أجواء حرب في الخرطوم ضد نشر قوة دولية في دارفور

إسلاميون سودانيون أكدوا أنهم يتدربون في معسكرات استعدادا لقتال القوات الأجنبية

TT

بدت الخرطوم وكأنها تستعد لخوض حرب ضد قوة دولية، يبحث مجلس الأمن حاليا في نشرها في اقليم دارفور، وفيما يصر الرئيس عمر البشير على رفض أي تدخل دولي في الاقليم المضطرب، صعد اسلاميون سودانيون في الخرطوم من لهجتهم، مؤكدين استعدادهم لخوض حرب ضد أي قوات دولية. وقالوا انهم يتدربون في معسكرات وأبدوا ترحيبهم بمشاركة مقاتلين أجانب حتى ولو كانوا من تنظيم «القاعدة». وأكد هؤلاء أنهم سيضطرون لشن حرب على الحكومة نفسها إذا رضخت للضغوط الدولية. ويبدو مجلس الأمن من جهته غير مبال بالتهديدات التي تطلقها الخرطوم، ومن ورائها الجامعة العربية الرافضة ايضا لعقد اجتماع رسمي لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في دارفور والدفع باتجاه التصويت على مشروع قرار أميركي بريطاني لنشر قوات دولية في دارفور. وأكدت مصادر المجلس أن اجتماعا رسميا سيعقد بعد غد حتى بدون حضور ولو لم يحضر وفد من الحكومة السودانية للاجتماع.وبحث أعضاء المجلس اول من أمس، مشروع القرار الذي يأذن بنشر 17 الف جندي في دارفور، كما اطلعوا على رسالة الرئيس السوداني، الذي حث فيها المجلس على عدم الإسراع في اعتماد مسودة القرار. وبرر البشير معارضة حكومته بنشر قوة تابعة للأمم المتحدة، في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن، قائلا إن «عملية انتقال مهام قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور إلى قوات الأمم المتحدة، لا تجد قبولا من قطاعات واسعة من الشعب السوداني ومؤسساته التشريعية والنيابية والتنفيذية، على كافة المستويات، والتي أصدرت جميعها بما فيها حكومة الوحدة الوطنية وبالإجماع قرارات قاطعة برفض عملية الانتقال». وفي إطار الحملة السياسية التي تقوم بها الخرطوم، أبلغت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي رئيس مجلس الأمن، بعدم المشاركة في اجتماع الاثنين الذي طالبت بعقده الأمانة العامة والولايات المتحدة وبريطانيا، إثر مقتل اثنين من الجنود الروانديين من قوة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور في نهاية الأسبوع الماضي. واقترحت الجامعة العربية تأجيل الاجتماع حتى يوم 11 سبتمبر (أيلول) المقبل قبل انعقاد قمة حركة عدم الانحياز المقرر عقدها في كوبا، وأوضح سفير الجامعة العربية يحيى المحمصاني قائلا «نأمل أن يتم تأجيل الاجتماع أو عقد جلسة مغلقة للمشاورات». وقال زعماء اسلاميون سودانيون لوكالة رويترز، انهم سيتصدون بالسلاح لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، اذا ارسلت الى اقليم دارفور، وحذر البعض من انهم سيقاتلون ايضا حكومة الخرطوم، اذا وافقت على نشر هذه القوات.

وقال عبد الوهاب محمد علي أحمد زعيم المجلس السوداني الاعلى لتنسيق الجماعات الاسلامية، الذي شكل العام الماضي، ان المجلس يرفض بشكل قاطع نشر قوات للامم المتحدة في دارفور. واضاف أن أي قوة تصل الى هناك، سيتم قتالها الى ان ترحل. ويضم المجلس ممثلين للحركات الاسلامية السودانية الرئيسية، من بينها «أنصار السنة» وجماعة «حزب التحرير». وقال أحمد مالك وهو عضو آخر في المجلس الأعلى لتنسيق الجماعات الاسلامية، ان الاستعماريين وحدوا كل الجماعات الاسلامية في السودان، وأعرب عن تأييده للحكومة في هذا الموقف. وتؤيد معظم احزاب المعارضة السودانية نشر قوة من الأمم المتحدة في دارفور. واضاف مالك «سنستخدم الحوار، ولكن في نهاية الأمر سنكون مضطرين لقتالهم، اذا لم يروا شرعية حججنا». وقال إن لديهم معسكرات ويتدربون وجاهزون. وتثير بيانات «القاعدة» بشأن السودان، شبح نشوب صراع أوسع قد يضم مقاتلين أجانب. وقال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الرجل الثاني في «القاعدة» إن تنظيمهم سيقاتل في دارفور، اذا نشرت قوات الأمم المتحدة هناك. ويقول الاسلاميون السودانيون انهم لا يوافقون بشكل كامل على اساليب «القاعدة»، ولكن أحمد مالك قال انهم سيتقبلون بسعادة مساعدة اي شخص لمنع نشر قوات الأمم المتحدة. وكان آخرون مثل أبو ضفيرة اكثر حذرا، وقال انه يأسف لأن يقول إن «القاعدة» ستجد بعض التأييد «هنا».