برنامج الغذاء العالمي يتخوف من توقف مهماته في لبنان بسبب عجز التمويل

TT

أطلق برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة صفارات الإنذار بسبب معاناته عجزا كبيرا في تمويل عملياته اللوجستية في لبنان، مما يهدد بوقف المساعدات الدولية لإغاثة الآلاف من النازحين. وناشد الدول والجهات المانحة تقديم المزيد من التبرعات النقدية.

ويقدّر العجز في التمويل بـ47 %، وقد حصل البرنامج على 19.2 مليون دولار من إجمالي 39.5 مليون دولار لتنفيذ عملياته طوال ثلاثة اشهر، يتولى البرنامج نقل كل الإمدادات والمساعدات الإنسانية في لبنان التي تقدّمها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، إضافة إلى تقديم خدمات الاتصالات.

وأشار رئيس العمليات اللوجستية للبرنامج في لبنان توماس كويستر، إلى أهمية تمويل البرنامج خصوصا بعد وقف إطلاق النار، وعودة مئات الآلاف من السكان إلى جنوب لبنان عبر الحدود السورية. وقال «إن غالبيتهم لن يجدوا شيئا لدى عودتهم إلى ديارهم بسبب الدمار الواسع، وسوف يعتمدون على معونات الإغاثة على مدار الأسابيع المقبلة».

وقد ضاعف برنامج الغذاء العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى جهودها الإنسانية في لبنان بعدما توقف القتال، وتمكنهم من الوصول إلى المناطق جنوب نهر الليطانى للمرة الأولى منذ أسبوع. وأرسل برنامج الغذاء على الفور 24 شاحنة إلى مدينة صور الجنوبية محملة بمواد غذائية وأدوية ومياه، وصلت منها أمس 15 شاحنة إلى المناطق المحيطة بقرية رميش التي عانت بشدة بسبب الحصار والدمار طوال الأسابيع الماضية.

وأضاف كويستر: «نبذل قصارى جهودنا لتحديد أماكن السكان وحاجاتهم. لكن الأوضاع تتفاقم مع عودة آلاف الأشخاص إلى ديارهم. ونتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنسيق عمليات الإغاثة وتسهيل الوصول إلى المتضررين»، ولتخطي الصعاب البرية، «بعد قصف أكثر من 140 جسرا والعديد من الطرق المؤدية إلى الجنوب»، أبحرت أمس السفينة «الأنامكارا» التي يستأجرها البرنامج، من مرفأ بيروت إلى مدينة صور، وعلى متنها 21 شاحنة محملة بالغذاء والإمدادات الأخرى. وتشمل حاوية وقود للمستشفيات في صور والمناطق المحيطة لتعزيز العمليات الإنسانية التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» .

وعبر كويستر عن تفاؤله بفتح الممر البحري إلى الجنوب لأنه سيساعد على تقديم العون إلى الكثير من السكان في أسرع وقت ممكن من دون الاعتماد على الطريق البري الذي قصف بعنف، واتخاذ طرق التوائية طويلة تؤخر وصول قوافل المساعدات». ويعمل البرنامج على إنشاء مراكز إنسانية في صور وصيدا للإسراع في إيصال المعونات الإنسانية الى الجنوب، دون الحاجة إلى السفر كل مرة من بيروت إلى هذه المناطق.