ترحيب دولي بالقرار.. ودعوات لحل «إنساني» سريع وتسوية سياسية شاملة

شيراك يؤكد مشاركة فرنسا في قوات حفظ السلام.. وبلير يقول إنه سيزور إسرائيل وفلسطين

TT

رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيان أمس بتبني مجلس الامن الدولي قرارا حول لبنان، مؤكدا ان فرنسا ستشارك في تعزيز قوة الامم المتحدة في لبنان «يونيفيل». وقال شيراك في بيان اصدرته الرئاسة الفرنسية «ارحب بتبني مجلس الامن الدولي هذه الليلة بالإجماع، القرار الداعي الى الوقف الكامل للاعمال الحربية في لبنان». واضاف البيان «التزاما بمسؤولياتها، ستشارك فرنسا في تطبيق هذا القرار وخصوصا في ما يتصل بقوة الامم المتحدة الجديدة، وستحدد مدى مشاركتها في تعزيز هذه القوة بحسب وسائل التحرك المعطاة لها ووجود توزيع عادل بين الدول التي ستقدم وحدات عسكرية».

وكانت فرنسا وراء صدور هذا القرار بعدما تفاوضت في شأنه مع الولايات المتحدة طوال عشرة ايام. وجاء في بيان الاليزيه «منذ بداية الازمة، اكدت فرنسا استحالة الحل العسكري وبذلت كل جهودها للتوصل الى وقف فوري لاعمال العنف، وأبعد من ذلك تقدمت باقتراحات للتسوية مقدمة الى الاطراف ضمانات سياسية لا بد منها لتعزيز سيادة لبنان وامن اسرائيل». وتابع الرئيس الفرنسي انه «في اللحظة التي توافرت فيها الظروف لوضع حد للمعارك ومعاناة السكان والتدمير الذي لا يمكن احصاؤه، توجه فرنسا نداء للاطراف ليوقفوا اعمال العنف ويؤكدوا للامين العام للامم المتحدة التزامهم احترام بنود القرار الصادر».

من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان مجلس الامن الدولي «قرر ايقاف الحرب» الدائرة في لبنان واسرائيل من خلال القرار الذي اعتمده. وقال دوست بلازي «حصل هناك تحركان في هذا القرار الذي اقر بالإجماع. ضمان أمن شمال اسرائيل من جهة، والسيادة اللبنانية من جهة اخرى. لقد قرر مجلس الامن ايقاف الحرب». واشار ان القرار «على المدى القريب» يعني «نهاية المعاناة»، مضيفا انه سيكون بامكان النازحين اللبنانيين والإسرائيليين ان يعودوا الى منازلهم، كما سيمكن للمساعدة الانسانية ان تصل الى محتاجيها بعد «رفع الحصار المفروض على المرافئ والمطارات اللبنانية». اضاف «على المدى البعيد، انه حل شامل وسياسي، لكي لا يتكرر الامر».

من جهة اخرى، قال وزير خارجية فرنسا ان بلاده «لم تغير رأيها حول مسألة نشر قوات دولية لدعم الاتفاق السياسي، بعد وقف الاعمال العسكرية».

من ناحيته، قال توني بلير رئيس وزراء بريطانيا انه يخطط لزيارة الشرق الاوسط قريبا للبحث عن سبل معالجة الصراع المستمر بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأعلن بلير ذلك في بيان رحب فيه بموافقة مجلس الامن الدولي بالاجماع على قرار يدعو الى انهاء العمليات القتالية بين اسرائيل وحزب الله في لبنان. وقال «بعد الموافقة على هذا القرار الان علينا ان نعمل على معالجة الاسباب الاساسية لهذا الصراع. وأضاف «هذا سيتعلق الى حد ما بقدرة الحكومة اللبنانية المنتخبة بشكل ديمقراطي على ان تكون المسؤول الوحيد عن لبنان. ولكن علينا الا نغفل حقيقة ان الصراع في لبنان نجم عن الرغبة في استغلال استمرار المأزق في فلسطين». وقال ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يمثل اهمية جوهرية لكل من المنطقة والعالم.

وفي بروكسل، رحب الاتحاد الاوروبي بقرار مجلس الامن وحث جميع الاطراف على «تطبيقه دون تأخير». وجاء في بيان أصدرته وزارة خارجية فنلندا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي «ترحب رئاسة الاتحاد الاوروبي بموافقة مجلس الامن الدولي بالاجماع على القرار رقم 1701 الذي يطالب بوقف الاعمال العسكرية بين إسرائيل وحزب الله». كما رحبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل باعتماد القرار. واضافت ميركل «الان، الامر يتعلق بتطبيق القرار سريعا وبشكل متلاحق» بدون ان توضح ما اذا كان الجيش الالماني سيشارك في تعزيز القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفل». ورحب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بالقرار، باعتباره «فرصة» لا يجب إضاعتها ووصفه بأنه «خطوة مهمة باتجاه تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط». وفي بيان له صدر في برلين قال وزير الخارجية الالماني إنه قد توافر الان أساس سياسي لاسكات الاسلحة. وناشد شتاينماير حكومتي إسرائيل ولبنان الموافقة على القرار بدون تأخير.