السنيورة: الحكومة باقية طالما تتمتع بثقة المجلس النيابي والمنادون بغير هذا الأمر «ليخيطوا بغير مسلة»

قال إن الدولة ستقدم 50 مليون ليرة لكل وحدة سكنية مدمرة بالكامل

TT

غادر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بيروت بعد ظهر امس متوجهاً الى استوكهولم على رأس وفد رسمي للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة لدعم لبنان. وبعد اتصالات اجرتها الامم المتحدة تمكنت الطائرة الخاصة التي تقل السنيورة والوفد المرافق من التوجه الى السويد مباشرة. وكان السنيورة اكد في مؤتمر صحافي عقده في السرايا الحكومية قبيل مغادرته بيروت «ان الحكومة باقية طالما هي تتمتع بثقة المجلس النيابي»، معتبراً «انها استطاعت ان تقود البلاد في أدق فترة في حياة لبنان منذ الاستقلال». ودعا المنادين باستقالة الحكومة «ليخيطوا بغير مسلة»، واعلن عن«عزم الدولة على استقدام منازل جاهزة ووضعها بتصرف الناس الذين فقدوا منازلهم». وكشف ان الحكومة ستقدم مبلغ 50 مليون ليرة لكل وحدة سكنية مدمرة بشكل كامل، تضاف اليها 10 ملايين ليرة بدل اثاث، موضحاً ان هذا التعويض لسكان الضاحية الجنوبية الذين ستحدد تعويضاتهم لاحقاً.

وقال السنيورة: «لقد اعلنت منذ اليوم الاول للعدوان ان الدولة اللبنانية ملتزمة مساعدة المواطنين في عملية إعادة الإعمار نتيجة تعرضهم الى العدوان الغاشم. وانا اليوم هنا للتأكيد، بعد المؤتمر الصحافي الاول وكما وعدتكم في المرة الماضية، للحديث عن آلية ومبالغ المساعدات التي ستقدمها الدولة الى المواطنين المتضررين خارج منطقة الضاحية الجنوبية، أي في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان. كما سأتطرق في حديثي الى اهداف وتوقعات مشاركتنا في المؤتمر الذي سيعقد يوم غد (اليوم) في استوكهولم لدعم لبنان». وأضاف: «أود ان اشير الى ان الدولة في لبنان تتحمل مسؤولياتها بأكثر مما تستطيع أو مما توفر لها من أدوات التمكين. وتحملها لهذه المسؤوليات هو أبسط واجباتها. وانا اعتقد ان المطلوب للنجاح في هذا الخصوص هو تعاون الجميع لرفع مستوى ونوعية خدمات الدولة. واذا كانت هذه الخدمات في حاجة الى تحسين، فتحسينها يكون بالنقد البناء لا بالظلم ولا بالتحامل... ان اجهزة الدولة انصرفت في كل القطاعات الى ترميم وتصليح ما دمر، وفي الوقت ذاته الى احصاء الاضرار والخسائر كل في قطاعه. وسيتم اعلان النتائج بعد توفرها تباعا. بعدما أعلنا في المؤتمر السابق آلية دفع المساعدات الى المواطنين المتضررة منازلهم، أود ان اتحدث اليوم ـ كما أشرت ـ الى مبالغ وآلية دفع المساعدات الى المواطنين الذين تضررت منازلهم خارج منطقة الضاحية الجنوبية أي في الجنوب والبقاع والشمال والجبل. اما عن الضاحية الجنوبية، فيهمني ان اقول انه تم تشكيل لجنة من ادارات الدولة اللبنانية المعنية كافة، اضافة الى نقابة المهندسين وبلديات المنطقة ومنظمات المجتمع الاهلي والمدني العاملة على الارض لدراسة اوضاع الضاحية الجنوبية، لأن أوضاع الضاحية من التعقيد بمكان ما يتطلب دراسة متأنية. كما ان حجم التدمير فاق كل تصور. وهناك حالات معقدة ومتداخلة في حاجة الى ترو ودراسة هادئة للوقوف على طرق مواجهتها. هذه اللجنة عقدت اجتماعا اوليا. وستعقد اجتماعا الاثنين المقبل لتنصرف الى عملها التنظيمي. وبعد ان تنتهي من تصوراتها سنعود إلى المواطنين وأهلنا في الضاحية لشرح ما نتوصل اليه». وقال السنيورة: «اريد ان أشير الى ان آليات وزارة الاشغال التي تعمل على رفع الانقاض في الضاحية الجنوبية. وقد بلغت حتى الامس نحو 475 آلية بين جرافة ورافعة او شاحنة. كما ان آليات وزارة الاشغال تعمل في وقت واحد في نحو 75 موقعا مدمرا في الضاحية. اردت ان اورد هذا الرقم فقط للقول ان الدولة والحكومة لن تترك الضاحية في مصابها لوحدها، بل ان الحكومة تتصرف على اساس ان الضاحية واهلها هم اهل الدولة وخزانها الحيوي النابض بالمقاومة وبالعزة والصمود. لقد قال البعض وأشاهد منهم الكثير على شاشات التلفزة: اين الدولة؟ اين الحكومة؟ انها لا تعمل في الضاحية. لكني اردت ان اشير الى ان الحكومة لن يهدأ لها بال الا بعد ان تطمئن الى ان كل عائلة ستحصل على بيت يؤويها ومنزل تحتمي به. واذا كانت آليات الحكومة التي تعمل في الضاحية قد وصلت الى 475 آلية، فالحكومة على استعداد لتحريك كل الآليات والرافعات التي تتحرك في لبنان لرفع الظلم والغمامة عن الضاحية واهلها لكي تعود منارة الضواحي.

