إسرائيل تزيد قواتها إلى 30 ألفا.. لـشن عمليات إلى ما وراء الليطاني من جهة النبطية

الجيش ينفذ أكبر عملية إنزال للمظليين في تاريخه وراء خطوط «حزب الله»

TT

واصلت قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها الحربية في لبنان. وأعلنت أنها ستستمر على هذا الحال حتى اللحظة الأخيرة قبل إصدار الأوامر الحكومية بوقف النار. وأحاطت هجماتها البرية، أمس، بأجواء تخويف وترهيب، بعد الإعلان عن إطلاق خطة الاجتياح الكبير التي كانت أقرت في الأسبوع الماضي. مع العلم بأن محاولات الاجتياح البري تتم منذ أكثر من أسبوعين لكنها تصطدم بمقاومة شديدة من مقاتلي «حزب الله». وقال رئيس أركان الجيش الجنرال دان حالوتس، انه ضاعف قواته الموجودة في لبنان حاليا بنحو 3 مرات، ليبلغ تعدادها ما يقرب من 30 ألف جندي. وذكر حالوتس أن عدد الجنود الذين كانوا في لبنان حتى الآن كان عشرة آلاف، موضحا انه أصبح الآن ثلاثين ألفا. وقال مسؤولون إسرائيليون ان العملية ستتم «على مرحلتين» وان «المرحلة الأولى ستتيح السيطرة ميدانيا وستستمر بضعة أيام. أما الثانية فتتمثل في تطهير ميداني وستدوم عدة اسابيع». وحسب ما قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في إسرائيل، الجنرال ألون فريدمان، للإذاعة الرسمية الإسرائيلية ان العملية البرية الواسعة التي تشنها قوات الدولة العبرية في جنوب لبنان «قد تستمر أسابيع» و«تمتد الى ما وراء نهر الليطاني». وقال «إنها عملية على مراحل والمرحلة الأولى ستستمر بضعة أيام حتى نتمكن من السيطرة على الأرض. أما المرحلة الثانية فهي لتنظيف الأرض وقد تستغرق عدة أيام إضافية إن لم يكن أسابيع». وأضاف «بالنسبة لنا تنظيف الأرض يعني تدمير اكبر قدر ممكن من البنى التحتية الإرهابية على الأرض وخصوصا القذائف والصواريخ، عبر مواصلة ضرب الإرهابيين الذي يهاجمون قواتنا». وتابع فريدمان «سنذهب الى ما وراء نهر الليطاني اذا كان ذلك ضروريا» شمالا داخل لبنان، مؤكدا ان «الجيش وقيادة الشمال يملكان خططا للوصول الى القطاعات الضرورية من اجل تنظيف الأرض». وكان أفي بازنر، أحد المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية، صرح أن العملية البرية الواسعة النطاق التي شنها الجيش الإسرائيلي صباح امس «ليست محددة زمنيا». ولغرض «تطهير الأرض» لما وراء الليطانى من عناصر «حزب الله»، نفذت أكبر عملية إنزال للوحدات القتالية المختارة التابعة لسلاح المظليين في تاريخ الجيش الإسرائيلي. وتم الإنزال في مناطق تقع شمال خطوط الدفاع التي يقيمها «حزب الله»، بهدف مفاجأته. إلا ان عدة دلائل تشير الى أن «حزب الله» لم يفاجأ. ولكنه تصدى بحذر للقوات كونها حضرت بأعداد ضخمة غير مسبوقة وتحت غطاء دائم ومتواصل من سلاح الجو.

بيد أن احتمالات نجاح هذه الخطة لا تبدو كبيرة، وحتى في أوساط الجيش هناك من يشكك في جدواها. فقد أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي نفسه، انه ما زال يحتاج الى عدة أيام أخرى حتى يحقق أهدافه في الوصول الى الليطاني «الذي لم تصل اليه القوات الإسرائيلية حتى الآن ولا مرة واحدة في هذه الحرب، وما زال بعيدا عنها في الشرق كيلومترين على الأقل، وفي الغرب 20 كيلومترا» . كما قال حالوتس انه يحتاج الى عدة أسابيع لكي يطهر هذه المنطقة من قوات «حزب الله» ونفوذها. وكانت القوات الإسرائيلية قد واصلت محاولاتها للتقدم في عمق الجنوب اللبناني، أمس، على أربعة محاور من الشرق وحتى الغرب، بالإضافة الى الإنزال الشمالي والى الغارات المتواصلة، والتي بلغ عددها في الليلة قبل الماضية 80 غارة، استهدفت 40 هدفا تابعا لـ«حزب الله». وحسب اعتراف إسرائيل، حتى ساعات مساء أمس، فقد أصيب 29 جنديا بجراح خلال المعارك التي دارت على أبواب بلدة الغندورية ووادي الحجير من جهة ومداخل البلدات رشاف وبيت يحمون وشقرا الواقعة شمال بنت جبيل. وتكتم الناطق العسكري الإسرائيلي عن نتائج الاشتباكات التي وقعت في البلدة الحدودية عيتا الشعب، التي كانت إسرائيل قد أعلنت إتمام احتلالها منذ أكثر من أسبوعين. ولم تعترف إسرائيل بصحة النبأ الذي أعلنه حزب الله بمقتل أربعة جنود إسرائيليين وتدمير عدة دبابات في هذه المعارك. وقد حرص الناطق الإسرائيلي على الادعاء بأن قواته تمكنت، أمس، من قتل 40 مقاتلا من «حزب الله». وكان قائد غرفة العمليات في اللواء الشمالي بالجيش الإسرائيلي، العميد ألون فريدمان، قد أعلن أمس أن مجموع عدد القتلى من صفوف «حزب الله» بلغ 520 مقاتلا منذ بداية الحرب.

بالمقابل، واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ باتجاه الشمال الإسرائيلي، أمس، فأصابت عدة بلدات بينها: قريات شمونة ونهاريا وطبريا وصفد ومعلوت. وزاد عدد الصواريخ، حتى مساء أمس، على 110 صواريخ، لكن الشرطة الإسرائيلية تقول إن معظم هذه الصواريخ سقطت على مناطق مفتوحة ولم تصب من البشر سوى أربعة أشخاص جراحهم خفيفة. وقال الناطق الإسرائيلي، أمس، أن عدد صواريخ «حزب الله» التي أطلقت باتجاه إسرائيل منذ بداية الحرب تجاوز 3600 صاروخ، منها 930 صاروخا سقطت فوق بلدة قريات شمونة.