رايس: القوة الدولية يجب أن تتمتع بالقدرة على حماية التفويض الممنوح لها

أشارت إلى النازحين وتدمير البنية التحتية وقالت إن الناس ستبدأ في التساؤل: ماذا حقق «حزب الله»؟

TT

قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، إن المجتمع الدولي سيفرض حظرا على شحن أسلحة الى لبنان بدون موافقة الحكومة اللبنانية، واعترضت على ما أعلنه «حزب الله» عن انه حقق انتصارا قائلة: الآخرون في لبنان وبقية المنطقة بدأوا يتساءلون عن أي شيء أنجزه حزب الله. هناك مئات الآلاف من النازحين. وتم تدمير الكثير من البيوت والبنى التحتية. ومئات الضحايا البريئين الذي قتلوا خلال الحرب. واللوم ينصب على أولئك الذي بدأوا الحرب. وقالت ان القوة الدولية التي ستنشر في جنوب لبنان يجب ان تتمتع بالقدرة على حماية التفويض الممنوح لها. جاء ذلك في مقال كتبته امس في صحيفة واشنطن بوست ومقابلة اخرى اجرتها معها صحيفة «يو اس ايه توداي».

وفي مقالها في «واشنطن بوست» قالت رايس «ان الولايات المتحدة عملت خلال الشهر الماضي بشكل دؤوب لإنهاء العنف الذي فرضه حزب الله ورعاته على شعبي لبنان وإسرائيل، في الوقت نفسه، نحن بقينا مصرين على أن أي وقف فعال لإطلاق النار يتطلب تغييرا حاسما في الواقع القائم الذي كان وراء اندلاع الحرب. ويوم الجمعة أخذنا خطوة مهمة باتجاه ذلك الهدف بإصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وبالإجماع. والآن تبدأ المهمة الصعبة والحرجة لتطبيقه». وأشارت رايس الى ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه يتضمن 3 عناصر، الاول هو فرض وقف كامل للأعمال الحربية. وقالت نحن أكدنا أيضا على إطلاق الجنود الإسرائيليين بدون أي شروط . وعلى حزب الله أن يوقف هجماته على إسرائيل، وعلى إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية الهجومية في لبنان، بينما تحتفظ بحقها كأي دولة ذات سيادة بالدفاع عن نفسها. ووافقت الحكومتان الإسرائيلية واللبنانية على شروط القرار.

وثانيا، سيساعد هذا القرار الحكومة الديمقراطية في لبنان على توسيع سلطتها السيادية، فالمجتمع الدولي سيفرض حظرا على كل الأسلحة المتوجهة صوب لبنان بدون موافقة الحكومة اللبنانية. نحن سنقوي أيضا القوة الدولية الموجودة حاليا في لبنان، يونيفيل، وستكون ذات صلاحيات أقوى مع تسلح أفضل ويبلغ عدد جنودها 15 ألف شخص، وهذه زيادة بسبعة أضعاف. ومع هذه القوة الدولية سيتم انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب البلد لحماية الشعب اللبناني ومنع الجماعات المسلحة مثل حزب الله من زعزعة استقرار المنطقة. ومع بدء انتشار هذه القوات تبدأ إسرائيل بالانسحاب إلى ما وراء الخط الأزرق وسيتم تحقق وقف إطلاق النار الدائم.

واخيرا، لن يكون تطبيق قرار 1701 مفيدا للبنان وإسرائيل، بل لكل المنطقة. إنه باختصار انتصار لكل الذين يلتزمون بالاعتدال والديمقراطية في الشرق الأوسط وهزيمة لمن يتمنى أن يقوض هذه المبادئ بواسطة العنف، خصوصا حكومتا سوريا وإيران.

وقالت رايس انه بينما قضى بقية العالم الشهر الماضي وهو يعمل من أجل تحقيق السلم، ظل النظامان السوري والإيراني يسعيان لإطالة الحرب التي بدأها حزب الله. وآخر مرة حدث ذلك كان قبل عشرة أعوام حيث توسطت الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل سورية وتم لعب الدور الدبلوماسي من قبل الآخرين فوق رؤوس اللبنانيين. والآن ما عادت سورية تحتل لبنان والمجتمع الدولي يساعد الحكومة اللبنانية كي توفر الشروط لتحقيق سلام دائم يشمل الاستقلال والسيادة الكاملين مع نظام ديمقراطي فعال ومع حزب ضعيف كحزب الله حيث لا تتوفر له فرص كافية للتسلح والتجمع. وحالما يتم تنفيذ القرار سيكون انتكاسة استراتيجية للنظامين السوري والإيراني.

واكدت رايس ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه خطوة أولى جيدة، لكنه مجرد خطوة أولى «وعلى الرغم من أننا نتمنى أن تؤول إلى وقف دائم لإطلاق النار، فإنه لا يوجد أي شخص يتوقع توقفا دائما لكل العنف. فهذا وقف هش لإطلاق النار وعلى كل الأطراف أن تعمل لتقويته. ودبلوماسيتنا هي للمساعدة على إنهاء هذه الحرب. والآن حان وقت العمل الصعب من أجل ضمان تحقق السلام».

وأضافت رايس الآن، ونحن نتطلع إلى الامام يواجهنا تحد ملح يتمثل بمساعدة مئات الآلاف من النازحين ضمن حدود لبنان للعودة إلى بيوتهم ولإعادة بناء حياتهم. وستقود الحكومة اللبنانية جهود إعادة البناء لكنها ستطلب سخاء ودعم العالم كله. «بالنسبة لنا، فإن الولايات المتحدة تساعد لقيادة جهود الإغاثة لشعب لبنان وستقدم دعما كاملا له مع سعيه لإعادة بناء وطنه. وكخطوة أولى نحن زدنا من الدعم الانساني إلى 50 مليون دولار. ولضمان مكاسب السلم على الشعب اللبناني أن يخرج من هذا النزاع مع فرص ورخاء أكثر».

