الجيش اللبناني ينتشر في جنوب لبنان اليوم ابتداء من الناقورة وحتى تخوم مزارع شبعا

واشنطن «تتفهم» الحاجة إلى التوافق اللبناني على القرار 1701

TT

يبدأ الجيش اللبناني اليوم عملية الانتشار في الجنوب وصولا حتى الحدود الدولية للمرة الاولى منذ العام 1978. وسيكون هذا الانتشار الاوسع منذ استقلال لبنان في العام 1943.

وستنطلق وحدات الجيش ـ وفق معلومات «الشرق الاوسط» ـ بعد أخذ «الضوء الأخضر» السياسي من مجلس الوزراء من محورين: صيدا باتجاه النبطية وصور ساحلا، ومن البقاع باتجاه مرجعيون وصولا الى تخوم مزارع شبعا المحتلة.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان سيكون المشرف الاول على انتشاء القوة في الجنوب والتي سيرتفع عديدها الى 15 الف عسكري خلال 4 ايام. وسيكون العماد سليمان «القائد الميداني» في المنطقة حتى استتباب الامور.

وقد سبقت جلسة مجلس الوزراء، التي انعقدت بعد ظهر امس وعلى جدول اعمالها موضوع انتشار الجيش من دون غيره بعد سحب موضوع سلاح حزب الله الذي أثار أزمة سياسية حالت دون انعقاد مجلس الوزراء حتى امس، جولة اتصالات سياسية بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي استقبل ايضا عضو كتلة نواب حزب الله النائب علي عمار الذي اشاد عقب اللقاء بـ«الانتصار الكبير الذي تحقق بفضل توحد اللبنانيين جميعا، دولة وشعبا ومقاومة ومؤسسات، وخصوصا مؤسسات المجتمع المدني ومكونات الشعب اللبناني جميعا». مشيرا الى انه اكد باسم الحزب للرئيس السنيورة «الحرص، خصوصا في هذه المرحلة، على ممارسة وجه جديد للمقاومة، ألا وهو وجه الحفاظ على الوحدة الوطنية والانصهار الوطني وضرورة تكاتف جميع اللبنانيين لمواجهة كل التحديات التي نتجت عن العدوان الصهيوني على لبنان والذي اسفر عن خسائر طاولت البنى التحتية والمساكن الآمنة». ونقل عن السنيورة «نفس الحرص على ان نسمو جميعا الى مستوى الدولة القادرة القوية المحتضنة لجميع ابنائها في هذه المرحلة وعدم اتاحة الفرصة للعدو للنفاذ الى داخل الوحدة الوطنية بأي شكل من الاشكال. فالعدو الاسرائيلي الذي يتخبط في هزيمته في الجنوب اللبناني هو في ازمة سياسية حادة ويحاول جاهدا تصدير هذه الازمة الى منعة الوحدة الوطنية اللبنانية التي تجلت بمواجهة العدوان».

وشدد عمار على «ان حزب الله جزء من هذه الدولة. وهو ليس دولة داخل دولة. وليست سياسته ان يكون دولة داخل دولة. هو جزء من جغرافية هذا الوطن السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعنوية والأمنية. وهو منذ ان دخل الى الحياة السياسية عبر الانتخابات النيابية ومشاركته في الحكومة، انما دخل بخلفية تقديم مساهمة شريحة كبرى من شرائح المجتمع اللبناني ومكون اساسي من مكوناته من اجل الصعود بلبنان الى الموقع العزيز والقوي والمنيع، سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا». وقال: «حينما نتحدث كمقاومة انما نتحدث بفعل الانتماء الوطني الحقيقي الذي فرض ممارسته علينا، كردة فعل، العدوان الاسرائيلي المستمر منذ ان زرع الكيان الغاصب في ارضنا. فنحن جزء من هذه الدولة. ولذلك حينما حانت الفرصة لانعقاد مجلس الوزراء ونضجت الظروف سيعقد. ومجلس الوزراء سيجتمع كسلطة إجرائية».

