الرئيس الفلسطيني يستبعد حل السلطة الوطنية

القوات الإسرائيلية تدمر نفقاً بين مصر وقطاع غزة

TT

نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس امكانية حل الحكومة الفلسطينية او منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل في «اقرب فرصة» على انشاء حكومة وحدة وطنية. وجاءت تصريحات عباس في مؤتمر صحافي في عمان بينما اعلنت القوات الاسرائيلية تدمير نفق بين مصر وقطاع غزة زعمت أنه كان يستخدم لتهريب السلاح الى الفصائل الفلسطينية.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية حول امكانية «حل» الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، قال الرئيس الفلسطيني: «لا اعتقد ان ذلك ممكن». وأضاف: «لدينا اتفاق فلسطيني سميناه الوفاق الوطني الذي يدعو الى حكومة وحدة وطنية فلسطينية وهذه الفكرة ثابتة في الوثيقة ولابد ان نعمل عليها في اقرب فرصة ممكنة». وشرح ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تعطل بسبب «الأحداث في غزة ولبنان»، مؤكداَ: «في اقرب فرصة يجب ان نعمل على انشاء حكومة وحدة وطنية».

وكان هنية تساءل الاربعاء الماضي حول مستقبل السلطة امام استمرار الحملة الاسرائيلية التي تستهدف مسؤولين في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» التي تترأس الحكومة. وقال هنية: «السؤال الذي يجب ان نبحثه، هل من الممكن ان تستمر السلطة في العمل بهذه الظروف، ويجب ان نبحث ونناقش هذا الامر بشكل جدي». ومن جهة أخرى، توقع عباس ان توافق الحكومة اللبنانية على قرار مجلس الامن الدولي حول لبنان، قائلاً انه ناقش مع رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت القرار ومستقبل القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات السياسية. واضاف: «علينا ان نتذكر ان ما حدث في لبنان هو احد تداعيات القضية الفلسطينية، فالاصل هو القضية الفلسطينية ولا بد ان نعود الى الجهد الرئيسي في حلها».

وشدد عباس على ضرورة «تفعيل القضية الفلسطينية على ضوء الاوضاع التي جرت»، معرباً عن اعتقاده انه لا بد من «تعلم الدروس من هذه العملية ككل حتى نتمكن من العمل المباشر مع القضية الفلسطينية وبالذات مع قضايا المرحلة النهائية». وأضاف: «لابد ان نبحث في الحل النهائي وهذا يتطلب ترتيب البيت العربي والعمل خطوة خطوة من اجل الوصول الى هذا وتشاورات قبل دورة الامم المتحدة».

وفي الاراضي الفلسطينية، اعلنت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلية ان القوات الاسرائيلية دمرت نفقاً في جنوب قطاع غزة أمس. وقالت الناطقة: «اكتشف فريق في سلاح الهندسة نفقاً في منطقة الدهنية جنوب قطاع غزة على عمق ثمانية امتار تحت الارض وطوله 180 متراً وكان يستخدم لنقل اسلحة من مصر الى غزة». واضافت: «تم تدمير النفق بالمتفجرات». واكدت مصادر أمنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي دمر نفقاً يربط بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية. واشارت المصادر الى أنه تم اكتشاف النفق في منطقة الجرادات شرق مطار غزة الدولي. وسبق أن أعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي شن حملة عسكرية واسعة النطاق لمواجهة خطر الانفاق التي تدعي انها تستخدم في تهريب الاسلحة والوسائل القتالية من مصر الى قطاع غزة، الى جانب استخدامها في تمكين عناصر الفصائل الفلسطينية من التسلل الى داخل المواقع العسكرية التابعة للجيش الاسرائيلي.

الى ذلك، ابلغت اسرائيل السلطات الفلسطينية أمس قرارها إغلاق معبر رفح الحدودي والذي يعد المنفذ البري الوحيد أمام أهالي قطاع غزة للتواصل مع العالم الخارجي، حتى إشعار آخر. وكان المعبر قد شهد اول امس مواجهات بين بعض المسلحين وعناصر الامن الفلسطيني بسبب الازدحام في المعبر. ويذكر أن اغلاق المعبر منذ نهاية شهر يونيو (حزيران) ادى الى مشكلة انسانية ناجمة عن آلاف المرضى الذين ينتطرون نقلهم للخارج لاجراء عمليات جراحية عاجلة لهم، ومغتربين يريدون مغادرة القطاع.

وأعلن أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني محمد عوض أمس ان الحكومة الفلسطينية شكلت لجنة من أجل إعادة دراسة اتفاقية معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مع الجانب الاسرائيلي وطرح التعديلات المناسبة عليها خاصة أن مدة الاتفاقية التي تستمر عاما تنتهي الشهر المقبل. وفي تصريح لوكالة أنباء «رمتان» الفلسطينية، قال عوض: «المعابر باتت تشكل جزءا من الحصار الحقيقي للشعب الفلسطيني»، مضيفاً: «تحت أي ذريعة يتم إغلاق المعابر ويمنع دخول المواد والاحتياجات الاساسية وبالتالي يجب أن تنتهي هذه الحالة بلا عودة كي يشعر المواطن أن هناك تغييرا في حياته اليومية».