الأمن المغربي: «الخطاب» هو العقل المدبر لتنظيم «أنصار المهدي»

جمعوا مبالغ مالية وزيفوا أخرى لإحداث جناح عسكري

TT

توصلت مصالح الأمن المغربية الى أن حسن الخطاب الملقب «أبو أسامة» هو العقل المدبر الذي أخرج الى الوجود التنظيم الإرهابي «انصار المهدي» ووضع لبناته الأساسية. واستند المحققون الأمنيون المغاربة الى الاتصالات التي أجراها الخطاب مع مجموعة من أتباع «التيار السلفي» المحظور بحي الرحمة، ووادي الذهب بمدينة سلا (مجاورة للرباط)، وحي سيدي الطيبي بمدينة القنيطرة (70 كلم عن الرباط)، فور خروجه من السجن.

وأكد المصدر الأمني، أن المراقبة التي شملت تحركات الخطاب، أظهرت أنه يعقد جلسات بمنزله أو بمحله المعد لبيع الأعشاب، حتى قويت شوكته وأضحى اسما متداولا في مدن عديدة، بواسطة خطاباته المسجلة في أقراص ممنغطة»، والمروجة لفكر الجهاد وتطبيقه على أرض الواقع.

وأوضح المصدر ذاته أن الخطاب أفصح لمجموعة من الأشخاص، عن مشروعه التخريبي المتمثل في تنصيب تنظيم أطلق عليه «أنصار المهدي». ولم يوضح المصدر التوجه السياسي للتنظيم، وما إذا كان تابعا لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، رغم أن مهتمين ربطوا تفكيك الخلايا المشكلة للتنظيم بخطاب أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» المذاع تلفزيونيا بواسطة شريط فيديو، والذي أكد فيه، بطريقة لم يتم الانتباه اليها، حينما قال إن الإسلام وصل الى بقاع العالم، وكان من ضمن المساهمين يوسف بن تاشفين، وهو للعلم مؤسس مدينة مراكش المغربية، التي عرف باسمها المغرب تاريخيا.

وأكد المصدر أن الخطاب، كشف لأتباعه عن دوافع إحداث تنظيمه، والمتمثلة في التحضير لإعلان الجهاد ضد النظام السياسي المغربي، مما دفع إتباعه الى مبايعته أميرا وطنيا لجماعتهم، فتوصل الى أهمية تشكيل جناح عسكري لتطبيق الفكر الجهادي على أرض الواقع، ومن ثم استطاع استقطاب جنود عاملين في القاعدة الجوية لمدينة سلا، توجه أحدهم لخبرته في الميدان الديني وتجربته في مجال استعمال الاسلحة وصناعة المتفجرات، الى مدينة الناضور شمال المغرب، واختار موقعين منعزلين بمنطقة جبلية قصد إجراء تداريب لخوض حرب العصابات، كما عمد الخطاب الى تمويل مشاريع صغرى لتنويع المداخيل للاستمرار في استقطاب عناصر جديدة لتنظيمه.

وأضاف المصدر أنه تطبيقا لمبدأ «الفيء» واستحلال ما يسميه المشتبه فيهم «أموال الكفار»، فإن الخطاب، كان يحضر لعمليات سطو على مصارف وسيارات نقل الأموال، وتزييف العملة المغربية، مشيرا الى أن أفراد التنظيم الإرهابي تمكنوا من تزييف مبلغ 30 ألف درهم (الدولار يساوي 8.7 درهم) بطريقة تقنية تمت فيها الاستعانة بجهاز سكانير وآلة طباعة بالألوان، كما روجت المجموعة مبلغ 1500 درهم بأسواق مدينة سلا، من دون أن تثير أية شبهة، في حين اقترض احد الجنود من مصرف مغربي مبلغ 70 ألف درهم، بينما تمكن الخطاب من جمع مبلغ 3 آلاف درهم بعد إلقائه درسا يحث على الجهاد في المغرب، وتلقى 90 ألف درهم أخرى من طرف شخص ولاه أميرا على خلية الدار البيضاء.