رئيس «المحاكم» في الصومال: لا يوجد خبراء عسكريون أجانب في صفوفنا

الشيخ عويس لـ«الشرق الأوسط»: لم نتلق أسلحة من إريتريا وندعو العرب إلى تقديم مساعدات

TT

دعا الشيخ حسن طاهر عويس رئيس مجلس شورى تنظيم المحاكم الإسلامية في الصومال، الدول العربية إلى التدخل لمساعدة الصوماليين، مبديا استعداده للقيام بزيارة أي عاصمة عربية لشرح ما تقوم به المحاكم من أعمال تستهدف خدمة مصالح الشعب الصومالي.

وفى حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، دعا عويس اثيوبيا مجددا إلى الانسحاب من الصومال والتوقف عن التدخل في شؤونه الداخلية وسحب قواتها العسكرية فورا من معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية، لكنه أكد في المقابل أنه لم يوجه أي تهديد بشن حرب على اثيوبيا، معتبرا أن استمرار الوجود العسكرى الاثيوبي على الأراضي الصومالية سيدفع الشعب الصومالي إلى القيام بعمل ما ضدها. ونفى عويس وجود خبراء عسكريين أجانب في صفوفهم او تلقي أسلحة من اريتريا. وأعلن عويس أن المحاكم الإسلامية ستشارك في المحادثات التي ستستضيفها العاصمة السودانية الخرطوم مطلع الشهر المقبل برعاية الجامعة العربية والحكومة السودانية. وفيما يلي نص الحوار:

*هل هددت اثيوبيا فعلا بحرب شاملة إذا استمرت بوجودها في الصومال؟

ـ من قال هذا؟

* هذا ما نقلته معظم وكالات الأنباء الأجنبية ووسائل الإعلام المحلية على لسانك.

ـ أنا أتعجب من هؤلاء أنهم ينقلون كلاما لا أساس له من الصحة ولم يصدر مني هذا التهديد، وعادة نقول ان اثيوبيا يجب أن تتوقف عن تدخلها في الصومال، ولم يصدر مني أي إعلان باعتزامنا شن حرب ضد اثيوبيا لا أمس ولا قبله.

* ولكن هل تتوقع مع ذلك حربا وشيكة مع اثيوبيا؟

ـ اثيوبيا تتدخل في شؤوننا وقواتها موجودة في عدة مناطق صومالية وخاصة بيداوة وبلدة بيلدوين القريبة منها، وهذا يجب أن يتوقف، ونقول لحكومة رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي إنه يجب عليه فورا سحب قواته من أراضينا وإلا سيحدث شيء، وهذا سيقرره الشعب الصومالي بنفسه لو استمر هذا التدخل السافر والعسكري في شؤوننا. ليس معقولا ولا مقبولا أن تتدخل اثيوبيا ونقف مكتوفي الأيدي.

* لماذا وصفت اثيوبيا بأنها إسرائيل القارة الأفريقية؟

ـ هذه هي وجهة نظرنا حيال الدور الأثيوبى، أميركا كما أن اسرائيل نائبتها فى منطقة الشرق الأوسط، فان اثيوبيا هي وكيلتها في منطقة القرن الأفريقي.

* قيل أنك تطالب الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف بالاستقالة على اعتبار أنه عجز عن القيام بمهامه كرئيس للصومال ومنع التدخل الاثيوبي؟

ـ لا لم أقل هذا ولست معنيا به وليس من اختصاصنا الخوض في مثل هذه الأمور.

* هل تخطط لإقامة حكومة بديلة في الصومال؟

ـ لا، لسنا طلاب سلطة، وما قمنا ونقوم به ليس بهدف الاستيلاء على السلطة، نحن نريد أن يكون الشعب الصومالي حرا في اختيار أسلوب إدارته لنفسه، ولا نحتاج نصائح من أحد، ولدينا في الشريعة الإسلامية ما يغنينا عن محاولة استيراد أية نماذج سياسية من هنا أو هناك.

* هل ستشاركون في محادثات الخرطوم؟

ـ إنشاء الله كمحاكم سنشارك، ولكن هناك نقطة مهمة جدا، وهي أن تدخل اثيوبيا ربما يؤثر في المواقف، لأنها تريد أن تفشل المحادثات ونحن نطالبها بالخروج من الوطن، وسنشارك في محادثات الخرطوم.

* ماذا عن معسكرات التدريب التي تقيمها المحاكم الإسلامية وتضم مدربين من اريتريا وباكستان؟

ـ هذا غير صحيح ولا أساس له من الصحة، والحقيقة أن الميليشيات الذين طردناهم هم من فتحوا هذه المعسكرات وهي لا تخصنا.

* إذن أنت تنفي وجود عناصر أجنبية في صفوف المحاكم الإسلامية؟

ـ نعم.. نحن لا نحتاج هؤلاء مطلقا، لدينا قوات مدربة ومجهزة ولا نحتاج إلى الاستعانة بأي خبراء من الخارج.

* لكن الحكومة الانتقالية تتهم اريتريا بتمويل وتسليح المحاكم الإسلامية؟

ـ هذا كذب ومجرد ادعاءات فارغة، نحن لا نتلقى أي دعم خارجي واعتمادنا فقط على شعبنا وإمكانيتنا المحدودة، وأعتقد أن الحكومة تروج هذه المزاعم للتشويش على المحاكم ومحاولة الاساءة اليها.

* هل تعتزم زيارة بعض الدول العربية قريبا؟

ـ نعم أنا عربي وأحب أن أزور كل الدول العربية، ولكن السؤال هل هم مستعدون في المقابل لاستضافتي، أنا مرتاح لنتائج الزيارة التي قام بها وفد من المحاكم لبعض الدول العربية مؤخرا، ونتمنى أن تكون هذه الزيارة قد ساهمت في إزالة بعض اللبس وسوء التفاهم حول ما تقوم به المحاكم وتوضيح موقفنا تجاه كيفية الخروج من النفق الراهن للأزمة الصومالية

* ماذا تطلب من الدول العربية؟

ـ نطلب منها أن تساعد الصوماليين وتعينهم، خاصة في نواحي التعليم والصحة والإدارة والقضاء، ولا بد أن يتذكر العرب أننا في النهاية دولة عربية ولدينا مصالح مشتركة وتاريخ طويل من العلاقات الأخوية والاستراتيجية.

* هل تعتزمون مهاجمة دويلة البونت لاند؟

ـ لا مطلقا، ونحن في المرحلة الراهنة لا نفكر في هذا الأمر، والمناطق التي بها أمن ونظام لا تحتاج إلى تدخلنا، وكل ما تسمعه مجرد شائعات يرددها الطرف الآخر لتسميم الأجواء.