كارول: الخاطفون طلبوا مني البكاء بحرقة عند تسجيل أول شريط فيديو

الصحافية الأميركية قالت في مذكراتها إن خاطفيها العراقيين حاولوا إقناعها باعتناق الإسلام

TT

تحدثت جيل كارول، الصحافية الاميركية التي كانت مختطفة في العراق، في الحلقة الثالثة من مذكراتها التي تنشرها صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عن تفاصيل تسجيلها اول شريط فيديو بعد يومين من اختطافها، وكان ذلك في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن الشريط الذي كانت مدته أربع دقائق، كما اوضحت كارول، بثت منه قناة «الجزيرة» 30 ثانية فقط بدون صوت على الرغم من أن أحد الخاطفين قرأ كلمة مكتوبة سجلت في الشريط في حين وقف آخران يوجهان سلاحهما نحو كارول. وبث الشريط يوم 17 يناير أي ان وصوله الى القناة استغرق أزيد من اسبوع. وكانت كارول تحدثت في بداية الحلقة الثالثة عن محاولات حثيثة جرت معها لاعتناق الاسلام، وقالت إن «ابوعلى» حاول ان يشرح لها القرآن الكريم. وتروي جيل كارول تفاصيل تسجيل اول شريط سيشاهده العالم بعد اختطافها، فتقول إنها نقلت يوم الاثنين 9 يناير الى الدور العلوي من المنزل الذي كانت محتجزة فيه، وقالت إن الشخص الذي استجوبها اليوم الاول واعتقدت بانه المترجم، ظهر من جديد ملثماً هذه المرة وراح يتحدث معها بالانجليزية. سألها «هل انت سعيدة هنا؟ هل كل شيء على ما يرام ؟».

وقال لها بلهجة حازمة «جيل أين هاتفك الجوال، امس جاء الجنود الاميركيون قريباً من هنا، قريبا جداً من المكان الذي توجدين فيه، لماذا فعلوا ذلك». وخشيت كارول من هذا السؤال، لانه يعني أن الخاطفين يتهمونها مرة اخرى بان لها «اتصالات» مع القوات الأميركية. وقالت: إن الشخص نفسه، والذي سيتضح لاحقاً ان «ابو نور» قال لها «أنا قائد هذه المجموعة الصغيرة وأنا أكثرهم لطفاً... هل لديك شيء داخل جسمك (يقصد قطعة معدنية) يرسل إشارات الى حكومتك». وكان يريد من قوله إنه اكثرهم «لطفاً» الايحاء بان الآخرين لن يتورعوا في القيام باي شيء ضدها إذا طلب منهم ذلك.

وروى لها «ابو نور» ان احد اصدقائه كان مسجوناً في سجن «ابوغريب» وقدم له المارينز دواءً لعلاجه لكنه اصبح ينام كثيراً وعندما أجرى فحصاً اتضح له أنهم وضعوا قطعة معدنية داخل جسمه لارشادهم الى حيث يوجد عندما أطلقوا سراحه. نفت كارول ان يكون هناك أي شيء تخفيه داخل جسمها وطلبت منهم احضار امرأة لتدخل معها الحمام وعندها يمكن ان تنزع ثيابها بالكامل وتتولى المرأة تفتيشها. بيد أن «ابو نور» أشار بحركة يديه الى ان ذلك ربما يكون غير كاف. وقالت إنه ابلغها بعد هذا «الاستجواب القصير» حول الهاتف الجوال او القطعة المعدنية المثبتة داخل جسمها، إنهم يريدون منها تسجيل شريط فيديو وقال لها «ابو نور» «نريد تصوير شريط فيديو... نريد ان تشاهده أسرتك، نريدهم ان يشاهدوك وانت في حالة سيئة حتى يتحركوا بسرعة».

وأبلغها ان لها الخيار في قبول أو رفض التصوير، لكن كارول الحريصة على ترك انطباع ايجابي لدى قائد المجموعة، قبلت التصوير، على الرغم من انها تقول «ورد الى خاطري بانني ساكون مثل اولئك الذين تبث صورهم «الجزيرة» يحيط بهم رجال مسلحون ...كنت دائماً أخشى أن اكون أحدهم».

وكان قائد المجموعة أكد لها قبل ذلك انه بعد الافراج عنها لابد ان تقول بانها عوملت معاملة طيبة. وعرفت كارول ان هذه المجموعة نفسها هي التي اختطفت الصحافية الفرنسية فلورانس ابناز التي تعمل مع يومية «ليبراسيون» في يناير، ذلك ان قائد المجموعة قال لها إن ذلك ما صرحت به الصحافية الفرنسية بعد إطلاق سراحها. شكلت هذه المعلومة صدمة لكارول.

وطلب منها قائد المجموعة ان تقول بعد ان يشرعوا في التصوير «ان (مختطفيها) المجاهدين يقاتلون للدفاع عن بلدهم ويريدون إطلاق سراح سجينات في سجن ابوغريب وان قوات المارينز تعتقل وتقتل نساءهم وتهدم منازلهم» وبعد ذلك عليها ان تبكي بحرقة. قبلت كارول ما طلب منها ثم ارتدت الملابس الخاصة بالتصوير التي طلبوا منها ارتداءها ونزعوا غطاء رأسها حتى يبدو شعرها منكوشاً. وتصف كارول بعد ذلك ما جرى، مشيرة الى انه قبل التصوير كان عدد الذين في الغرفة عشرة رجال، وبواسطة أغطية بيضاء حاولوا البحث عن افضل زاوية لانعكاس الضوء من اجل التصوير، وتقول إنهم اختلفوا كثيراً حول هذه المسألة، قبل أن يستقر رأيهم على الوضع النهائي. حيث طلب من كارول الجلوس وامامها كاميرا فيديو، وصوبوا نحو ساقيها رشاش لا يظهر في الصورة، في حين وقف مسلحان ملثمان عن يمينها ويسارها. وسلم قائد المجموعة الى «ابورشا» الذي سيظهر لاحقاً في الشريط خلف جيل كارول، نصاً مكتوباً راح يتدرب على القائه عدة مرات، في حين طلب من «ابوعلي» ان يقف خلف الكاميرا وفي الوقت نفسه مصوباً الرشاش نحو كارول. استجابت كارول الى طلبهم ورددت الجمل التي طلبوا منها ترديدها، بعد ذلك وباشارة من اصابع «ابوعلى» راحت تبكي، لكنها اوضحت انها لم تستطع ان تبكي بكاءً حقيقياً بسبب حالة الهلع والصدمة، لكن بعد ان انتهت من التصوير انتابتها نوبة بكاء حادة، وراحت تجهش وتنتحب.

لم يعجب ذلك التسجيل قائد المجموعة، وقال إنهم سيعيدون الكرة مرة اخرى، لانهم يريدون الكثير من البكاء وان تتحدث أكثر.

وفي معرض تذكرها لتلك اللحظات قالت إنها اثناء التسجيل كانت تضغط على مخارج الحروف عندما ذكرت كلمة «المارينز» مشيرة الى انها تذكرت قول ضابط من المارينز كان قال لها اثناء مرافقتهم في إحدى العمليات العسكرية إن فرقة كاملة من المارينز ستهب لنجدتها اذا اختطفت.