أعلن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، ان الحكومة العراقية قررت اغلاق مكاتب حزب العمال الكردستاني في العاصمة بغداد، ومنع هذا الحزب من «القيام بأي نشاط» في العراق. في حين أكد مصدر مسؤول في الحكومة العراقية، أن حزب العمال الكردستاني التركي، كان قد فتح مكاتب له بصورة غير رسمية في بغداد والموصل وكركوك، ومن غير أن يحصل على موافقات الحكومة العراقية.
وقال البيان إن «رئيس الوزراء نوري المالكي أبلغ نظيره التركي رجب طيب ارودغان، خلال مكالمة هاتفية، قرار الحكومة العراقية، إغلاق جميع مقرات حزب العمال الكردستاني في العاصمة بغداد، ومنعه من القيام بأي نشاط». وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد أعلن في الثاني من الشهر الحالي ان السلطات العراقية ستفعل كل ما في وسعها لمنع الانفصاليين الاكراد الاتراك من شن هجمات على تركيا من شمال العراق.
وقال طالباني في مؤتمر صحافي «أنا شخصيا تدخلت في القضية، واستدعيت القائم بالأعمال التركي في العراق، وابلغته ان الحكومة العراقية جادة بمنع استخدام الاراضي العراقية من قبل أي جماعة مسلحة ضد دول الجوار». وأكد أن «الحكومة ستبذل جهودها من أجل منع جماعة حزب العمال الكردستاني في استعمال الاراضي العراقية ضد تركيا».
وأشار طالباني الى أن «مفاوضات جرت بيننا وبينهم (الأتراك)، واتخذنا بعض الإجراءات منها غلق بعض المقرات غير القانونية التابعة لجماعات موالية للحزب»، مؤكدا أن «تركيا رحبت بذلك وأبلغنا الاتراك تفهمهم». وتابع «نأمل أن يتم لقاء ثلاثي عراقي ـ تركي ـ أميركي لحل هذه المسألة سلميا، وبالتالي لا نضطر الى اجراء آخر».
وقال مصدر مسؤول في الحكومة العراقية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس، إن حزب العمال الكردستاني التركي، كان قد افتتح مكاتب له خارج مناطق اقليم كردستان العراق، وخاصة في بغداد والموصل وكركوك وباسم واجهات مختلفة، وتحت تسميات وهمية وبصورة غير قانونية، ومن غير أن يحصل على موافقات الحكومة العراقية، مما استدعى الى اغلاق هذه المكاتب من قبل الحكومة العراقية».
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان «اغلاق هذه المكاتب جاء بناء على تفاهمات عراقية تركية، وفي ضوء عدم اتاحة المجال لعمل منظمة تهدد أمن دول الجوار»، مشيرا الى أن «العراق مصر على الحفاظ على علاقات متوازنة وجيدة مع جيرانه وبينهم تركيا، وضمان أمن الدولة الجارة».
وأشار المصدر الى أن «اكراد العراق يصرون على عدم استفزاز الاتراك واثارة المشاكل، وبناء علاقات جيدة خاصة مع الجانب الكردي العراقي»، مؤكدا «ان هذه الخطوة جاءت في سياق الاهتمام التركي بنشاطات حزب العمال الكردستاني في الاراضي العراقية».
يذكر ان حكومة اقليم كردستان العراق برئاسة نيجرفان بارزاني «لم تمنح تراخيص لحزب العمال الكردستاني التركي بالعمل على اراضي كردستان العراق، ومنعت قيامهم بأي نشاطات ضد الجارة تركيا».