. وصرح مصدر من النمور لـ«رويترز» شريطة عدم ذكر اسمه «توقفت العملية الهجومية في موتور. ستعود جبهة نمور تحرير تاميل ايلام لمواقعها السابقة في اراضيها. لم يتم وقف اطلاق النار بعد».

وتابع المصدر «كانت عملية محدودة. وأخذنا هذا القرار لاسباب انسانية» مبديا رغبة النمور في عودة الاف المسلمين الذين فروا من ديارهم امس.

وقال الجيش السري لانكي انه سيقابل البادرة بالمثل اذا التزم النمور بتعهدهم ولكن الجيش واصل القصف المدفعي لمواقع النمور الذين اطلقوا قذائف المورتر.

وقال الميجور أبالي راجاباكسي المتحدث العسكري لرويترز «اذا كان الانسحاب حقيقيا فسيكون ردنا ايجابيا جدا». والقتال هو الاكثر ضراوة والاطول منذ هدنة سرت في عام 2002. ويقول دبلوماسيون وعسكريون ان الهدنة انتهت وان الحرب الاهلية التي بدأت في عام 1983 وأدت لمقتل اكثر من 65 ألفا على مدار عقدين استؤنفت فعليا.

وقتل أكثر من 800 شخص منذ بداية العام مع تصاعد الهجمات والاشتباكات بين قوات الجيش ونمور التاميل الغاضبين من رفض الرئيس ماهيندا راجاباكسي مطلبهم لوطن مستقل للتاميل في شمال وشرق سري لانكا.