أنان قدم للاتحاد الأوروبي الضمانات المطلوبة لمشاركتها في القوة الدولية في جنوب لبنان

قرار فرنسا زيادة عديد قواتها شجع دولا أخرى على اتخاذ قرار مماثل

TT

قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، إن إرسال قوة إلى جنوب لبنان قوامها 15 ألف جندي لن يتم بين عشية وضحاها. واضاف في تصريحات له لدى وصوله إلى بروكسل لحضور الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، امس في العاصمة البلجيكية، بأن هذا الاجتماع يمثل خطوة قوية ومهمة على طريق تحقيق هذا الهدف.

وشدد الامين العام للامم المتحدة على انه سيتم في النهاية الوصول الى الرقم المطلوب لارسال تلك القوات، وهو الرقم الذي نص عليه القرار رقم 1701 لمجلس الأمن الدولي، من أجل مراقبة وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

وأضاف أنان أن الاعلان عن اسم الدولة التي ستتولى قيادة القوات الدولية في جنوب لبنان، سيتم خلال الساعات القلية المقبلة، حيث أعلنت كل من فرنسا وإيطاليا عن استعدادهما لتولي قيادة هذه القوات.

وذكرت المصادر الأوروبية في عاصمة اوروبا الموحدة ان أنان الذي شارك في اللقاء الوزاري الأوروبي في بروكسل قدم رسميا الضمانات الأمنية والسياسية المطلوبة والضرورية للدول الاوروبية بشان صلاحيات ودور ومهام القوات الدولية وتحركها على الارض وعلاقتها بأطراف النزاع.

وجاء اجتماع بروكسل بعد ساعات وجيزة من اعلان فرنسا زيادة مساهمتها في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لتصل إلى 2000 جندي، وصل منهم امس فعلاً 170 فرداً إلى الناقورة في جنوب لبنان.

من جهتها أعلنت الحكومة البلجيكية انها قررت بدورها المشاركة بعدد من الوحدات العسكرية في القوات الدولية المنتظر نشرها في جنوب لبنان. وقال وزير الدفاع البلجيكي اندريه فلاهوت للإذاعة البلجيكية صباح امس ان قرار فرنسا زيادة اعداد افراد قواتها، من جهة، والضمانات التي حصلت عليها بلجيكا، من جهة أخرى، بشان مهام وصلاحيات القوة الدولية، وضعت حدا لتردد الحكومة في اتخاذ قرار نهائي يحدد عدد الجنود البلجيكيين الذين سيوفدون الى لبنان.

وتوقعت مصادر بلجيكية ان ترسل حكومة فيرهوفستاد عددا من الجود قد يتعدى الألف جندي وربما تضاعفه ليصل الى اكثر من الفي جندي من سلاح الهندسة ووحدة إزالة الألغام.

وكان الامين العام للامم المتحدة قد التقى امس في بروكسل مع رئيس الحكومة البلجيكية غي فيرهوفستاد ووزير الدفاع اندريه فلاهوت وتركزت المحادثات حول مسالة ارسال القوات الاوروبية الى لبنان وقال بعدها رئيس الحكومة البلجيكية أن موقف بلجيكا «واضح جداً» في هذا الصدد وهي ستشارك بقوة. وأضاف أنه «من مسؤولية بلجيكا والمجتمع الدولي المشاركة في هذه القوات من أجل إنهاء العنف في لبنان».

وكان السفراء الدائمون لدى الاتحاد الأوروبي قد عقدوا اجتماعا في بروكسل صباح امس سبق لقاء وزراء خارجية الاتحاد وذلك من اجل الاعداد الجيد للاجتماع الوزاري.

كما شهدت بروكسل لقاء موازيا على مستوى لجنة التخطيط العسكري والأمني والذي سيحدد المساهمة الفعلية لكل دولة اوروبية بالعتاد والرجال في قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان.

وقالت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي ان كافة المؤشرات تبدو ايجابية للغاية بشأن مدى التزام الدول الاعضاء في القوة الجديدة. ولمحت المصادر نفسها الى ان اعلان فرنسا ارسالها كتيبتين وتولي قيادة القوة الدولية رسميا سيفسح المجال امام الالتزامات الاوروبية الجديدة.

وتتجه دول اخرى مثل فنلندا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال وايرلندا للمساهمة بعناصر بشرية فيما تفضل دول اخرى مثل بريطانيا وقبرص وهولندا والدنمارك تقديم الدعم اللوجستي والعتاد.

ويتوقع المسؤولون الأوروبيون حصول الامم المتحدة على تعهدات بالمشاركة في تلك القوة الدولية من جانب دول لا تنتمي الى الاتحاد الأوروبي مثل بلغاريا وتركيا والنرويج إضافة الى عدد من الدول الإسلامية.