الرئيس اللبناني يحض بوش على «التزام الحياد» وعدم توفير الغطاء لاستمرار العدوان الإسرائيلي

التقى نائبا أميركيا ونائبة بريطانية خرقا المقاطعة الغربية له

TT

حض الرئيس اللبناني إميل لحود الرئيس الأميركي جورج بوش والإدارة الأميركية على «التزام الحياد في النزاع العربي ـ الإسرائيلي، وعدم توفير الغطاء لإسرائيل لمواصلة عدوانها في لبنان وفلسطين، والتجاوب مع الدعوات الى تفعيل عملية السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط المرتكز على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».

وقال الرئيس لحود لدى استقباله أمس عضو مجلس النواب الأميركي دنيس كوسينيتش، وهو أول مسؤول غربي يستقبله لحود منذ فترة طويلة «ان هذه السياسة الأميركية ستزيد الأمور تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط، كما ستنمي التيارات المتطرفة والإرهابية. ولن تخدم مقومات السلام والاستقرار والأمان التي تسعى الدول والشعوب الى تعميمها». ورأى «ان من مفاعيل الدعم الأميركي لإسرائيل استمرار الحصار الذي تفرضه على لبنان برا وبحرا وجوا، مما يزيد من معاناة الشعب اللبناني ويضاعف الخسائر الاقتصادية والمالية التي منيت بها البلاد، ويضعف الثقة بمستقبل لبنان مما يزيد نسبة الهجرة في صفوف الشباب». وتساءل لحود: «اذا كانت الإدارة الأميركية تقول إنها تدعم لبنان وتريده ان ينمو ويزدهر وتتعزز الديمقراطية فيه، فهل بهذه السياسة يمكن الوصول الى هذه الأهداف؟».وقال: «اذا كانت الإدارة الأميركية راغبة فعلا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فان الوقت الآن مناسب لإطلاق هذه العملية، وما عليها سوى الضغط على حليفتها إسرائيل لتحقيق ذلك». وعرض لحود موقف لبنان من المقاومة، معتبرا «انها جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني الذي يدعمها لأنها حررت الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي في عام 2000، وواجهت العدو الإسرائيلي خلال 33 يوما ودحرته». وكان كوسينيتش شرح للرئيس لحود اهداف زيارته الى لبنان للاطلاع على ما خلفه العداون الإسرائيلي ولسماع آراء المسؤولين اللبنانيين حول التطورات الراهنة ومستقبل عملية السلام في المنطقة، مشيرا الى انه سيرفع تقريرا الى الكونغرس الأميركي بعد عودته ليطلعه على حقيقة الأوضاع في لبنان والمنطقة. وقد تحدث الى الصحافيين، فقال: ««من الواجب ان يلتزم المجتمع الدولي الاحترام الصارم لحقوق الإنسان المنتهكة بفعل الحصار، ما يمكِّن الشعب اللبناني من مواجهة استحقاق الشتاء المقبل وتأمين مستلزمات الحياة الكريمة من مأكل وغيرها من مقومات المجتمع المدني الأساسية للعيش».

وردا على سؤال حول وجوب ممارسة ضغوط أميركية على إسرائيل لرفع الحصار، قال كوسينيتش: «لقد سبق لزعماء الكونغرس ان دعوا الى وقف لإطلاق النار، وهو حل على المدى القصير، والى اجراء محادثات متعددة الأطراف، وهذا حل على المدى البعيد. وإنني أدعو الإدارة إلى استخدام تأثيرها لرفع الحصار، لان قرار مجلس الأمن يدعو الى انهائه. وهذه خطوة مهمة. واننا بحاجة لاتخاذ خطوات اضافية للحفاظ على أمن جميع الأطراف واستقرارهم. ولكن لا يمكن تأمين ذلك مع الإبقاء على الحصار، حيث يغدو من الصعوبة بمكان ان يستمر الشعب محافظا على مقومات الحياة. إن المسألة متعلقة إذاً بصورة أساسية بحقوق الانسان».

وردا على سؤال اذا كانت المنطقة مستعدة، في هذا الظرف بالذات، لاجراء محادثات متعددة الأطراف، اجاب: «يجب الجلوس الى الطاولة... لقد مر زمن الحرب، ومن الضروري ان تكون هناك مسيرة سلام تنطلق من الاستعداد للجلوس معا وصولا الى الحوار». وذكر النائب الأميركي انه سيقوم مع زوجته بزيارة للضاحية الجنوبية «لمعاينة فظاعة الأضرار»، والى الجنوب «للقاء أبنائه»، موضحا «ان زيارتنا ليست دبلوماسية فحسب بل تهدف إلى لقاء المواطنين من مختلف الشرائح واستطلاع الآراء حول فرص السلام وسبل ارسائه». وكان لحود استقبل ايضا، عضو مجلس العموم البريطاني الدكتورة، فيليس ستاركي، يرافقها وفد يمثل عددا من المنظمات الإسلامية في بريطانيا، وخلال اللقاء اكد الوفد ضرورة انهاء الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه اسرائيل على لبنان.

وبعد اللقاء، قالت الدكتورة ستاركي للصحافيين: «جئنا لنعبر عن تضامن مجلس العموم البريطاني والجالية المسلمة في بريطانيا مع لبنان والشعب اللبناني. وجرى خلال اللقاء التركيز على الضرورة الماسة لإرغام إسرائيل على تطبيق القرار 1701 ورفع الحصار عن لبنان للسماح للاقتصاد اللبناني بالتعافي، والأهم للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتأمين المأوى للبنانيين الذين نزحوا عن مناطقهم. وهذه رسالة واضحة سنحملها لدى عودتنا الى بريطانيا، الى الحكومة البريطانية لتستعمل نفوذها من اجل رفع الحصار في أسرع وقت ممكن». وسئلت اذا كانت تعتقد ان بامكان بريطانيا ان تضغط على اسرائيل لرفع الحصار، فأجابت: «بامكان الحكومة البريطانية ان تستعمل ما لديها من تأثير.