وقال: «موقفنا من القرار 1701 اتى في اطار المؤسسة الاجرائية التي هي مجلس الوزراء. وموقفنا واضح. وقد ابدينا تحفظا. ولم نكن وحدنا، انما الحكومة نفسها أبدت تحفظات. ولكن علينا في الوقت نفسه ان نلتفت الى ان هناك اسلحة عدوان جديدة ما زالت تمارس على لبنان. هناك سلاح عدوان لتفكيك وحدتنا الوطنية ولتعطيل مفاعيل هذا الانتصار الكبير الذي حققه لبنان وتهديدات وقحة عبر الادارة الاميركية والعدو الاسرائيلي، اللذين يعلنان انهما سيستمران في حربهما على المقاومة وتعقبها في كل زمان ومكان. علينا أيضا ان نلتفت الى أنه ما زال هناك احتلال اسرائيلي لجزء من اراضينا».

وكان السنيورة التقى السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان الذي قال: «كنا متشجعين جدا بالاجماع الذي حظي به القرار 1701 في مجلس الوزراء اللبناني. ونعلم ان هناك نقاشا دائرا حول كيفية تطبيقه، لكن من مصلحة لبنان ان يطبق القرار. ونعلم ان هناك الكثير من النقاشات الدائرة داخل الحكومة وبين القادة السياسيين اللبنانيين. ونعلم ان هناك حاجة للتوافق داخل لبنان مهما تطلبت خطوات التنفيذ. ونتطلع الى معرفة المزيد حول هذا الامر».

هذا، واستمع مجلس الوزراء الى شرح تفصيلي من قائد الجيش العماد ميشال سليمان لخطة الانتشار لجهة الآليات والترتيبات. كما بحث المجلس في موضوع القوات الدولية والدول التي أبدت استعدادها للمشاركة، بالاضافة الى العمليات الجارية لإغاثة النازحين.

وقبيل بدء الجلسة قال رئيس الجمهورية إميل لحود: «إن اسرائيل، كعادتها، تنتهك قرار مجلس الأمن 1701، عبر استمرارها في فرض الحصار البحري والجوي على لبنان، لمنع وصول المساعدات التي يحتاجها من الخارج. وان اسرائيل لا تستجيب لاحد. ولا نجد اي جهة دولية او غير دولية توجه اليها أي لوم او تقول لها شيئا بهذا الخصوص».

وسئل الرئيس لحود عن طبيعة دور الجيش في الجنوب وعن سلاح المقاومة، فاجاب: «الجيش الوطني ذاهب الى ارضه وأهله حتى يعود النازحون الى بيوتهم. أما سلاح المقاومة فهو السلاح الوحيد عند كل العرب الذي وقف في وجه اسرائيل وتغلب عليها. وهذا السلاح لن يستطيع احد نزعه من المقاومة وخاصة بالقوة، لاسيما ان وزيرة خارجية اسرائيل اعلنت انه بعد التجربة المرة لا يوجد جيش في العالم يستطيع نزع سلاح المقاومة. هذا موضوع داخلي يعني اللبنانيين. وهذا الموضوع سيكون موضوعا داخليا وكل ما يتفق عليه جميع اللبنانيين يتم تنفيذه. والتجربة خلال شهر من العدوان الاسرائيلي على لبنان خير دليل على قدرة اللبنانيين على الخروج بقرار موحد. وهذا ما ادى الى الخروج بقرار موحد. وهذا ما ادى الى تصليب قوة لبنان. اما اذا كانت فئة من اللبنانيين غير راضية عن اي قرار لا احد يستطيع تنفيذه. وعندما يكون اللبنانيون موحدين ليس هناك من قوة اقوى منهم. واذا خسرت فئة فان الجميع يخسر».

وسئل لحود اذا كان يعتقد ان الجيش سيكون القوة الوحيدة المسلحة جنوب الليطاني، فاجاب: «الجيش اللبناني الوطني ذاهب الى اهله وسيكون مع قوات اليونيفيل لمساعدة النازحين ولضبط الأمن وغير ذلك من المهمات. وهذا الامر يقوي لبنان. اما فتح مواضيع جانبية فهو ليس في مصلحة لبنان».

وأمل ان يكون عديد القوة الدولية «متوازنا لا أن ترسل دولة عديدا يوازي نصف القوات المرسلة والدول الباقية النصف الثاني، لان هذا غير مسموح لانه حينها سيظهر وكأنه عدنا الى الماضي وتأتي دولة لانتدابنا. نحن لا ينتدبنا احد على الاطلاق وهذا الزمن انتهى».