نصر الله: سنلتزم أي توقيت لوقف النار وموافقون على انتشار الجيش.. لكن سنسجل تحفظاتنا

قال إنه طالما أن هناك اعتداء إسرائيليا.. «فمن حقنا الطبيعي أن نواجههم وأن نقاتلهم»

TT

اعتبر الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في اول رد فعل على القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن انه «لولا صمود لبنان لكنا اليوم امام وضع او نتائج سياسية سيئة جدا»، مؤكدا «ان المقاومة تستلزم اي توقيت لوقف النار من دون تردد لان المقاومة هي رد فعل». وأكد مجددا موافقة «حزب الله» على فكرة انتشار الجيش اللبناني معززا بقوات اليونيفيل، مبديا «كل الاستعداد للمساعدة». واعتبر نصر الله «اننا اليوم امام النتائج الطبيعية والمعقولة والممكنة للصمود الكبير الذي عبر عنه اللبنانيون من خلال المواقع المختلفة». وتابع «نحن سنكون في اتم الاستعداد وأحسن التعاون الممكن خلال المرحلة الانتقالية.

نحن في السابق من خلال موقفنا السياسي ومن خلال وجودنا في الحكومة اللبنانية قلنا اننا موافقون على فكرة انتشار الجيش اللبناني معززا بقوات اليونيفيل. وهذا موقفنا، ونحن ملتزمون به. وعندما يتقرر انتشار الجيش وقوات اليونيفيل ستلقى من المقاومة كل التعاون والتسهيل والاستعداد المطلوب، ان شاء الله». وتابع «طالما انهم يتحدثون عن وقف الاعمال الحربية، يبدو ان العدو الصهيوني فهم من هذا الكلام، وقد عبر اليوم بعض قادته عنه، ان هذا يعطيهم الحق في استكمال العمل الميداني البري. ويعتبرونه دفاعا عن النفس واندفاعا في سياق تحقيق بعض الاهداف العسكرية والميدانية للعدوان الاسرائيلي على لبنان. وفي هذا السياق وطالما ان هناك تحركا عسكريا اسرائيليا واعتداء ميدانيا اسرائيليا وان هناك جنودا اسرائيليين يحتلون ارضنا، فمن حقنا الطبيعي ان نواجههم وان نقاتلهم وان ندافع عن ارضنا وعن ديارنا وعن انفسنا. وبالتالي طالما ان الاسرائيلي يمارس احتلالا وعدوانا فان المقاومة هي حق طبيعي لنا ولكل الشعب اللبناني. ونحن سنمارس هذه المقاومة بالطريقة التي نعتقد انها مفيدة ومجدية. وفي هذا الاطار وكما ذكر امس في الكلمات التي تقدمت التصويت على القرار الدولي وتؤكد على ان تفاهم ابريل «نيسان» 1996 سيكون هو الاطار الحاكم لأي مواجهات ميدانية في هذا النوع، فانا اؤكد بشكل طبيعي التزامنا بتفاهم نيسان. وندعو العدو الى الالتزام بهذا التفاهم». وقال نصر الله ان حزب الله لن «يكون عائقا امام اي قرار تراه الحكومة مناسبا»، مشيرا في الوقت نفسه الى «تحفظات على بعض البنود غير العادلة وغير المنصفة». وقال «اليوم الحكومة تستطيع التصرف بمسؤولية وطنية وبما تمليه عليها مسؤوليتها. ولن نكون عائقا امام اي قرار تراه الحكومة مناسبا ولكن وزراءنا سيسجلون تحفظاتهم على بعض البنود غير العادلة وغير المنصفة» في قرار مجلس الامن. وقال «في بعض جوانبه، نحن نعتبر القرار غير عادل وغير منصف عندما يحاول تحميل مسؤولية بدء الهجوم للمقاومة التي قامت بعملية عسكرية محدودة».

واضاف «الذي حصل اسر لجنديين اسرائيليين وانتهى الامر. الاسرائيليون بدأوا باستهداف الابنية والمدن وقصفوا الضاحية الجنوبية. وتابع نصر الله ان «تلام المقاومة على عملية عسكرية محدودة الافعال والنتائج والتداعيات ولا تلام اسرائيل ولا تدان ولا يذكر في القرار الدولي اي شيء يتعلق بعدوانية اسرائيل وارتكابها المجازر المهولة وقتلها لأكثر من الف مدني لبناني.. وتدميرها للبنى التحتية وارتكابها لجرائم الحرب.. هذا ظالم وغير منصف وغير عادل بكل تأكيد».

وقال «هناك بنود اخرى نتحفظ عليها ولكن نؤجل الحديث عنها الى بعد ايام والتوصل الجدي الى وقف اطلاق النار لاننا نريد ان تظهر بالفعل نوايا العدو الاسرائيلي». كما اشار الى ان «هناك بنودا في القرار شأن لبناني داخلي يجب ان يناقش في اطار الحكومة وهيئة الحوار الوطني». وتابع «هذا الموقف المبدئي وهذه التحفظات سيعبر عنها وزراؤنا في جلسة الحكومة ».

وتابع نصر الله: «المشكلة الحقيقية في هذا القرار هي انه لم يعلن وقفا شاملا لاطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وانما تحدث عن وقف الاعمال الحربية. وقد تكون هناك اجتهادات متنوعة في تفسير المقصود بالاعمال الحربية. انا اود ان اصل الى نقطة واقول يجب ان لا نخطئ لا في المقاومة ولا في الحكومة ولا في الشعب اللبناني ولا في لبنان ونتصور ونتصرف على اساس ان الحرب انتهت في منتصف الليل عندما اتخذ مجلس الامن هذا القرار. الحرب لم تنته بدليل ان العدوان ما زال مستمرا اليوم، محاولات تقدم على اكثر من محور انزالات في بعض المناطق، غارات جوية في الكثير من المناطق قتل تدمير هدم. اليوم لم يتغير شيء. ويبدو ان غدا ايضا لن يتغير شيء». ورأى نصر الله انه خلال المرحلة المقبلة هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة اللبنانية وعلى عاتق الدولة اللبنانية عموما ترتبط بالجانب الامني وبالجانب الانساني وبالجانب الاعماري وبالجانب السياسي. وتابع «هذا الامر يؤكد ـ كما اكدنا في مرحلة الحرب وكما اعيد التأكيد في هذه الايام ـ اننا الان ما زلنا محتاجين الى التضامن الوطني والوحدة الوطنية وخلال المرحلة المقبلة بعد ان تضع الحرب اوزارها. اؤكد على اهمية التضامن الوطني والوحدة الوطنية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة والقريبة جدا التي هي على درجة عالية من الاهمية ومن الخطورة من الحساسية لان العدو الاسرائيلي عندما سيشعر في نهاية المطاف انه لن يتمكن من تحقيق اهدافه المعلنة او غير المعلنة من هذه الحرب هو لن يترك لبنان ولن يتخلى عن لبنان وهناك مخاطر معينة». وتابع نصر الله «الان الجهد السياسي يستمر. الحكومة اللبنانية ستتخذ الموقف الذي تراه مناسبا. المساعي ستستمر لتحديد وقت لوقف ما سمي بالأعمال الحربية. وسنرى خلال الايام المقبلة كيف ستسير الامور وكيف سيكون اداء العدو بشكل حقيقي».