تل أبيب تصعد حربها النفسية ضد «حزب الله» وترفع الكلفة مع زعيمه... حسن

جورج يقفل الهاتف بوجه.... دولة إسرائيل

TT

أين انت يا حسن؟ اين تختبئ تاركا رجالك وحدهم يواجهون الموت؟ يطل صوت غريب عبر اذاعة «صوت الشعب» اللبنانية الناطقة باسم الحزب الشيوعي اللبناني، ثم يعود صوت المذيع المعتاد متابعا تلاوة النشرة وكأن شيئا لم يكن، وليس في كلماته ما يشي بمواقف ضد الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. بل العكس، فالمحطة والحزب يقفان بقوة الى جانب الحزب.

الصوت الاسرائيلي الذي يقطع بث «صوت الشعب»، لم تفلح معه كل محاولات المحطة لوقفه عن دخول موجاتها.

يتحدث المذيع المجهول بكل ثقة، وبلهجة لبنانية صافية، مشيدا بقوة «دولة اسرائيل» ملوحا بقدرتها على «ان تضرب من حيث لا يحتسبون»، ومؤكدا ان قوتها هائلة «ولم تستعملها بعد». ثم يتابع معددا مساوئ «حسن» الذي اختارت اسرائيل ان ترفع الكلفة بينها وبينه. البث المتواصل على الارجح مصدره احدى البوارج الاسرائيلية او مراكز التشويش القائمة التي لم تقو على اذاعة «حزب الله» المعروفة بقوة بثها، فاختارت اذاعة حليفة لها فقيرة الامكانات والبث لتضرب من حيث لا يحتسب القائمون على الاذاعة.

لا تكتفي اسرائيل في حربها النفسية التي تشنها على «حزب الله» وعلى اللبنانيين بدعوتهم «نبذ الحزب»، فطائراتها تقصف اللبنانيين بالمناشير التي تحرض فيها على الحزب وامينه العام، ومرة جديدة بلا القاب، لا ارهابي ولا مجرم ولا أي من العبارات التي اعتدنا سماعها في السجالات الداخلية اللبنانية.... فقط «حسن». يسأل المنشور: «لأي سبب يهاجم حسن دولة اسرائيل؟ هل لتحرير معتقلين لبنانيين من سجون اسرائيل؟ وكان بإمكان حسن اطلاق سراحهما منذ وقت طويل عبر المفاوضات من دون ان يجلب الخراب على لبنان. لقد خرج حسن الى مغامرة خطيرة وعاد بخفي حنين.

حسن يلعب بالنار وها «هي» لبنان تحترق. راهن حسن على مستقبلكم وها انتم من يدفع الثمن».

لكن الصيغة تختلف عند الحديث عن «حزب الله» فالمناشير التي ترميها الطائرات الاسرائيلية تتحدث عن «صواريخ عصابة حزب الله الارهابية» متهمة «زعيم هذه العصابة «حسن نصر الله» بالاستمرار في المقامرة على مستقبل لبنان». فيما يلوح منشور اخر بـ«رد موجع وقاس»، مشددا على ان نتائج هذا الرد الموجعة «لن تقتصر على عصابة حسن ومجرميها».

لم تكتف «دولة اسرائيل» بالقرصنة على اثير الاذاعات اللبنانية، ولا بقصف اللبنانيين بالمناشير التي ان لم تقتلهم بسقوط عبواتها عليهم، فهي ترعبهم بصوت سقوطها اولا، ثم بما تحمله من تهديدات ثانيا. فقد اضافت بابا جديدا الى الحرب النفسية تمثل بقرصنة هاتفية عبر اتصالات عشوائية تدخل الى منازل اللبنانيين يتحدث فيها الصوت نفسه لكن بعربية ركيكة «معكم دولة اسرائيل... ان حسن وعصابته «...». غالبا ما يقفل متلقي الاتصال الهاتف مرعوبا فهو لا يدري كيف وصلت «دولة اسرائيل» الى رقم هاتفه. ولا يفهم لماذا تطالبه بالإدلاء بمعلومات عن «حسن وعصابته» او لماذا تطلب منه عدم ايواء «هؤلاء الفئران».

القاسم المشترك بين الذين تلقوا الاتصالات كان انهم لم يحفظوا كل ما ورد فيه، كما انهم تلقوا الاتصال نفسه اكثر من مرة. و«المتحدث» شريط مسجل يدعو اللبنانيين الى عدم مد يد العون للحزب. ويقول جورج انه تلقى الاتصال مرتين، مشيرا الى انه استمع اليه في المرة الاولى لكنه لم يحفظ او يفهم ما فيه. وكانت المرة الثانية امس. سمع جورج الصوت نفسه... فاقفل السماعة بوجه دولة اسرائيل.