500 شخصية تناقش الأوضاع في أول مؤتمرات الحوار الوطني العراقي اليوم

المناقشات تتناول السيادة ودور الميليشيات واجتثاث البعث

TT

بمشاركة اكثر من 500 شخصية عشائرية وقبلية، وبحضور 100 شخصية سياسية وحكومية وبرلمانية واعلامية، محلية وعربية واجنبية، ينعقد اليوم مؤتمر العشائر (أول مؤتمرات المصالحة الاربعة) في بغداد.

وكانت الهيئة العليا للمصالحة والحوار الوطني في العراق قد أقرت هذا المؤتمر، لتفعيل بنود مبادرة المصالحة الوطنية التي اعلنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، منتصف يونيو (حزيران) الماضي، والتي اعقبها تشكيل الهيئة العليا للمصالحة الوطنية المرتبطة برئيس الوزراء بشكل مباشر، ويشرف عليها وزير الحوار الوطني اكرم الحكيم، والتي تضم اكثر من 30 شخصية من داخل البرلمان وخارجه، منها دينية وعشائرية وبرلمانية، اختارها المالكي لتكون نواة لتفعيل مشروع المؤتمرات الاربعة للمصالحة الوطنية، التي ستعقد تباعاً في بغداد واربيل وعمان، بحسب مسؤولين.

وقال النائب سامي عزارة المعجون، رئيس لجنة شيوخ لجنة العشائر في الهيئة العليا للمصالحة الوطنية في تصريحات، ان «اكثر من 400 زعيم قبيلة عراقية من الذين هم داخل العراق وخارجه سيشاركون في المؤتمر»، مؤكداً ان «الجولة الاخيرة التي قام بها لدول الجوار في سورية والكويت وعمان، والموجود فيها بعض زعماء العشائر العراقيين حالياً، الذين يمثلون عشائر مناطق الغربية وصلاح الدين والموصل، تمخضت عن لقائه بأكثر من 35 زعيم قبيلة». وزاد المعجون «اجمع رؤساء العشائر على حضور المؤتمر».

على الصعيد ذاته، اكد يونادم كنا، عضو الهيئة العليا للمصالحة الوطنية ان «حجم المشاركة سيفوق الـ500 شخصية عشائرية وقبلية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «نسبة المشاركة 100 في المائة، اذا اخذنا في حساباتنا الظروف السياسية والامنية والاستعجال في انعقاد المؤتمر، وكلها امور قد تعيق حضور البعض منهم». وعن حجم الحضور الفعلي والشخصي للشيوخ قال كنا: «اغلب شيوخ العشائر سيكون حضورهم شخصياً، فيما سيرسل اخرون ممثلين عنهم للمؤتمر، بسبب الوضع الأمني القائم». وتابع «هناك بعض الجهات القومية العربية وبعض الشخصيات من خارج العملية السياسية لم تحسم امرها لغاية يوم الخميس الماضي في المشاركة بالمؤتمر، بالمقابل فإن هناك استجابة كبيرة من رؤساء عشائر الجنوب والوسط والمناطق الشمالية والغربية، بالاضافة الى عشائر سهل نينوى، وحتى زعماء العشائر الذين يعيشون خارج البلاد كانت استجاباتهم مشجعة للمشاركة، خصوصاً بعدما تم اللقاء بهم». وعما اذا كانت هناك شروط للمشاركة في المؤتمر قال «لا توجد شروط مسبقة، الغاية من المؤتمر هو ايقاف نزيف الدم في العراق وتكوين رؤية مشتركة وواضحة لمستقبل العراق، وسوف تكون هناك مناقشات وحوار حول مسألة الوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال، وقضية اجتثاث البعث ودور الميليشيات في الشارع العراقي، ليضاف اليها بحث القرارات التي هي موضع خلاف، منها مسألة الجيش العراقي».

من جهته، قال الشيخ الدكتور علي خليفة، عضو لجنة العشائر «لقد حققنا نجاحا 100%، لا سيما ان جميع المشاركين في المؤتمر يقفون على ارضية واحدة لبناء العراق وتوحيده ونسيان الماضي، وانه (المؤتمر) جاء تنفيذاً لمشروع رئيس الوزراء نوري المالكي لجميع الاطياف العراقية، وسوف يحضر اغلب رؤساء العشائر، سواء من جنوب ووسط العراق او غربه وشماله، ستكون المشاركة متمثلة بشخوصهم كرؤساء قبائل وعشائر ولن يكون هناك بدلاء عنهم». وتابع لـ«الشرق الاوسط» ان «الغاية من المؤتمر ان يكون هناك لقاء لزعماء العشائر العراقية ليتباحثوا في ما بينهم ويطرحوا افكارهم وحتى اعتراضاتهم التي تخص قضية حل الميليشيات، واعادة النظر بمسألة اجتثاث البعث، ستؤخذ بالحسبان ولنخرج بالنهاية متفقين على آلية لفض الخلاف ونسيان الماضي ووقف استباحة الدم العراقي».

من ناحية ثانية، قال عماد محمد علي، عضو لجنة الحوار والمصالحة الوطنية والعضو في لجنة الاحزاب والقوى السياسية، ان تأخر انعقاد المؤتمر كان لاسباب منها صعوبة الاتصال بشيوخ العشائر وضيق الوقت، بالاضافة الى المناسبة الدينية الاخيرة (ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم)، والحظر الذي فرض على العاصمة بغداد، كلها امور اجلت انعقاد المؤتمر في موعده المحدد. وعن دور رؤساء العشائر في مبادرة المصالحة الوطنية قال لـ«الشرق الاوسط»، ان «اغلب العشائر العراقية ليست لديها اية مشاكل واقصد من الجانب العشائري، لا سيما ان المشاكل في العراق ليست عشائرية، بقدر ما هي مشاكل وصراع سياسي يتحول بالتالي الى صراع طائفي، العشائر ليست هي المشكلة وانما للعشائر دور في حل المشكلة الحالية التي تعصف بالبلاد». وعن المؤتمرات المزمع عقدها تباعاً قال «هناك مؤتمر للاحزاب والقوى السياسية العراقية سيعقد في اربيل بدعوة من مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان في شهر ايلول (سبتمبر) المقبل، بالاضافة الى مؤتمر (العلماء) لرجال الدين، المقترح انعقاده في عمان، وهناك مؤتمر الوفاق الوطني للكتل السياسية العراقية».