ذكرى «كاترينا» تحل على الأميركيين.. بإعصار جديد

حالة طوارئ بسبب «آرنستو».. وبوش يقول إن النهوض بالساحل المتضرر يتطلب سنوات

TT

حلت الذكرى السنوية الأولى لإعصار «كاترينا» على الأميركيين بإعصار جديد تسبب في إعلان حالة طوارئ في ولاية فلوريدا الجنوبية أمس.

فقد أغلقت المدارس العامة أبوابها في مدينة ميامي (فلوريدا) أمس، وأصدرت سلطات الولاية تعليمات لسكان بعض المناطق بالاستعداد لإخلاء منازلهم وتخزين الاحتياجات الضرورية تحسبا لكارثة قد يسببها إعصار «ارنستو» الذي توقعت السلطات أن يضرب أجزاء من كوبا قبل أن يتوجه إلى ولايتي فلوريدا وساوث كارولاينا الأميركيتين.

وقفد إعصار «آرنستو» الكثير من قوته عندما وصل الى المناطق الجبلية في شرق كوبا، لكن هاجس الخوف الناجم عن آثار إعصار «كاترينا» العام الماضي جعل المسؤولين الأميركيين على المستوى الفدرالي وعلى مستوى الولايات الجنوبية يتحسبون لمخاطر محتملة مع بدء موسم الأعاصير الذي يدشنه «آرنستو».

ودعا جيب بوش، حاكم ولاية فلوريدا، سكان الولاية الى أن يستعدوا لاحتمال ان يضرب الإعصار الولاية، موضحا ان التوقعات الجوية قد تتغير. وقال شقيق الرئيس الأميركي: «يجب أن نأخذ هذا الإعصار على محمل الجد». وقد أعلن جيب بوش حالة الطوارئ في ولايته ووضع قوات الحرس الوطني في حالة تأهب للقيام بأي عمليات طارئة. وكانت السلطات قد أمرت السلطات في وقت سابق زوار سلسلة جزر فلوريدا كيز بمغادرة تلك الجزر. وألغت وكالة الأبحاث والفضاء الأميركية (ناسا) إطلاق مكوك «اتلانتيس» الذي كان مقررا أول من أمس واستعدت لنقل المكوك من منصة الإطلاق وأعادته الى عنبره في مركز كنيدي الفضائي في ساحل جنوب شرق فلوريدا على المحيط الأطلسي. وتسبب إعصار «آرنستو»، قبل ان تخف حدته، في هطول امطار غزيرة على شرق كوبا بدءا من اول من امس، مما أثار مخاوف من حدوث سيول وانزلاقات تربة، الا انها كانت اضعف مما كان متوقعا حيث لم تتجاوز سرعة الرياح 65 كيلومترا في الساعة الثلاثاء. ومن المرجح ان يستعيد اعصار «آرنستو» قوته عندما يعود الى المياه الدافئة باتجاه فلوريدا التي ضربتها ثمانية أعاصير في العامين الماضيين. وأمرت السلطات الكوبية باخلاء نحو 600 ألف شخص من المناطق المهددة بالعاصفة. وأوقفت كذلك كل الرحلات الداخلية.

وبمناسبة الذكرى السنوية لإعصار «كاترينا» الذي أوقع اكثر من 1500 قتيل في الساحل الجنوبي الأميركي، توجه الرئيس جورج بوش خلال اليومين الماضيين الى المنطقة، وقال الليلة قبل الماضية من بيلوكسي بولاية ميسيسيبي إن المدة اللازمة للنهوض بالساحل الجنوبي المتضرر تتطلب سنوات.

وأضاف بوش في اليوم الأول من جولته في المنطقة: «لقد عدت في مناسبة هذه الذكرى لأشكركم على شجاعتكم وأقول لكم ان الحكومة الفيدرالية لا تزال الى جانبكم». وردا على أسئلة الصحافيين حول المدة التي يتطلبها النهوض بالمناطق المتضررة من إعصار «كاترينا» قال بوش إن إعادة الإعمار «تتطلب سنوات وليس اشهرا». وشدد على القول: «سنكون معكم طالما استلزم الأمر لإنهاء العمل» قبل ان يقوم بجولة في المنطقة مع زوجته لورا.

وبدأ بوش أول من أمس زيارته الثالثة عشرة الى خليج المكسيك منذ وقوع المأساة، في ذكرى «كاترينا» للاطلاع على مدى التقدم في مجال إعادة الإعمار والتأكيد على ان الدولة ستبقى ملتزمة بهذه العملية حتى النهاية. وكان بوش أعلن 29 أغسطس (آب) يوما وطنيا لإحياء ذكرى «كاترينا».

وأدى تأخر وصول الإسعافات عام 2005 والوقت الذي استغرق بوش لقطع اجازته في تكساس، بالاضافة الى الاستياء من الوضع في العراق الى تدهور صورة «القائد الأعلى» الى حد كبير. ووجهت اليه اتهامات بعدم المبالاة إزاء مصير الفقراء والسود. وتراجعت شعبيته الى حد كبير. وأقر الرئيس شخصيا منذ 29 أغسطس (آب) 2005 بقصور الدولة الفيدرالية والسلطات المحلية. لكنه امتنع اول من أمس، وقبل شهرين ونصف الشهر على الانتخابات البرلمانية، من تكرار ذلك. واكتفى بالقول: «نتفهم ان الناس لا يزالون ينتظرون العودة الى منازلهم، ونتفهم ان الناس يريدون وصول المساعدات». وقد عاد فقط حوالي نصف السكان الذين نزحوا من المنطقة. ومن اصل مبلغ 110 مليارات دولار من المساعدات التي رصدتها الدولة الفيدرالية، تم انفاق 44 مليون دولار فقط. وشدد بوش على ضرورة التأكد من ان الأموال تستخدم بطريقة جيدة. واشتكى رئيس بلدية نيو اورلينزـ راي ناغين، من بطء الإجراءات البيروقراطية. وهناك أحياء بكاملها في نيو اورلينز لا تزال خالية من السكان، فيما لم تصل الكهرباء بعد الى أحياء اخرى، وقام فقط ثلث المستشفيات ونصف المدارس بإعادة فتح ابوابهما. ولا يزال الشك يحيط بقدرة السدود التي أصلحت على مواجهة فيضان جديد، في أوج موسم الأعاصير.