وقالت رايس، بدأ حزب الله من الآن بالزعم بأنه حقق انتصارا. لكن الآخرين، في لبنان وبقية المنطقة بدأوا يتساءلون عن أي شيء أنجزه حزب الله. هناك مئات الآلاف من النازحين. وتم تدمير الكثير من البيوت والبنى التحتية. ومئات الضحايا البريئين الذي قتلوا خلال الحرب. واللوم ينصب على أولئك الذي بدأوا الحرب.

وتابعت قائلة عانى الأبرياء في لبنان وإسرائيل وبقية منطقة الشرق الأوسط طويلا على يد المتطرفين. وحان الوقت للتغلب على الأنماط القديمة للعنف والبدء بالعمل على تحقيق سلام عادل وشامل. هذا هو هدفنا ونحن الآن وضعنا الخطوات لتحقيقه. سياستنا طموحة، نعم، وعسيرة على التحقيق. لكنها صحيحة. فهي واقعية. وأخيرا هي الطريق الفعال الوحيد لمستقبل أكثر تفاؤلا.

وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة التي اجرتها معها «يو إس إيه توداي» حول لبنان: > ما هو تصورك للجدول الزمني الخاص بوجود القوات الدولية؟

ـ لقد حققنا وقف القتال. ويتعين علينا الآن دعم ذلك، وربما تكون القوة الدولية العنصر الأكثر أهمية. انها بحاجة الى مرافقة القوات المسلحة اللبنانية المستعدة للمرة الاولى منذ عقود للتوجه الى الجنوب ولكنها بحاجة الى مساعدة في قدراتها.

إنني أواصل التحدث الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. لدينا اشخاص يعملون مع مكتب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ونحن نتحدث الى المساهمين المحتملين في القوات. وقد تحدثت الى وزير الخارجية الفرنسي هذا الصباح.

وتحتاج هذه القوة الى أن تتشكل. وتحتاج الى ان تكون فعالة على أساس التفويض القوي الذي تتمتع به، ومن ثم يمكنها باعتقادي أن تنجز مهمتها.

> ماذا يعني التفويض القوي ؟

ـ يتعين أن تتمتع بالقدرة على الدفاع عن نفسها. لأنك لا تريد ظرفا يطلق فيه النار عليها أو يجري تحديها من طرف معين وهي لا تمتلك حق الدفاع عن نفسها.

كما ان عليها ان تمتلك القدرة على الدفاع عن تفويضها، مما يعني انه حاولت جماعة معينة ان تتدخل بقوة السلاح في هذا التفويض الذي يبقي الجنوب خاليا من الأسلحة والجماعات المسلحة، فان لديها الحق في الرد على ذلك التدخل.

> ما الذي يحدث إذا لم يوافق حزب الله على نزع سلاحه ؟

ـ أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الضغط على حزب الله ليتخذ خيارا. واذا ما اتخذوا الخيار الخاطئ يتعين على المرء ان يفترض ان هناك آخرين مستعدون لوصف حزب الله بما نحن مستعدون لوصفه به، أي منظمة ارهابية. فأوروبا، على سبيل المثال، لا تضع حزب الله، في الوقت الحالي، في قائمة المنظمات الارهابية.

> حقق حزب الله نجاحا عسكريا لكن هل تعزز سياسيا ؟

ـ أعتقد ان علينا ان ندع الأوضاع تنجلي فعليا ثم يطرح السؤال على حزب الله وعلى وجه التحديد ما الذي حققوه ؟ حققوا تشريد مئات الألوف من اللبنانيين. حققوا دمار البنية التحتية اللبنانية والبيوت والأحياء. حققوا ما لم يتحقق في السابق، وهو توجه الجيش اللبناني الى الجنوب لإبعادهم بمشاركة قوة دولية ستكون هذه المرة قوية بما فيه الكفاية للدفاع عن تفويضها.

ذلك ما حققوه. وربما يقف ذلك الان باعتباره انجازا عظيما لحزب الله. أستطيع ان أؤكد ان الامر ليس على هذا النحو.

> هل سيكون هناك قريبا اعلان عن الالتزام بآلاف الجنود للقوة الدولية ؟ ـ لا أستطيع القول في نهاية الأسبوع، ولكن خلال فترة ستبدأون برؤية تقدم الدول المساهمة.

> قال أنان إن القائد الفرنسي قال انه قد يستغرق الأمر سنة للوصول الى قوة تعدادها 15 ألفا. فترة طويلة؟

ـ أجل فترة طويلة.

> قال أنان إنها أسابيع أو أشهر. هل ذلك أبعد من الجدول الزمني الذي ترينه ؟

ـ اعتقد انكم ستبدأون رؤية الحركة الفعلية خلال أسابيع.

> هل أنت قلقة مما يمكن ان يحدث في الفترة الانتقالية ؟

ـ هذا وضع هش. نحن مهتمون جدا بشأن التوثق الآن من امكانية الناس من الاستفادة من تقلص العنف للحصول على الاغاثة الانسانية. ولا بد أن ذلك سيساعد على منع أي وضع مثير للذعر. ولكن ذلك هو من نمط الأشياء التي يمكن ان يشعر المرء بالقلق بشأنها.

* خدمة واشنطن بوست و«يو إس إي توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»