سبين بولداك (افغانستان) ـ رويترز: نفت حركة طالبان الافغانية امس الدخول في محادثات سرية مع الحكومة الافغانية وحلف شمال الاطلسي لإلقاء اسلحتها في الجنوب المضطرب، ووصفت مثل هذه التقارير بانها دعاية تروجها القوات الاجنبية التي اعتراها الضعف.
وقال الملا دادالله، القائد العسكري لطالبان، لرويترز عبر هاتف يعمل عن طريق الاقمار الصناعية ان قوات حلف الاطلسي والقوات التي تقودها الولايات المتحدة تحاول بث الفرقة بين مقاتلي طالبان ومؤيديهم.
وقال «تبنينا طريق الجهاد وينضم الناس الينا في الجهاد» مضيفا ان القوات الاجنبية تنسحب من مناطق شهدت قتالا عنيفا لا سيما في معقل طالبان بجنوب البلاد لانها غير مستعدة للتعرض لخسائر جسيمة. ونفى حلف الاطلسي ايضا الضلوع بشكل مباشر في اي محادثات مع طالبان في اقليم قندهار الجنوبي. وتقول تقارير لوسائل إعلام اجنبية ان المحادثات تقودها هيئة وساطة تدعمها الحكومة في اطار الجهود التي تبذلها السلطات للمصالحة مع طالبان. واضافت التقارير ان قوات حلف الاطلسي ضالعة في المحادثات. وعندما سئل عن القضية يوم الخميس الماضي قال الميجر جنرال الأميركي روبرت دربين للصحافيين في كابول ان قوات التحالف وحلف الاطلسي يدعمان جهود الرئيس حامد كرزاي للمصالحة.
وواجهت قوات حلف الاطلسي مقاومة اعنف مما كان متوقعا من طالبان قبل وبعد توليها المهمة في جنوب افغانستان بدلا من القوات الأميركية. وتشهد افغانستان اكثر مراحل العنف دموية منذ الاطاحة بحكومة حركة طالبان عام 2001 وتدور اعنف المواجهات في الاقاليم الجنوبية والشرقية التي يقع اغلبها على الحدود مع باكستان. وقتل اكثر من 2000 من المدنيين والمسلحين والقوات الاجنبية هذا العام. وترجع بعض اعمال العنف ايضا الى قتال قبلي وتجارة المخدرات والجريمة العادية. وقال مكتب كرزاي في بيان ان الرئيس الافغاني أمر بإجراء تحقيق في مقتل ثمانية افغان بينهم صبي يبلغ من العمر 10 سنوات على يد قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة يوم الخميس في اقليم كونار الواقع على الحدود مع باكستان.
واضاف البيان انه «بينما يشعر الرئيس بالحزن لفقدان ارواح مدنية فانه ينتظر النتائج التي سيسفر عنها التحقيق». ويقول الجيش الأميركي ان الطفل وسبعة من المشتبه في انهم اعضاء بتنظيم «القاعدة» قتلوا خلال غارة على مجمع في كونار. لكن مسؤولين محليين قالوا ان جميع القتلى مدنيون.
وقال متحدث باسم الجيش الأميركي في كابول ان اربعة من جنود التحالف اصيبوا بجروح عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق في مركبتهم في اقليم نجرهار جنوبي كونار امس، ولم تكن لديه اي تفاصيل اخرى. وقال مامور ميرزا حاكم منطقة خوجياني لرويترز ان معركة مسلحة ما زالت مستمرة لكن القوات الاجنبية اغلقت المنطقة أمام القوات الافغانية.