مفتي جبل لبنان يشيد باعتراف نصر الله بالخطأ في التقدير عند خطف الإسرائيليين

TT

استغرب مفتي جبل لبنان، الشيخ محمد علي الجوزو، الحملة التي تشن على الحكومة اللبنانية. وتساءل عما إذا كانت المطالبة باستقالتها وقيام حكومة وحدة وطنية هي مكافأة لها على محاولاتها للتخفيف من آلام الضحايا وآثار الحرب المدمرة. وقال في تصريح أدلى به أمس: «أحسن السيد حسن نصر الله عندما قال انه لم يكن يتوقع ان يكون الرد على خطف الأسيرين بهذه البشاعة والعنف، وانه لو أدرك ان النتائج ستكون على هذا المستوى الإجرامي لما أقدم على اسر الجنديين الصهيونيين. هذا موقف شجاع يعترف فيه قائد المقاومة بأنه فوجئ بالرد الإسرائيلي وبحجم الدمار والخراب اللذين أصابا لبنان، وان ما حققه من نصر على العدو لم يكن في مستوى المأساة التي جرها هذا العمل على لبنان».

وأضاف: « رغم أن حزب الله وضع كل أوراقه في يد الحكومة أيام الحرب، وانها قامت بدور تاريخي في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وان الحكومة احتضنت آثار الحرب المدمرة، وحاولت بذل جهدها للتخفيف من آلام الضحايا الأبرياء والنازحين وأبناء الجنوب والضاحية خصوصاً، ورغم ان الحزب اخذ قراره من دون استشارة شركائه في الوطن وشركائه في الحكومة، فان أحدا من قيادة الحزب لم يوجه شكره الى الحكومة ورئيسها. بل رأينا الحملات تشن على الحكومة، وكأن شيئاً لم يحدث على ارض لبنان، وكأن احداً لم يخطئ ولم يتسبب بكل هذه المآسي التي دمرت لبنان ودمرت بنيته التحتية». وتابع الجوزو: «الاعتراف بالحق فضيلة، والاعتراف بالخطأ فضيلة. فاذا كان السيد حسن نصر الله قد اعترف بالخطأ في تقدير الأمور، فكيف تشن هذه الحملة على الحكومة والنصر لم يكتمل بعد، وإسرائيل تحاصرنا براً وبحراً وجواً وهي تحتل جزءاً من ارض الوطن؟».