نائب عراقي: عمليات السطو على المصارف تستخدم لتمويل العمليات الإرهابية

معلومات تشير إلى «تواطؤ» من الداخل في بعض الحالات

TT

كثرت في الاونة الاخيرة وفي مناطق مختلفة من العراق عمليات السطو على المصارف الحكومية والاهلية او حتى على الشركات العامة والخاصة. واللافت ان هذه العمليات تتم في وضح النهار واثناء اوقات الدوام الرسمي، وتنفذ بطرق واساليب مختلفة، تدل على مدى احتراف وتمكن منفذيها من القيام بمثل هذه السرقات التي يحصلون من خلالها على اموال طائلة وتكبد الحكومة خسائر فادحة. وتشير معلومات حصلت عليها «الشرق الاوسط» من مصادر رسمية الى ان اغلب عمليات السطو والسرقة تتم بالتنسيق والتعاون بين بعض افراد العصابة وبين «نفر ضال»، من الموظفين العاملين في تلك المصارف والشركات التي تعرضت للسرقة، كما بينت التحقيقات الجنائية في بعض الحالات، او الاعترافات التي يدلي بها المتهمون بعد ثبوت الادلة الكافية على تورطهم بمثل هذه العمليات. احد المسؤولين العاملين في ادراة مصرف الرافدين والذي طلب عدم الكشف عن اسمه قال لـ«الشرق الاوسط» ان الوسائل والاساليب التي تستخدمها عصابات السرقة في سطوها على المصارف «تكشف عن مدى جاهزية واستعداد وقدرة هذه العصابات على تنفيذ عملياته وفق خطط مدروسة ومحكمة جدا، بحيث تتم السيطرة كليا على مكان الجريمة ولا يستطيع العاملون في تلك المصارف القيام بأي عمل يمكن ان يفشل عملية السرقة وذلك يعني تعريض حياتهم للخطر، اضافة الى ان عدم وجود اجهزة مراقبة او وسائل تكشف عمليات السطو قبل وقوعها في البلاد ساعد على زيادة هذه العمليات والتي حصلت فيها نقلة نوعية مثلما كشفت عنها حوادث سابقة».

واضاف المسؤول الحكومي «ان بعض عمليات السطو تحصل تحت غطاء رسمي، ففي عملية سرقة احد فروع مصرف الرافدين في منطقة العامرية غرب بغداد قامت العصابة التي يزيد عدد افرادها عن 20 شخصا والذين كانوا يرتدون ملابس مشابهة لتلك التي ترتديها قوات الامن العراقية من الشرطة والحرس الوطني وقيادة سيارات مشابهة ايضا للسيارات الحكومية بقطع الطريق المؤدي الى المصرف ونشر افراد خارج بناية المصرف وبالتالي السيطرة عليه كليا ومن ثم الدخول الى داخله وسرقة كافة موجوداته المالية والتي تقدر بحوالي ملياري دينار عراقي بعد ان قتلوا بعض افراد حماية المصرف وروعوا موظفيه، وعلى اثرها تم نقل هذا الفرع من المصرف الى منطقة المنصور التي لا تبعد كثيرا عن العامرية، والتي حصلت فيها هي ايضا عملية سرقة مماثلة كالاتي حصلت لاحد فروع المصرف في منطقة العامرية».

شاهد عيان صادف وجوده في مصرف ببغداد تعرض لسطو مسلح وصف لـ«الشرق الاوسط» قائلا «ان كافة المسلحين الذين هاجموا المصرف كانوا غير مرتبكين ولم تظهر عليهم علامات الخوف ونفذوا عملية سرقة منظمة كأنما تدربوا عليها مرارا وبعد حصولهم على مبتغاهم غادروا المصرف بهدوء واستقلوا السيارات التي كانت تنتظرهم بالخارج».

وربط الكثير من المسؤولين العراقيين واعضاء في مجلس النواب بين عمليات السطو هذه وبين تمويل العمليات «الارهابية» حيث قال عضو مجلس النواب عباس البياتي «مما لاشك فيه ان عمليات السطو التي حصلت وتحصل الان لبعض البنوك والمصارف والشركات تستخدم لتمويل الجماعات الارهابية التي تقوم بشن الهجمات المسلحة والانتحارية ضد مؤسسات الدولة العراقية وبنيتها التحتية وضد ابناء الشعب الابرياء»، مشيرا الى ان هذه الجماعات «بدأت بسلك هذا الاسلوب لتمويل عملياتها بعد ان فقدت مصادر التمويل الخارجية التي كانت تأتيها من منظمات وجهات لا تريد الخير للعراق».