تشيني يحذر من أن الانسحاب المبكر من العراق سيكون مدمرا لأمن أميركا

TT

انتهز ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي، الدعوات من جانب الديمقراطيين لسحب القوات الاميركية من العراق، للربط بين الانسحاب المبكر واحتمال وقوع هجمات ارهابية بالولايات المتحدة، وحذر من أن الانسحاب المبكر من العراق سيكون مدمرا لأمن أميركا. من ناحيته دعا وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الأميركيين الى الصبر. وفي الوقت الذي يحاول فيه تشيني والرئيس جورج بوش مساعدة الجمهوريين على الاحتفاظ بسيطرتهم على الكونغرس الاميركي، في الانتخابات المقررة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، تشير استطلاعات الرأي الى أن التأييد الشعبي للحرب يتراجع، بينما يحصل بوش على معدلات تأييد أعلى لتعامله مع الارهاب.

وقال تشيني، أمام مؤتمر قدامى المحاربين في الحروب الخارجية في رينو أول من أمس، «يزعم البعض في بلدنا ان الانسحاب من العراق سيشبع شهية الارهابية ويجعلهم يتركوننا وشأننا». ونسبت اليه وكالة رويترز قوله ان «الانسحاب المبكر من العراق سيكون ضربة مدمرة لامن الولايات المتحدة في المستقبل».

وتحدث وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في نفس السياق الليلة قبل الماضية وقال، أمام جماعة قدامي المحاربين، ان اعداء الولايات المتحدة سيصورون اي انسحاب مبكر باعتباره «جبنا» أميركيا. واشار الى قرار ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون بالانسحاب من الصومال، وهي الخطوة التي قال انها جعلت اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ينظران الى القوات الاميركية على انها ضعيفة.

ولم يستخدم تشيني أو رامسفيلد كلمة «الديمقراطيين» واستخدموا بدلا منها كلمة «البعض» الغامضة، غير أن نائب الرئيس الاميركي، رفض ما دفع به البعض من أن الولايات المتحدة «دخلت عش الدبابير» بغزوها للعراق في مارس (اذار) 2003. وقال «انهم يتغاضون عن حقيقة اساسية. لم نكن في العراق في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. لكن الارهابيين هاجمونا على اي حال».

وعندما أجاب بوش على سؤال بخصوص العراق الاسبوع الماضي، بالاشارة الى 11 سبتمبر، سأله أحد الصحافيين قائلا: «ماذا كانت علاقة العراق بذلك..» وأجاب بوش «لا شيء»، مضيفا « لم يشر أحد على الاطلاق في هذه الادارة الى أن صدام حسين امر بشن الهجوم».

لكن تشيني كان أشار قبل الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة، الى أن أحد الخاطفين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر التقى مع عميل للمخابرات العراقية في براغ قبل وقوعها. غير أن لجنة غير حزبية حققت في هجمات 11 سبتمبر، لم تصل الى أدلة على حدوث مثل هذا اللقاء.

وكانت هجمات 11 سبتمبر وما أعقبها الى جانب الدعاية والنجاحات الاولية في حرب العراق، قضايا مساعدة على الفوز بالنسبة للجمهوريين في عامي 2002 و2004. وبينما تساهم الحرب، التي لا تتمتع بشعبية الان، في تراجع معدلات التأييد باستطلاعات الرأي لبوش الى أدنى مستوياتها خلال رئاسته، يسعى البيت الابيض لطرحها على أنها جزء من الصراع الاوسع ضد الارهاب.

وقال تشيني ورامسفيلد انهما يرحبان باجراء نقاش قوي بخصوص العراق، غير أنهما فرقا بين الحوار المفيد، وما وصفه نائب الرئيس بانه «التشاؤم المحبط». واضاف تشيني «أمامنا خياران فقط بخصوص العراق.. النصر أو الهزيمة.. ولن يضطلع هذا البلد بسياسة تقوم على التراجع».

وقال رامسفيلد، ان أعداء اميركا شنوا حملة علاقات عامة لتشويه الجدل بخصوص الحرب واستغلال وسائل الاعلام الاميركية للتركيز على العنف بدلا من التقدم الذي يتم احرازه ضد الارهاب. واضاف «هذا العدو يكذب باستمرار.. ومن دون عقاب تقريبا... لن نقول لخمسين مليون أفغاني وعراقي اليوم انه لكون الاستمرار صعب.. وهو صعب بالفعل، حتى لا يكون هناك شك.. فسوف نتركهم لقاطعي الرؤوس والارهابيين والقتلة وفاشيي القرن الحادي والعشرين، الذين يسعون لمهاجمتنا في الخارج وهنا في الوطن».

ودعا رامسفيلد الاميركيين الى التحلي بالصبر وقال «لقد اثبت التاريخ عدة مرات انه حين يتحلى الاميركيون بالصبر والمثابرة مهما كانت الصعوبات، فاننا ننتصر. ونتيجة مثابرتنا هو عالم اكثر امانا»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. كما اكد رامسفيلد ان الانتقادات التي يواجهها بخصوص ادارة الحرب في العراق لا تؤثر على قدرته على اداء عمله. وكان جنرالات متقاعدون ومسؤولون سياسيون اميركيون قد دعوا عدة مرات هذه السنة الى استقالة رامسفيلد.