فريزر تصل إلى الخرطوم: دارفور على «شفا هاوية» والقوات الأفريقية على «حافة الانهيار»

مسؤولة الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية تبحث مع البشير مخرجا للأزمة

TT

تبدأ جينداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية، محادثات مهمة اليوم في الخرطوم التي من المفترض ان تكون وصلتها في ساعة متاخرة أمس، لتبلغ الرئيس عمر حسن البشير ان هناك حاجة ملحة الى قوة للأمم المتحدة في دارفور لوقف ما تسميه واشنطن جرائم الابادة الجماعية.

لكن الخرطوم استبقت الزيارة وجددت رفضها القاطع لأية قوات في الاقليم، وقالت ان وجودها «غير اخلاقي وغير قانوني وخرق لاتفاق سلام دارفور». وقالت فريزر في تصريحات ان «دارفور على شفا السقوط في هاوية خطيرة.. ويجب ان نوقف هذه الابادة الجماعية». مشيرة ايضا الى ان قوات الاتحاد الافريقي مثقلة وتقترب من نقطة «الانهيار» وهي تحاول فرض السلام في منطقة تماثل مساحتها مساحة فرنسا وانها تحتاج الى مساعدة سريعة.

واضافت فريزر «لا يمكن ان نسمح بالتباطؤ في الامم المتحدة او نظل رهن رفض الحكومة السودانية السماح بنشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة والذي يمنعنا من القيام بتحرك انساني اخلاقي عادل في دارفور». وقالت انه على الرغم من ان نشر القوة الدولية هو أمر ضروري إلا ان هذه القوة لن تشق طريقها الى دارفور «بالقتال» وانها بحاجة الى موافقة الحكومة السودانية. وذكرت فريزر ان الجزء الاكبر من القوة سيكون من قوات افريقية وان السودان يجب ألا يخشى من اي شكل من اشكال «الهيمنة الغربية».

من جانبه قال الدكتور مجذوب الخليفة، مستشار الرئيس عمر البشير، لـ«الشرق الاوسط» ان حكومته ترفض القوات الدولية في دارفور بشدة، واضاف «نحن لن نسلم سيادتنا وقواتنا المسلحة وقضاءنا للقوات الدولية.. لان وجود تلك القوات في الاقليم يعتبر خرقا لاتفاق السلام الموقع بين الحكومة وفصيل من المسلحين في دارفور في مايو (ايار) الماضي»، واضاف «اتفاق ابوجا الذي تم بحضور الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والمنظمات العالمية الاخرى لم ينص على وجود القوات الدولية في دارفور»، وحذر ان نشر القوات الدولية في دارفور ينسف اتفاق ابوجا للسلام ويجعل الوضع في الاقليم متدهورا.

وردا على سؤال قال الخليفة إن الوضع في دارفور يختلف عن جنوب السودان، واضاف ان اتفاق نيروبي للسلام بين الحكومة والحركة الشعبية تضمن وجود قوات دولية للمساعدة في عملية تنفيذ الاتفاق، لكن اتفاق ابوجا لم ينص على ذلك. وحسب الخليفة فإن الوضع بدارفور على مستوى الميدان في تحسن كبير، «وبشهادة الاخرين»، ومضى ان الوضع في المعسكرات الان يكاد يكون افضل من الاوضاع حتى داخل بعض المدن.

الى ذلك، اعلن احمد علامي وزير الخارجية التشادي أن زيارته للخرطوم التي بدأت امس تهدف الى دعم الجهود الرامية الى اعادة العلاقات بين السودان وتشاد الى طبيعتها وتحسين علاقات الجوار بين البلدين. وقال ان وفده سيجري لقاءات مع المسؤولين السودانيين لمناقشة القضايا العالقة وسبل تسويتها لتعزيز العلاقات المتميزة التي تربط البلدين.

واشار علامي الى ان المباحثات التي يجريها الوفد مع المسؤولين السودانيين تأتي مواصلة للجهود التي بذلها الرئيسان البشير ودبي أخيرا لتطبيع العلاقات حيث اتفق الجانبان على عقد لجنة سياسية مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لبحث القضايا السياسية والامنية وسبل التعاون في كافة المجالات. ويضم وفد علامي: وزيري الدفاع والداخلية وعددا من المسؤولين التشاديين وحكام الولايات الحدودية مع السودان في زيارة للبلاد تستغرق عدة أيام وكان في استقباله الدكتور لام اكول وزير الخارجية.

من جانبه، قال الدكتور لام اكول وزير الخارجية السوداني ان زيارة الوفد التشادي للبلاد برئاسة وزير الخارجية والدفاع تأتي في اطار تطوير العلاقات بين البلدين واستكمالا للقاءات المباشرة التي تمت بين قيادتي البلدين. واضاف ان الوفد سيجري لقاءات مع المسؤولين في البلاد تصب في مصلحة البلدين لتطبيع وتعزيز العلاقات، كما سيناقش الجانبان السوداني والتشادي تنفيذ اعادة فتح السفارتين بالخرطوم وانجمينا ومتابعة اعمال اللجنة الامنية المشتركة التي اجتمعت بطرابلس قبل ايام بجانب متابعة القرارات الاخرى التي وردت في بيان انجمينا.