ارتفاع أصوات في إسرائيل تطالب بإقالة أولمرت وبيرتس وحالوتس

باحث استراتيجي: كيف يفشل أقوى جيوش المنطقة في التغلب على 50 مقاتلا ببنت جبيل طيلة 30 يوما

TT

تتصاعد في اسرائيل، يوما بعد يوم، الأصوات المطالبة بالتحقيق في إخفاقات الحرب في لبنان ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ، وطرح أمس ولأول مرة في وسائل الإعلام مطلب حاد ومتطرف بإقالة جميع المسؤولين الكبار عن الحرب وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ايهود اولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس أركان الجيش الجنرال دان حالوتس.

وطرح المطلب بإقالة أولمرت وبيرتس معا في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا، وفي مقالين من كبار كتابها. فقد كتب ايتان هابر، وهو المدير العام لديوان رئيس الوزراء في زمن اسحق رابين، في المقال الافتتاحي للصحيفة، «إن اسرائيل، من بعد رحيل بيغن ورابين وشارون باتت بلا زعيم قدير، قائد يعرف ما يريد ويحقق ما يريد». وكتب عاموس كرمل، محرر المقالات في الصحيفة، ان «على أولمرت وبيرتس أن يذهبا فورا الى البيت لأن الحرب التي خاضاها كانت فاشلة بكل المقاييس وفي كل المجالات».

وطرح مطلب اقالة عمير بيرتس، أيضا في حزب العمل الاسرائيلي، حيث راح قادة الحزب ينادون باستبداله بقائد ذي وزن عسكري وتجربة أكبر. ونقلت وسائل الاعلام، أمس، ان هؤلاء القادة طرحوا بديلا عن بيرتس بإحدى شخصيتين، الأول ايهود باراك، رئيس أركان الجيش الأسبق الذي أصبح رئيس وزراء لفترة قصيرة (1999 ـ 2001) ورئيس المخابرات العامة السابق وقائد سلاح الجو الأسبق، عامي أيلون. وينطلق هؤلاء من منطلق ما نشر في استطلاعات الرأي، أمس، وتشير الى انه في حالة اجراء انتخابات جديدة في اسرائيل سيخسر حزب العمل 4 مقاعد أخرى لصالح الليكود، فيما يحافظ حزب أولمرت (كديما) على قوته، ما يعني ان حزب العمل بقيادة بيرتس هو الخاسر الأول من الحرب تقريبا. وحسب معلومات سياسية مطلعة فإن باراك بدأ اتصالاته مع عدد من الوزراء والنواب من حزب العمل لكي يقنعهم بضرورة تأييده. لكن أصدقاءه نصحوه بألا يفتح جبهة ضد بيرتس حاليا على خلفية الحرب في لبنان، «فعندها ستكون أنت أول المتضررين، حيث انك كنت أمرت الجيش الاسرائيلي بالانسحاب المفاجئ والمهرول من لبنان سنة 2000 والكثيرون يحملونك المسؤولية عن التدهور الأمني وسيطرة حزب الله من بعدك».

وأما مطلب إقالة حالوتس، فقد ورد من عدة مصادر، أولها وأهمها صحيفة «هآرتس»، التي خصصت احد مقالاتها الافتتاحية لهذا الغرض، وعددت أسباب ضرورة اقالته بالاشارة أولا الى الفشل في الحرب وللفشل في ادارتها.

وقالت «هآرتس» ان حالوتس قاد الجيش من دون بوصلة ترشده الى الأهداف وانه مع التزود بمعلومات واسعة عن «حزب الله» لم يعد خطة لمحاربته بالشكل الصحيح. كما أشارت الى قيامه بتغيير قائد العمليات الحربية في خضم الحرب، ثم اختتمت بالفضيحة المرتبطة باسمه في بداية هذه الحرب، حيث انه أمر ببيع أسهمه في البورصة بعد ثلاث ساعات من اسر الجنديين الاسرائيليين. الأمر الذي فهم منه أنه استخدم الأسرار الحربية كمصدر للربح المالي الذاتي.

ولكن «هآرتس» لم تقصر هجومها على حالوتس في المقال الافتتاحي، بل أضافت مجموعة كبيرة من المقالات والتعليقات، فاعتبرها زئيف شيف، كبير المعلقين العسكريين في الصحيفة، «ليس فشلا عسكريا فحسب بل ضربة قاضية تلقيناها في حلبة الملاكمة وما زلنا جاثمين أرضا في حالة شبه إغماء».

ونشرت الصحيفة تصريحات لعدد من الجنرالات الاسرائيليين الذين هاجموا حالوتس من دون ذكر أسمائهم، قال أحدهم: «مللنا هذا الوقح الذي لا يفهم شيئا في العسكرية».

لكن الباحث في الشؤون الاستراتيجية، رؤوبين فدهاتسور، فقد دعا الى عدم الاكتفاء بمحاسبة حالوتس وقال ان الجيش كله يجب أن يعطي الاجابات على التساؤلات. وكتب يتساءل: كيف يمكن للجيش الأول في الشرق الأوسط ان يحارب 50 مقاتلا من حزب الله في بنت جبيل طيلة 30 يوما، من دون أن يتمكن من هزمه؟