هيروشيما اليابانية تطلق مئات الحمائم في الذكرى 61 لتدميرها

TT

أطلقت مدينة هيروشيما اليابانية مئات الحمائم، فيما تجمّع في كبرى ساحاتها عشرات الآلاف من الأشخاص، في ذكرى اللحظة التي سقطت فيها القنبلة الذرية عليها قبل 60 عاما.

وفي تمام الثامنة و15 دقيقة صباح امس بالتوقيت المحلي، أي في نفس اللحظة التي انفجرت فيها القنبلة الذرية في سماء المدينة في السادس من أغسطس/آب عام 1945، توقفت المدينة تماما عن الحركة إحياء لذكرى نحو 140 ألف شخص قضت عليهم القنبلة التي أطلق عليها اسم «الصبي الصغير»، بعد أن ولّدت موجة حرارية وصلت إلى أربعة آلاف درجة مئوية وامتدت في محيط 4.5 كيلومتر، محقت خلالها المدينة. وفي سيدني امس سارت مظاهرات تطالب بفرض حظر على استخدام الاسلحة النووية واقرار السلام في الشرق الاوسط . وفي الثامنة والربع من صباح السادس من اغسطس 1945، ألقت القاذفة الاميركية «ب 29» المُسمّاة «اينولا غاي» ويقودها الكومندان بول تيبتس، القنبلة النووية الاولى في التاريخ فوق مدينة هيروشيما اليابانية. كان ذلك نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية العصر النووي. قضت القنبلة بضربة واحدة على مائة الف شخص وتسبّبت في أشكال غير مسبوقة من العذابات البشرية. صبيحة هذا اليوم، قبل السادسة، كان الجوّ صافياً وحاراً بحيث يُنبئ بيوم قائظ. بعد لحظات، دوّت صفّارة الانذار وقد دامت لدقيقة، مُعلنة وجود طيران معادٍ، لكنها كانت بسبب قصر مدّتها تؤشّر لسكّان هيروشيما على أنّ نسبة الخطر ليست مرتفعة. ذلك أنّ صفارة الانذار كانت تُطلَق كلّ يوم وفي نفس الساعة، عندما تقترب طائرة استكشاف الطقس الاميركية من المدينة.

وإثر ذلك بثلاثة أيام، وفي التاسع من أغسطس وفي العام ذاته، أطلقت الولايات المتحدة قنبلة ثانية محقت هذه المرة مدينة ناغازاكي.

جميع الذين أُصيبوا بحروق او بصدمة الانفجار امتصّوا اشعاعات قاتلة. الاشعاع النووي يدمّر الخلايا ويتسبّب في تفكّك نواتها وتدمير الغلاف. مَنْ لم يموتوا على الفور أو يصابوا بجروح، سرعان ما أُصيبوا بالأمراض. غثيان وأوجاع رأس قويّة وحمّى. علائم تدوم أياماً، لتبدأ المرحلة الثانية بعد مرور 10 او 15 يوماً على القنبلة. عندها يبدأ الشعر بالتساقط ويلي ذلك الاسهال وحمّى تصل الى 41 درجة.

وحضر رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي الذكرى السنوية امس في حديقة السلام بالمدينة، عند مركز الانفجار. وقال كويزومي إن المدينة تعلقت بشدة بقضية السلام بعد تعرضها للقنبلة الذرية.

وتابع «إن مواطني هيروشيما هم الشاهدون على السلام العالمي، ونحن نأمل أن تستمر هيروشيما رمزا للسلام العالمي».

وشدّد على أنّ بلاده ستعمل كلّ ما في وسعها لحمل العالم على نزع أسلحته ومنع انتشار الأسلحة النووية.

أما عمدة المدينة، تاداتوشي أكيبا فقد أوضح أنّ احترام ضحايا الحرب يتطلب القضاء على كافة الأسلحة النووية. وأضاف «علينا أن نكرم ذكرى أرواح كافة من قضوا نحبهم بسبب القنبلة الذرية. لن نرتكب الخطأ ذاته مرة أخرى». ويعتقد الكثير من المعلقين أن الهجوم ساعد في وضع نهاية مبكرة للحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ.

 وفي معرض للطيران غرب واشنطن تجتذب الطائرة القاذفة الأميركية اينولا جاي بي 29 التي اسقطت القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما عددا كبيرا من السائحين.

 وتهيمن الطائرة ذات اللون الفضي المتلالي على حظيرة مليئة بالطائرات العسكرية والمدنية العتيقة والتي تتراوح بين طائرة كاميكازي (الطيارون الانتحاريون) يابانية وأول طائرة ركاب والطائرة الكونكورد الأسرع من الصوت.

 ونقلت رويترز عن غريغ كولبيبر ، 55 عاما، وهو من قدامى المحاربين في سلاح الجو أنه لا يساوره شك في أن الرئيس هاري ترومان فعل الصواب قبل 60 عاما. وأضاف «لو لم يقم ترومان بإسقاط تلك القنبلة فكروا فقط في عدد الأميركيين الذين كانوا سيقتلون إذا اضطررنا للغزو».