الـ«بي بي سي» والتنوع العرقي داخلها يثيران جدلا في الوسط الإعلامي البريطاني

TT

انشغل الوسط الإعلامي في المملكة المتحدة في تحليل ما جاء في مقابلة أجرتها صحيفة «أوبزرفر» الأسبوعية مع «مسؤولة التنوع التحريري» في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، ماري فيتسباتريك. وفي المقابلة التي نشرتها الصحيفة، انتقدت فيتسباتريك طغيان المراسلين البيض على الشاشة، حيث قالت «من الضروري ان تعكس اخبار البي بي سي الجمهور الذي تتوجه اليه، هناك حاجة لأصوات مقبولة ودقيقة ثقافيا». وأضافت بحسب المقابلة، انها ملت تكرار رؤيتها لبرامج يكون فيها مراسل أبيض موجود في أفريقيا «على سبيل المثال» ويقول «انظروا الى هؤلاء الناس». وأضافت ماري بحسب المقابلة «افضل ان أرى شخصا يفهم الثقافة وما الذي يجري حوله ويقول انظروا معي لأني جزء من هذا... فذلك يعطي شعورا بالإقحام والسلطة اكثر». ولفتت مسؤولة التنوع التحريري الى أن هذه السياسة يجب ان تشمل التغطية المحلية للبي بي سي، حيث يجب على هيئة الاذاعة البحث عن مراسلين اكثر قدرة على التحدث الى البريطانيين غير البيض، بحسب المقابلة. ونقلت صحف ومواقع عدة كلام فيتسباتريك خلال الأيام الماضية، ومنها ما اعتبره جلدا صريحا للذات وانتقادا علنيا، وجاء بالأمس عنوان خبر نقلته وكالة الصحافة الفرنسية احتوى على مقاطع من المقابلة ليقول، إن هيئة الاذاعة البريطانية تعتبر تغطية مراسليها في الخارج «باهتة».

ولعل من يقرأ الخبر يفهم أن توجه الـ«بي بي سي» سيكون في الفترة المقبلة نحو تعيين موظفين من اثنيات مختلفة، خصوصا ان منصب «مسؤولة التنوع التحريري» هو منصب تم استحداثه قبل شهرين فقط ... لكن الأمر ليس كذلك. فلدى استفسار «الشرق الأوسط» لدى المكتب الإعلامي لهيئة الاذاعة البريطانية، ارسل المكتب جزءا من رسالة إلكترونية كانت فيتسباتريك ارسلتها إلى كافة زملائها في قسم الأخبار بالـ«بي بي سي» في اليوم التالي للمقابلة، وتقول الرسالة «عقب المقابلة المنشورة في عدد الاوبزرفر بالأمس والتي نقلتها صحف عدة اليوم فإنني اكتب لكم، وبعكس ما تفترضه هذه التقارير، لأعيد التأكيد، انني اولي اعلى درجات الاعتبار الممكنة للعمل الذي يقوم به مراسلو الهيئة حول العالم... أقدر وآسف للقلق الذي تسببت به هذه المقابلة ولذلك اردت ان اوضح بعض الامور».

وأضافت ماري في الرسالة المفترضة «بينما أؤمن بشدة بأن فهما عميقا للخلفيات الثقافية والأمور التي تلف القصة هي أمر ضروري، لكن ذلك لا يعني انني اعتقد بأن مراسلا اسود فقط هو القادر على الإتيان بقصة من أفريقيا. أؤمن ان علينا ان نسير قدما وان نبحث باستمرار عن أصوات جديدة». ومن جهة ثانية، اوضحت متحدثة باسم الـ«بي بي سي» لـ«الشرق الأوسط»، أن اطار عمل ماري متعلق بالقنوات المحلية للهيئة فقط. وأضافت ان «منصب مسؤولة التنوع التحريري» استحدث في السادس من يونيو الماضي، وذلك «لغرض تحسين التنوع على الشاشة وجعل برامجنا تعكس بدقة وتمام التنوع الذي يميز المجتمع البريطاني». وعلى الرغم من أن كلام ماري في المقابلة يحوي بأنه سيكون هناك تفضيل للمتقدمين للعمل من الاقليات الاثنية، فإن المتحدثة اوضحت ان هيئة الاذاعة البريطانية «تعين موظفيها على اساس الجودة» وليس على اساس العرق. مضيفة ان المقصود هو تشجيع الاقليات العرقية على التقدم للعمل لدى الهيئة بشكل اكبر. يذكر ان رسالة ماري الداخلية لموظفي قسم الاخبار تضمنت انتقادا للسياق الذي وضعت فيه تصريحاتها، وذكرت المتحدثة باسم الـ«بي بي سي» ان الهيئة ارسلت خطابا بهذا السياق للصحيفة.