العقل المدبر لـ«الإرهاب السائل» التقى عدداً من المعتقلين في بريطانيا

مطيع الرحمن خبير متفجرات «القاعدة»

TT

فتحت الشرطة البريطانية امس تحقيقا حول مطيع الرحمن، 29 عاما، الزعيم المفترض لـ«القاعدة» في باكستان الذي تقول المصادر الباكستانية انه خبير متفجرات والعقل المدبر لمؤامرة «الارهاب السائل». وتقول تقارير انه التقى عددا من المشبوهين الذين تم اعتقالهم في بريطانيا. وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت 24 مشتبها فيه يوم الخميس الماضي بدعوى التآمر لاستخدام مواد متفجرة سائلة لتفجير طائرات اثناء رحلات من بريطانيا للولايات المتحدة.

ودفعت الاعتقالات الولايات المتحدة لرفع حالة التأهب لاقصى درجة وحملت شركات الطيران على منع الركاب من حمل سوائل او عبوات من مواد التجميل.

واعربت مصادر أمنية باكستانية عن اعتقادها بأن عدداً من المشبوهين الذين تم اعتقالهم في لندن وهاي ويكومب وبرمنغهام زاروا باكستان العام الماضي في نفس الوقت الذي زارها فيه محمد صديق خان، 30 عاما، زعيم الخلية الانتحارية التي نفذت تفجيرات يوليو (تموز) في بريطانيا، وصديقه شهزاد تنوير، 22 عاما. وربطت المصادر الباكستانية بينهم وبين مطيع الرحمن، على ضوء الاشتباه في أن له علاقة بتفجيرات لندن الإرهابية، التي وقعت في السابع من يوليو (تموز) من العام الماضي، وراح ضحيتها 58 شخصا.

وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي نيوز» انه يجري البحث بجد عن خمسة آخرين بينهم مطيع الرحمن في باكستان.

وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها الصادر امس ان مطيع الرحمن قد يكون اوقف. وكانت السلطات الباكستانية قد وضعت على رأس مطيع الرحمن مكافأة تقدر بـ 175 الف دولار بعد اتهامه بالتورط في محاولتين لاغتيال الرئيس برويز مشرف واستهداف مصالح اميركية في كراتشي. وتقول المباحث الاميركية ان مطيع الرحمن متهم بزرع متفجرات خارج القنصلية في كراتشي في مارس (اذار) في عملية ادت الى مقتل دبلوماسي اميركي. وتقول المصادر الباكستانية ان مطيع الرحمن يعتبر من خبراء متفجرات «القاعدة» وقد تلقى تدريبات في معسكرات تنظيم اسامة بن لادن. واضافت انه يتميز بقدرة فائقة في عمليات تجنيد عناصر جديدة. وقال مسؤولون باكستانيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ان مطيع الرحمن يعتبر من قيادات جماعة «عسكر جنقوي» الاصولية المرتبطة بالقاعدة. واضافوا ان البريطانيين من اصول باكستانية المعتقلين في اسلام اباد التقوا مطيع الرحمن خلال زيارتهم الى باكستان قبل اعتقالهم. وراقب ضباط المخابرات الباكستانية المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني لعضو تنظيم القاعدة البريطاني رشيد رؤوف منذ فترة قبل اعتقال الرجل الذي يقولون انه شخصية اساسية في مؤامرة تفجير الطائرات. وقال مسؤول أمن باكستاني امس ان رؤوف وضع تحت المراقبة بعد معلومات قدمها جهاز المخابرات البريطاني الى اسلام اباد بأنه في باكستان.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «كان يقيم هنا منذ بعض الوقت ووضع تحت مراقبة صارمة منذ ذلك الحين». واضاف «ان مكالماته الهاتفية لبريطانيا واتصالاته من خلال شبكة الإنترنت كانت تحت المراقبة مما ساعد في الكشف عن المؤامرة». وقال وزير الداخلية الباكستاني افتاب احمد خان شرباو: «انه مواطن بريطاني من اصل باكستاني. انه عضو بالقاعدة له صلات في افغانستان».

وقال مسؤولو المخابرات انه تم اعتقال اربعة اشخاص اخرين على الاقل في منطقة بهاوالبور الشرقية فيما يتعلق بالمؤامرة التي تم احباطها مما يرفع عدد المشتبه فيهم المحتجزين في باكستان الى 17 بينهم بريطانيان على الاقل.

ولم تعلن اسماء المشتبه فيهم الاخرين. وقال مسؤولون أميركيون ان المفجرين الانتحاريين المشتبه فيهم لم يكن امامهم سوى ايام لتنفيذ هجماتهم المتزامنة التي قال احد قادة الشرطة البريطانية انها كانت سترقى الى عملية قتل جماعي على نطاق لا يمكن تخيله.

واشار مسؤولون الى أوجه شبه بين هجمات 11 سبتمبر عام 2001 التي شملت خطف طائرات ركاب أميركية لمهاجمة نيويورك وواشنطن وبين الخطة التي لم تنفذ لتفجير طائرات ركاب فوق المحيط الهادي في عام 1995. وكان من الشخصيات الرئيسية في الاثنين خالد شيخ محمد مخطط عمليات تنظيم «القاعدة» الذي اعتقل في باكستان عام 2003.

وتبحث الشرطة الباكستانية ايضا ان كان اثنان من الموقوفين في لندن قد زارا مركز طيبة التابع لجماعة الدعوة خلال زيارتهما الى باكستان. وكانت السلطات الباكستانية وضعت حافظ محمد سعيد رئيس جماعة الدعوة، الذي تولى من قبل مسؤولية منظمة «عسكر طيبة» المتهمة بالارهاب، تحت الاقامة الجبرية الشهر الجاري. وتحدثت المصادر البريطانية عن المعلومات المهمة التي قدمها قيادي من القاعدة اعتقل في منطقة وزيرستان الحدودية قبل اسبوعين من طائفة الاوزبك واسمه عبد الرحيم، يبلغ من العمر 28 عاما، مشيرة الى انه تدرب في معسكري خلدن والفاروق في خوست قبل سقوط حركة طالبان الاصولية. وقدم عبد الرحيم، وكنيته قاسم، معلومات مهمة عن تدريبه عددا من الغربيين منهم بريطانيان مسلمان على تركيب المتفجرات. الى ذلك قالت مصادر أمنية بريطانية إن المحتجزين هم من المسلمين المولودين في بريطانيا، ويمكن للشرطة أن تحتجزهم لمدة 28 يوماً، قبل أن توجه لهم اتهامات رسمية. وقد استخدمت الحكومة البريطانية التشريعات الخاصة بمكافحة الارهاب، وأصدرت أمراً بتجميد أرصدة 19 من المشتبه فيهم وحساباتهم المصرفية. وقالت السلطات إن واحداً على الأقل من المعتقلين المشتبه فيهم في بريطانيا كان موظفاً في مطار هيثرو، ومصرحا له بدخول كافة أقسام المطار، بحسب ما أشارت له القناة الرابعة الإخبارية والبريطانية.