في اليوم الثاني والثلاثين لحرب إسرائيل على لبنان، واصلت قواتها المدرعة عملياتها البرية في المنطقة الحدودية، فيما واصلت طائراتها الحربية الإغارة على الأماكن السكنية والسيارات المدنية والمعابر الحدودية بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي حين تمركزت القوات الإسرائيلية أمس في ثكنة مرجعيون والمستشفى الحكومي في البلدة، بعد يوم واحد من إجبار القوة الأمنية اللبنانية المشتركة على المغادرة الى خارج المنطقة الحدودية، دفعت بمدرعاتها في هجوم كبير انطلاقا من محور الطيبة ـ القنطرة ـ عدشيت القصير في اتجاه وادي الحجير فنهر الليطاني، لكن عناصر «حزب الله» تصدوا للهجوم. وأعلنت المقاومة «الذراع العسكرية لـ »حزب الله»» عن تدمير 19 دبابة اسرائيلية في موقعين في وادي الحجير وعلى طرق القنطرة ـ عدشيت حتى بعد ظهر أمس.
وفي بيان لاحق، أعلن «حزب الله» أن المقاومين «يواصلون تصديهم للدبابات الصهيونية التي تحاول التقدم في منطقة وادي الحجير وقد دمروا دبابة إضافية قبل قليل في الوادي وشوهدت النيران تندلع فيها». وكان «حزب الله» أعلن في بيان سابق أن مقاتليه «رصدوا عند العاشرة وأربعين دقيقة دبابة استطلاع معادية متمركزة في وادي الحجير لاستطلاع المنطقة تمهيدا لتقدم رتل كبير من الدبابات فأطلقوا باتجاهها صاروخا مباشرا دمرها على الفور».
وفي بيان أصدرته «المقاومة عصر أمس أعلنت أن عناصرها «حولوا وادي الحجير الى محرقة لدبابات الميركافا الإسرائيلية وهي تحاول عبور الوادي في اطار هجومها الكبير الذي تشنه منذ فجر اليوم (امس) على هذا المحور، فبعد تدمير رتل من الدبابات بلغ ست عشرة دبابة، دفع العدو بقوات اضافية الى تلك المنطقة حيث انتظره مجاهدو المقاومة بصواريخهم محققين مزيدا من الاصابات في صفوف قواته، فضلا عن استمرار استهداف الدبابات التي دمر منها عند الساعة 14.45 ثلاث دبابات لتضاف الى العدد الكبير مما دمره المجاهدون منذ الفجر».
وفي قطاع بنت جبيل، دارت اشتباكات ضارية بين عناصر «حزب الله» والقوات الإسرائيلية. وجاء في بيان للمقاومة «ان قوة إسرائيلية مدرعة حاولت عند الساعة 8.55 (من صباح امس) التقدم نحو محور صف الهوا عند مدخل بنت جبيل فعاجلها المقاومون بصواريخهم المضادة للدروع، مما ادى الى تدمير دبابتين. وعند اطراف عيتا الشعب حاولت جرافات اسرائيلية جرف الاشجار فتصدى لها رجال المقاومة فدمروا جرافة ودبابة ميركافا. كما تصدوا لقوة مدرعة حاولت التقدم نحو محور بيت ياحون شرق بلدة الطيري». وأشارت بيانات «حزب الله» الى تصدي عناصره لقوة مدرعة «حاولت التسلل الى الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة الغندورية عند السادسة صباحا. وتدخل الطيران الحربي والمروحي وقصف المنطقة محاولا إنزال قوة مظليين لمساندة المجموعة المحاصرة وإجلاء المصابين».
ونعى «حزب الله» ثلاثة من مقاتليه قتلوا في المعارك مع القوات الاسرائيلية وهم: حسن محمد شبيب (مواليد جبشيت 1990)، وعقيد موسى الأخرس (مواليد عيترون 1976)، وعلي محسن حريري (مواليد دير قانون النهر 1979).
وأغارت الطائرات الإسرائيلية قبل ظهر أمس على بلدة الخيام. وقصفت المدفعية بلدات دبين وبلاط وسهل المرج وأطراف القليعة والدردارة وأطراف مرجعيون. وعمدت قوة إسرائيلية الى تفتيش المنازل في بلدة القليعة وأطلقت قنبلة على منزل سليمان سعيد رغم وجود عائلته في المنزل. وتمركزت القوات الإسرائيلية في ثكنة مرجعيون وفي مبنى المستشفى الحكومي وفي تلة مار الياس. واشارت معلومات من مرجعيون الى ان عناصر «حزب الله» اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين شرق القليعة بالقنابل اليدوية والبنادق الرشاشة.
وأدت غارات جوية إسرائيلية على بلدة يحمر الشقيف الى تدمير 20 منزلا. وشملت الغارات مناطق جبشيت، عبا، القصيبة، كفرصير، النبطية الفوقا، قعقعية الجسر، صير الغربية. وامتدت الغارات الى مناطق اقليم التفاح، الجبل الرفيع، عربصاليم، وادي حبوش، تلة مليتا ووادي نهر الزهراني.
وفي منطقة الزهراني، استهدفت طائرة «MK» سيارة «بيك آب» على طريق الخرايب ـ الزرارية، مما أدى الى مقتل سائقها وجرح ابنه. وعند نقلهما في سيارة اسعاف اغارت عليها طائرة «MK» فقتل سائق سيارة الإسعاف.
وأفاد مندوب «الشرق الأوسط» في صيدا بأن طائرات إسرائيلية أغارت صباح أمس على محطة تحويل الكهرباء في صيدا، فأصيبت بأضرار جسيمة وانقطع التيار الكهربائي وتضررت أبنية مجاورة للمحطة. وأغار الطيران أيضا على جسر الزهراني جنوب صيدا، ونفذ سلسلة غارات على محيط بلدة عزة وعلى طريق رومين ـ صربا، وعلى منطقة العباس بين بلدتي قناريت وبنعفول وطريق عقتنيت. وفي منطقة صور وجنوب الليطاني تواصلت الغارات الجوية على البلدات كافة من محاور الناقورة حتى وادي الليطاني.
وفي شمال لبنان، نفذ الطيران الإسرائيلي بدءا من الخامسة فجرا سلسلة غارات استهدفت مواقع سبق واستهدفها، ولا سيما جسر مزرعة بلدة على طريق عام الخريبة ـ دير جنين، وجسر بربارة ـ خربة داود، بالاضافة الى طريق عام القبيات ـ عندقت التي أعيد قطعها من جديد. وفي استهداف هو الأول منذ بدء الحرب شن الطيران الإسرائيلي غارتين على طريق عام العبده ـ العريضة التي كانت مصنفة من ضمن الممرات الآمنة المحمية بقرار دولي. واستهدفت الغارة الأولى عبارة مياه بالقرب من مدخل مطار القليعات على هذه الطريق فقطعتها. واستهدفت الغارة الثانية جسرا عند مصب نهر عرقة فأحدثت تصدعات كبيرة فيه ودمرت تدميرا كاملا محطة وقود.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، عاودت الطائرات الإسرائيلية صباح أمس الإغارة على منطقة حارة حريك، مستهدفة محيط مسجد الحسنين.
الى ذلك، ارتفع عدد قتلى الغارة الإسرائيلية على قافلة النازحين من مرجعيون أول من أمس الى 7 قتلى و18 جريحا.