42 قتيلا حصيلة الـ24 ساعة الأخيرة والقوات الأميركية تعتقل 60 مسلحا

عملية الرمادي مستمرة واغتيال شيخ عشيرة جنوب بغداد ومقتل عضوين في حزب البعث المنحل

TT

قتل ما لا يقل عن 42 شخصا وجرح العشرات في هجمات متفرقة وقعت في العراق خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما اعلن الجيش الاميركي اعتقال ستين آخرين يشتبه في انهم على علاقة «بزعيم تنظيم القاعدة في العراق» وبتورطهم في «أنشطة ارهابية» خلال مداهمات في جنوب بغداد.

وذكر مصدر أمني في مدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد، أن عشرة عراقيين بينهم ضابطان قتلوا أمس في حوادث متفرقة في المدينة. وأبلغ المصدر وكالة الانباء الالمانية بأن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة فتحوا النار على نقيب الشرطة نوري العنبكي في سوق منطقة المفرق في بعقوبة فأردوه قتيلا قبل أن يلوذوا بالفرار».

كما هاجم مسلحون مجهولون أحد أسواق وسط بعقوبة فقتلوا ثلاثة مدنيين فيما قتل آخرون مدنيا رابعا في حي المعلمين قرب بعقوبة. وأضاف المصدر «أن مسلحين مجهولين اغتالوا ضابطا في الجيش العراقي برتبة نقيب عندما كان في طريقه إلى السوق وسط بعقوبة». وكان مسلحون مجهولون قد اختطفوا أربعة مدنيين عراقيين من قرية عين ليلة قرب منطقة الخالص القريبة من بعقوبة حيث عثر بعد ساعتين على جثثهم وهم موثوقو الايدي ومعصوبو الاعين بعد أن أطلق عليهم الرصاص في الرأس.

وفي العمارة، جنوب بغداد، اعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل عضوين في حزب البعث المنحل في هجومين منفصلين في المدينة. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية ان «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة صغيرة اطلقوا النار على زامل راضي كاظم العضو السابق في حزب البعث المنحل في حي الماجدية شرق المدينة مما اسفر عن مقتله على الفور».

واضاف ان «كاظم موظف في دائرة الري في المحافظة وقتل اثناء توجهه الى عمله». وفي هجوم اخر، قتل مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية محمد عيدان محمد وهو عضو في الحزب ايضا وسط مدينة العمارة، حسب المصدر ذاته.

وذكرت الشرطة العراقية في ناحية القاسم جنوب بغداد أن مسلحين مجهولين اغتالوا امس أحد شيوخ العشائر هناك ولاذوا بالفرار. وأبلغ مصدر في الشرطة بأن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين اعترضوا سيارة الشيخ ناظم عسل الجنابي أحد شيوخ ناحية القاسم لدى خروجه من منزله وأمطروه بوابل من الرصاص فأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار».

وفي بغداد، انفجرت عبوتان ناسفتان استهدفتا دوريتين للشرطة العراقية، مما اسفر عن اصابة خمسة شرطيين وثلاثة مدنيين بجروح حسبما ذكر مصدر في وزارة الداخلية. وقال المصدر ان «عبوة ناسفة انفجرت عند مرور دورية للشرطة بالقرب من جامع النداء في منطقة الاعظمية شمال بغداد اسفرت عن اصابة خمسة شرطيين بجروح وتضرر آليتهم». وأصيب ثلاثة مدنيين بجروح في انفجار عبوة ثانية استهدفت دورية للشرطة على طريق محمد القاسم السريع وسط بغداد بدون ان توقع اضرارا بالدورية، وفق مصدر في الداخلية. وفي البصرة اعلنت الشرطة العراقية امس مقتل 3 اشخاص وجرح اثنين في انفجار عبوة ناسفة داخل محل للتسجيلات في شارع المطاعم وسط مدينة البصرة. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان «عبوة ناسفة تركها ارهابي داخل حقيبة في محل «الشباب» للتسجيلات انفجرت ما اسفر عن مقتل اثنين من المدنيين واصابة اثنين». واضاف ان «الانفجار أسفر ايضا عن اضرار كبيرة في المحل الذي يقع في سوق شعبي وسط البصرة». وتفرض قوات الامن العراقية في مدينة البصرة خطة أمنية للسيطرة على اعمال العنف التي اندلعت في المدينة أخيرا.

من جهته قال الجيش الاميركي في بيان أمس انه قتل 26 مسلحا الليلة قبل الماضية بعد ان تعرض لنيران من عدة اتجاهات في مدينة الرمادي.

وقال الجيش ايضا في بيان آخر انه اعتقل ستين شخصا يشتبه بانهم على علاقة «بزعيم تنظيم القاعدة في العراق» وبتورطهم في «انشطة ارهابية» خلال مداهمته ما كان يبدو انه مجلس عزاء في منطقة عرب جبور السنية جنوب بغداد.

وتحدث البيان عن «معلومات اشارت الى ان المجموعة كانت تخطط من اجل تدريب عناصرها في المستقبل لشن هجمات مماثلة للتي حصلت في بلدة المحمودية في السابع عشر من يوليو (تموز) الماضي واسفرت عن مقتل 42 شخصا وجرح نحو تسعين من المدنيين الابرياء».

واكد البيان ان «معلومات استخباراتية مؤكدة قادت القوة المهاجمة الى مكان المشتبه بهم في ما يبدو انه مجلس عزاء. ولدى وصول القوات تم عزل المدنيين الابرياء من الاطفال والنساء من المشتبه بهم واعتقلوا بدون اي حادثة تذكر».

واشار الى ان «العملية جزء من جهود الخطة الامنية العراقية الاميركية المشتركة للقضاء على الارهابيين وانهاء قدراتهم على شن عمليات في العراق». ومنذ تفجير الضريح الشيعي في سامراء في فبراير (شباط) الماضي جرى الكثير من الاغتيالات المتبادلة بين جماعات متشددة من الشيعة والسنة وتركزت في العاصمة بغداد.

واطلقت عملية «معا الى الامام» التي يشارك بها اكثر من خمسين الف جندي وشرطي عراقي واكثر من عشرة الاف جندي اميركي من اجل وقف العنف الذي يخلف خمسين قتيلا يوميا على الاقل. وحذر جنرال اميركي من العنف المتزايد في العراق، موضحا انه قد يدفع الى نشوب حرب اهلية بينما حذر مراقبون من ان «معركة بغداد» في اشارة الى الخطة الامنية في بغداد، تمثل الفرصة الاخيرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لفرض السلطة على حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها ولتجنب تقسيم بلاده. الى ذلك اعلن الجيش الاميركي اعتقال «زعيم تنظيم القاعدة في بلدة بيجي (200 كلم شمال بغداد) بتهمة ارسال قتلة الى بغداد».