بوتين يزور المغرب للمرة الأولى

TT

أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة في المغرب، ان فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، سيقوم بزيارة رسمية الى المغرب يومي السادس والسابع من الشهر المقبل، تلبية لدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي سيقيم لضيفه مأدبة غداء رسمية بالقصر الملكي بمدينة الدار البيضاء. ويجري العاهل المغربي والرئيس بوتين محادثات رسمية.

ولم يشر بيان وزارة القصور الملكية الى تفاصيل مقام الرئيس الروسي في المغرب، ولا الى الأماكن التي سيزورها.

وينظر المغرب باهتمام الى دور روسيا الاتحادية، الذي بدأ يستعيد تأثيره في الساحة الدولية، من خلال تدخلها واسهامها المباشر أو غير المباشر في فض بعض الأزمات الدولية، خاصة أنها باتت تحتل صدارة الاخبار في المواجهة الحالية القائمة بين الدول الغربية وايران، بسبب اصرار هذه الأخيرة على امتلاك التقنية النووية.

وعلى مستوى العلاقات الثنائية بين الرباط وموسكو، يلاحظ عموما انها تتميز بالهدوء وطابع الاستمرارية، اذ تحرص الرباط على عدم التهويل من مستوى وحجم العلاقة التي تربط روسيا بجارته الشرقية التي تستورد منها السلاح المتطور، بكميات كبيرة ومبالغ ضخمة.

وبرأي المراقبين، فإن زيارة بوتين إلى المغرب، وهي الأولى منذ توليه السلطة الرئاسية في الكرملين، تعكس رغبة روسيا الاتحادية في انتهاج سياسة متوازنة وعلاقات موضوعية مع الجارين المغاربيين الكبيرين الجزائر والمغرب، وهو توجه تحبذه الرباط المهتمة بدورها بتعزيز علاقاتها التجارية وتنويع مبادلاتها الاقتصادية مع موسكو، خاصة انها مقتنعة بأن الكرملين لم تعد له نفس النظرة الاستراتيجية لمنطقة المغرب العربي، مثلما كان عليه الوضع أيام النظام الشيوعي السابق، الذي كان يموقع وجوده في المنطقة، تبعا لمدى قوة وحضور النفوذ الأميركي الغربي فيها.

ورغم ذلك الاستقطاب، فإن الاتحاد السوفياتي، لم يظهر مواقف معلنة وصريحة مناوئة للمغرب، بخصوص نزاع الصحراء الذي باعد بينه وبين الجزائر. علما ان الرباط ظلت تتعامل بحكمة وروية مع متزعمة الحلف الشيوعي الشرقي، الذي لم يكن بعيدا عن ملابسات الدعم الخفي، الذي استفادت منه جبهة البوليساريو في وقت من الأوقات.