فرنسا وألمانيا تبقيان الباب مفتوحا أمام طهران.. وروسيا ترفض العقوبات

لندن تعتبر الرد الإيراني غير مناسب وواشنطن تحذر من انتهاء مهلة 31 أغسطس

TT

أبقت فرنسا وألمانيا الباب مفتوحا امام ايران وفضلتا عدم التصعيد في الخلاف المتعلق بالملف النووي لطهران. وبينما رفضت روسيا مبدأ فرض العقوبات على ايران، اعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ايمير جونز باري، ان الرد الايراني على عرض القوى الكبرى بهدف تعليق تخصيب اليورانيوم «غير مناسب».

وقال جونز باري للصحافيين «تعمل عواصمنا على إعداد ردنا على الجواب غير المناسب الذي تلقيناه من ايران». وأضاف «يجب ان نأخذ ما تلقيناه من ايران في الاعتبار بعناية، لكن يبدو واضحا ان الرد) هو دون توقعات مجلس الأمن)».

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت أول من امس ايران مجددا من انها «ستتحرك» لفرض عقوبات دولية، ما لم تعلق طهران تخصيب اليورانيوم قبل 31 اغسطس (آب) الجاري.

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امس في باريس، ان الرد الايراني على عرض الدول الكبرى من اجل تعليق طهران نشاطات تخصيب اليورانيوم «ملتبس بعض الشيء».

وقال شيراك انه بحث مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في «رد» ايران الذي «نتساءل حوله قليلا، لأنه ملتبس بعض الشيء، خصوصا حول طرق تعليق النشاطات الحساسة الذي طلبته الاسرة الدولية».

اما ميركل فقالت ان «الباب ما زال مفتوحا» مع ايران، إلا انها رأت ان الرد الايراني على عرض الدول الكبرى في الملف النووي «يتجاهل عناصر مهمة»، وخاصة شرط تعليق تخصيب اليورانيوم.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، أمس، ان من المهم تجنب التصعيد في نزاع مع ايران حول برنامجها النووي، لأن هذا من شأنه أن يؤدي الى صدام حضارات بين الغرب والعالم الإسلامي.

وأضاف ان رد ايران على عرض حوافز يهدف الى اقناعها بوقف انشطتها النووية لم يف بالمطلوب. لكنه اضاف ان من المهم الدخول في حوار مع ايران لأنها طرف رئيسي في الشرق الاوسط.

وأكد دوست بلازي لإذاعة «ار تي ال» أن الرد الايراني غير مرض في الوقت الحالي. ولكن أسوأ شيء هو التصعيد الى مواجهة مع ايران من جانب ـ والعالم الاسلامي مع ايران ـ والغرب. هذا سيكون صدام الحضارات الذي تقف فرنسا اليوم وحيدة بشكل عملي في محاولة تفاديه. في الوقت ذاته، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، ان «اتصالات تقنية» قد تجري في الايام المقبلة بين الدول الكبرى، وطهران بهدف «توضيح» الرد الايراني حول الملف النووي.

وقال المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي في لقاء مع الصحافيين إنه «من غير المستبعد اجراء اتصالات تقنية مع الايرانيين». وتابع ماتيي «الارجح ان تتم لاحقا مشاورات بين الدول الست الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا ثم سنرى جدول الاعمال في مجلس الامن».

وفي نفس الاتجاه قال خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، أمس، إنه يرى ان هناك حاجة لإجراء مزيد من المحادثات مع ايران بشأن برنامجها النووي بعد رد طهران على مجموعة الحوافز التي عرضتها عليها قوى دولية.

أما موسكو فقد أعلنت رفضها لمبدأ فرض العقوبات ضد إيران، وقال وزير دفاعها سيرغي ايفانوف، أن العقوبات ليست السبيل الأمثل للتعامل مع القضية الإيرانية، مشيرا إلى أن العالم لم يعرف حالة أسفرت العقوبات عن حلها.

وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، إلى أن بلاده لا تستبعد إجراء مشاورات جديدة بعد قيام كل من أطراف السداسي الدولي بدراسة الرد الإيراني. ويتشابه موقف موسكو إلي حد كبير مع موقف بكين، مع احتمالات لجوء أي منهما إلى استخدام حق النقض في حال إصرار الأطراف الأخرى، على قرار فرض العقوبات، على حد تقدير «الصحيفة المستقلة».

وتعزو المصادر في موسكو، موقف الكرملين المتشدد الرافض لمبدأ فرض العقوبات، إلى المكاسب المادية التي تنتظرها روسيا من التعاون مع طهران؛ فإلى جانب المكاسب التي تقدر قيمتها بثمانمائة مليون دولار قيمة مشروع محطة بوشهر، تقوم موسكو بالتنقيب عن الغاز جنوب إيران، إلى جانب مشاركتها في العديد من المشاريع المشتركة في مجالات الفضاء والطيران المدني، وغيرها من المجالات التي تبلغ قيمتها ما يقرب من ثمانية مليارات دولار، في الوقت الذي بلغ فيه حجم التبادل التجاري بين الصين وإيران ما يزيد على العشرة مليارات دولار. الى ذلك، اعلن رئيس المصرف المركزي الايراني، ابراهيم شيباني، لوكالة مهر ان ايران اتخذت تدابير لمواجهة العقوبات التي يمكن ان يفرضها عليها مجلس الامن في حال رفضت تعليق تخصيب اليورانيوم.

وقال شيباني «لقد اتخذت ايران التدابير المالية اللازمة لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي يمكن فرضها».