خطة لإرساء الأمن في أحياء بغداد الواحد تلو الآخر

بدأت بعزل حي «الدورة» وتفتيش الشوارع ونحو 5 آلاف منزل

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: تسعى القوات العراقية والأميركية لفرض السيطرة على بغداد ومواجهة هجمات المتمردين والعنف الطائفي الذي تنفذه فرق الموت، عبر استراتيجية تعمل على إرساء الأمن في إحياء العاصمة العراقية الواحد تلو الآخر.

وقامت القوات العراقية الاثنين «بعزل» الدورة، هذا الحي الخطير جنوب بغداد عبر وضع حواجز ثم محاصرة ثلاثة من شوارعه بهدف تفتيش كل المنازل شارعا تلو الآخر، علما ان كلا من هذه الشوارع يضم ما بين 1300 و1500 منزل. وحذر محللون من ان الحكومة العراقية والقوات الاميركية ستواجهان تحديا كبيرا لاستعادة سلطتها وسط تزايد العنف وفقدان السيطرة في بعض المدن ومشهد القتل اليومي الذي يخلف خمسين قتيلا يوميا على الاقل.

إلا ان ضابطا اميركيا في الدورة يرى ان الخطوات الاولى ناجحة وأثبتت فاعليتها التكتيكية.

وقال الكولونيل مايكل بيتش قائد اللواء الرابع في فرقة المشاة الرابعة «ركزنا على المناطق الاكثر خطورة. منذ بداية العملية الاثنين لم تسجل عمليات قتل في الدورة، في حين كان يسجل اكثر من عشرين عملية قتل يوميا في أسوأ الاوقات».

ويعمل الكولونيل بيتش مع الجنرال العراقي عبد الكريم العزي قائد اللواء السادس في الفرقة الثانية لمغاوير الشرطة الذي ينفذ العمليات. وقال بيتش لصحافيين خلال الأسبوع الجاري، ان عمليات البحث شملت أكثر من 1500 منزل أسفرت عن اعتقال 38 مشتبها فيهم بينهم ثلاثة «مقاتلين اجانب». كما سمحت بمصادرة أكثر من عشرين قطعة سلاح غير مرخصة، من بينها اسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ مع مواد متفجرة وأقراص مدمجة يشيد احدها بزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، بينما تمجد الاخرى «حزب الله» اللبناني. وأوضح بيتش ان «لكل منطقة خصوصيتها، لكنني انقل استنتاجاتي الى رؤسائي الذين يستمعون إلي لمعرفة ما ينبغي القيام به او لا في مناطق اخرى». وأضاف ان عملية ارساء الامن في الدورة تندرج في اطار «خطة أوسع» للسيطرة على بغداد.

وأضاف الكولونيل الاميركي ان «الصعوبة تكمن في الحفاظ على الأمن في شكل دائم»، موضحا أن الخطة الأمنية الميدانية تواكبها تدابير اقتصادية (تشغيل عمال من الحي لتحسين المنطقة) وسياسية (اتصالات بالمسؤولين المحليين). وقال بيتش ان «وحدات الهندسة العسكرية الاميركية والمقاولين العراقيين سيقومون بنقل الأنقاض وإصلاح شبكات المياه وبناء جزء من سوق الدورة.

وتابع ان العملية العسكرية في بغداد شاقة وتحتاج الى عمل دؤوب في المدينة التي يقدر عدد سكانها بما بين ستة وسبعة ملايين نسمة. لكن القادة العسكريين الاميركيين يرون انها ضرورية بل حيوية للمدينة وللبلاد، لتجنيبها الغرق اكثر في الفوضى وربما الانزلاق الى حرب طائفية بين الشيعة والسنة.

وقال اللفتنانت جنرال بيت تشارلي آمر القوات المتعددة الجنسيات في العراق في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي» ان «هذه العملية ستكون معركة حاسمة في هذه الحملة. علينا ان نستعيد بغداد». وقال مراقبون إن مهمة صعبة تنتظر هذه القوات.

ورأى انطوني كرودسمان من المركز الاستراتيجي للدراسات الدولية في واشنطن في مقال بعنوان «الانتصار في معركة بغداد» أن «القوات الاميركية لديها التجربة بصورة رئيسية مع هكذا نوع جديد من الحرب وصنع السلام».