وأضاف، «في خصوص الموضوع الاساسي لهذا المؤتمر، أي التحدث عن المناطق والمساكن المدمرة أو المتضررة من الجنوب والبقاع والشمال والجبل. في هذا الشأن، اننا سنلجأ الى اعتماد حلول متعددة وعلى مراحل. لكن يهمني ان أشير الى أنه، وحسب المعلومات التي توفرت لدينا حتى الآن، فإن عدد المنازل التي طاولها العدوان خارج الضاحية، وان بنسب مختلفة من الاضرار، يصل الى حوالي 80 الف منزل، منها حوالى 19 ألف وحدة مدمرة بالكامل أو جزئيا، والبقية مصابة بأضرار مختلفة. قبل الدخول في هذا الموضوع، اريد ان اشير الى ان وزارة الاشغال ومجلس الجنوب وعلى مستوى كل لبنان باشرت بورشة كبيرة لاعادة اصلاح وترميم ما تهدم من طرق وعبارات او تحويلات طرق ريثما يتم تركيب جسور حديد او بناء الذي تهدم... اما بالنسبة الى مطار رفيق الحريري الدولي فيهمني ان اشير الى انه تم انجاز ترميم وتصليح المدرج الشرقي الرقم 21. اما المدرج الغربي الرقم 17 فهو قيد التصليح وسيكون جاهزا للاستعمال خلال ثلاثة ايام. اما ممرات الطائرات فان اكثرها سيكون جاهزا خلال ايام. يبقى ما هو في طريقه الى الانجاز، وهو المدرج الغربي الرقم 16 وخزانات الوقود التي سيصار إلى الإسراع في إصلاحها بهبة كريمة من احدى الشركات اللبنانية CCC».

وسئل عن الحملة التي تطالب بإسقاط الحكومة، فأجاب: «نحن نعيش نظاما في هذا البلد وكل واحد له الحق في إبداء رأيه. هناك حملات تكون مبرمجة وهناك عمليات (ريموت كونترول). أنا قلت أكثر من مرة إن الحكومة تبقى ما دامت متمتعة بثقة مجلس النواب. وهذا هو نظامنا الديمقراطي وعلينا أن نحترمه. هذه الحكومة استطاعت أن تقود البلاد في أدق فترة من حياة لبنان منذ الاستقلال إلى مرحلة نحن فيها الآن. وبعضنا لم يدرك التحديات والاخطار التي مررنا بها. والغالبية الساحقة من اللبنانيين تدرك ماذا فعلت هذه الحكومة من أجل الحفاظ على وحدة لبنان وصموده تجاه هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم. هذه الحكومة استطاعت ان تحصل على دعم كامل من المجتمع العربي ومجتمع الدول الاسلامية والمجتمع الدولي. ولا اظن ان هناك إمكان زيادة لمستزيد في هذا الدعم. وبالتالي الكلام على حكومة اتحاد وطني أحترمه. ولكن نحن نظامنا ديمقراطي... وبالتالي الحكومة موجودة. الحكومة باقية. ولا استقالة ولا تغيير ما دامت متمتعة بثقة مجلس النواب... فليرتح كل الناس الذين ينادون بغير هذا الأمر وليخيطوا بغير مسلة».